افتتاح أول مركز لمعالجة قضايا العنف ضد النساء في كردستان العراق

مئات الفتيات الكرديات ضحايا الانتحار والقتل والاعتداء سنويا

TT

دفع ارتفاع معدلات الانتحار بين النساء الكرديات وتفشي ظاهرة العنف ضدهن غسلا للعار او لاسباب اجتماعية اخرى، بحكومة اقليم كردستان العراق الى استحداث اول مركز يعنى بمعالجة قضايا العنف ضد المرأة.

وقال النقيب حقوقي جيملو عبد القادر معروف مدير مركز «متابعة العنف ضد المرأة» في اربيل، عاصمة الاقليم، لوكالة الصحافة الفرنسية: «تم خلال الفترة المنصرمة رصد اكثر من مائة قضية خاصة بالعنف ضد المرأة». واضاف «سجلت خلال الشهر الماضي 12 حالة حرق، ثمان منها جراء محاولات انتحار»، مشيرا الى ان «غالبية القضايا تتركز على مسألة العنف الذي تمارسه الاسرة ضد المرأة، وهناك مشاكل بين الازواج تدفع بالعديد من النساء للاقدام على محاولة الانتحار».

وتعزو الشاعرة والكاتبة الكردية كجال أحمد، المهتمة برصد وضع المرأة الكردية، هذه الظاهرة الخطيرة الى اسباب اجتماعية تتلخص بسيادة قيم الريف والعشيرة على قيم المدينة والقانون، واسباب اقتصادية تدفع المرأة الى الانتحار حرقا، وهذه هي الطريقة الشائعة هنا في الانتحار». واضافت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من السليمانية، «انا اكتب وارصد هذه الحالات منذ عام 1992، وقد اكتشفت ان الرجل الكردي العشائري يقتل المرأة بضمير بارد بذريعة غسل العار، كما ان الوضع السياسي الذي يستفيد من دعم العشائر يغض النظر عن هذه الجرائم، فالسياسي بالتالي بحاجة الى قوة العشيرة وليس الى المرأة التي لا حول لها ولا قوة»، مشيرة الى ان «هناك قانونا يعالج قضايا القتل غسلا للعار، لكنه غير فاعل، وهكذا تبقى المرأة الكردية ضحية عنف الرجل ضدها، فهناك حالات ادت الى قتل او انتحار شابات بسبب استخدامهن للموبايل مثلا، او لانها بحاجة الى المادة او الحرية». ويضم المركز الذي تأسس في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، محققين عدليين ومكاتب تلجأ اليها النساء لمناقشة التهديدات ومشاكل العنف التي يتعرضن لها، سواء من قبل الاهل او الازواج، بحيث يستمع المعنيون الى مشاكلهن. وكانت حكومة الاقليم وبسبب ارتفاع معدلات انتحار النساء لدى المجتمع الكردي قد شكلت العام الماضي لجنة خاصة من وزارات حقوق الانسان والداخلية والعدل، هدفها وقف عمليات العنف ضد المرأة، كما استحدثت وزارة خاصة بحقوق النساء. من جهتها، اكدت سوزان محمد عارف رئيسة «منظمة تمكين المرأة الكردستانية» ومقرها اربيل ان «تأسيس هذا المركز يشكل خطوة حيوية للتقليل من قضية العنف ضد النساء والحد منها مستقبلا واشاعة الوعي لدى شرائح من المجتمع الكردي».

وكان تقرير وزارة حقوق الانسان في الاقليم اكد في ابريل (نيسان) الماضي، ان 533 امرأة اقدمن على الانتحار او تعرضن للقتل خلال عام 2006. واظهر التقرير ان «عدد النساء اللاتي انتحرن او قتلن عام 2005 كان 289 امرأة، لكنه ارتفع الى 533 امرأة عام 2006 وازدادت نسبة الانتحار بين الضحايا من 22% عام 2005 الى 88% عام 2006، كما ارتفعت نسبة القتل من 4% عام 2005 الى 6.34% في 2006». واشار الى ان «غالبية النساء اللواتي يتعرضن الى العنف تتراوح اعمارهن بين 13 و18 عاما». وحدد التقرير انواع العنف الذي يمارس ضد المرأة بـ«الضرب والاعتداء الجنسي والوعيد بالقتل والسب والقذف والزواج القسري والخطف والتحريض على الزواج والابعاد عن الدراسة بالقوة».