السائقون الأردنيون المفرج عنهم: المحاكم العراقية برأتنا لكن القوات الأميركية كانت ترفض الإفراج عنا

تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» عن حيثيات اعتقالهم وظروف احتجازهم

TT

قال ثلاثة من السائقين الاردنيين، الذين افرج عنهم اخيرا بعد ان اعتقلتهم القوات الاميركية في العراق، انهم كانوا يعملون مع القوات الأميركية في العراق، لنقل المواد اللوجستية والتموين «ولم ننتم الى تنظيم القاعدة أو غيره، ولم نكن طرفا في الحرب أو الإرهاب والعنف في العراق».

واضاف تيسير أبو صباح (أبو أيمن) 40 عاما، لـ«الشرق الأوسط»: «كل ما نعرفه أنه تم اعتقالنا وإيداعنا سجن أبو غريب في البداية، ثم سجن المطار، ثم سجن بوكا في البصرة جنوب العراق. أمضينا شهورا في السجن الى أن أبلغنا بالتهم التي وردت من القوات الأميركية للمحكمة العراقية، وهي الدخول الى العراق بطريقة غير مشروعة». وتابع «مثلنا أمام القضاء العراقي بعضنا بعد سبعة شهور والبعض الآخر بعد ثمانية شهور، وقررت المحكمة براءتنا بعد أن قدمنا الوثائق الثبوتية، التي تؤكد أننا دخلنا بطريقة مشروعة. لكن القوات الأميركية لم تقبل حكم المحكمة إلا بعد أن تدخلت الحكومة الأردنية، وعلى رأسها الملك عبد الله الثاني والصليب الأحمر لفك أسرنا».

ومضى ابو صباح قائلا: «لقد صدر قرار براءتي من المحكمة بتاريخ 3/12/2006، ولكني بقيت في سجن بوكا في البصرة جنوب العراق منذ ذلك التاريخ حتى قبل يومين، وقد أمضيت مدة سنتين وسبعة أشهر في السجن، وخلال هذه المدة لم يسمح لي بالاتصال، سواء بالسفارة أو بمحامي أو بأي شخص. حتى أن جواز سفري صودر ولم أحصل عليه، وقامت لجنة الصليب الأحمر بمساعدتنا ونقلتنا بطائرتها الخاصة الى عمان». وبسؤاله عن إمكانية مقاضاة القوات الأميركية، قال «إذا كانت أميركا تحكم العالم والقاضي غريمك فلمن أشتكي؟». أما السائق عامر ذيابات، 28 عاما، أعزب فقال إنه تم اعتقاله في منطقة هيت أمام محطة وقود «حيث فوجئت بهجوم من قوة أميركية واعتقالي ونقلي الى سجن أبو غريب، عندما كنت أقود شاحنة مبردة محملة بالدجاج المجمد للقوات الأميركية». وحول سبب اعتقاله قال «انه بسبب خلاف مع أحد المترجمين من أصول مغربية جاء الى العراق مع زوجته الاميركية التي تعمل ضابطة في القوات الأميركية، ولضعف لغتي الانجليزية يبدو أن عدم التفاهم بيننا أدى الى أن يلفق لي تهمة لا أدري حتى الآن ما هي، الأمر الذي فاجأني لدى محاكمتي أول مرة، لكن المحكمة قررت براءتي لأكثر من مرة، من دون أن تقبل القوات الأميركية الإفراج عني. من جانبه قال فايق ابو هضيب انه لم يتوقع اطلاق سراحه، مؤكدا انه وقع عليه «الظلم والقهر من قبل القوات الاميركية وعلى الكثير من الاسرى العرب داخل سجونها». واضاف ابو هضيب ان سبب اعتقاله كان اتهامه دخول الاراضي العراقية بطريقة غير شرعية، لافتا الى ان ما آلمه داخل السجون تفكيره الطويل بأبنائه وزوجته وكيف سيعيشون بعده. وتمنى ابو هضيب على الحكومة الاردنية متابعة قضايا الاردنيين المحتجزين تعسفيا، مشيرا الى ان المعتقل كمال محمود عوض بركات من بلدة الطرة في لواء الرمثا شمال الاردن، اوصاه وهو يبكي بابنائه وزوجته الذين ليس لهم الا الله، وهو بعيد عنهم، مناشدا الحكومة العمل على اطلاق سراحه.