أهالي القرية الكينية كوقلو يتابعون بشغف أخبار حملة أوباما

TT

رافق مجموعة من الصحافيين مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية جينداي فريزر للشؤون الافريقية في زيارتها الى كينيا حيث ذهبت لمحاولة التخفيف من حدة التوتر التي تعيشها البلاد من الإضرابات التي شهدتها بعد اعلان فوز الرئيس مواي كيباكي وخسارة زعيم المعارضة راليا اودينغا.

الا ان الصحف الاميركية ركزت على موضوع لا علاقة له بالأزمة السياسية في كينيا. فقد راح الصحافيين يبحثون عن قصة اخرى لها علاقة بالحملة الانتخابية المستعرة في الولايات المتحدة.

فذهب الصحافيون الى القرية الكينية التي يتحدر منها باراك اوباما الطامح الى الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي. وكتب احد الصحافيين تقريراً يقول «كان أهل قرية كوقلو في غرب كينيا يجلسون فوق كراسي بلاستيكية متهالكة وحولهما دجاجات تبحث في الارض عن بعض الحبوب لالتقاطها، وآذانهم ملتصقة على الراديو لمتابعة نتائج الانتخابات التمهيدية في ولاية نيوهامشير لمعرفة ما حققه ابن قريتهم اوباما. وعندما تلقوا خبر تقدم اوباما في بعض مقاطعات نيوهامشير صاح عمه سعيد اوباما قائلا: «هذا شيء رائع... لكنني لا اريد ان اطير فرحاً الوقت ما يزال مبكراً على ذلك».

وقال سعيد للصحافيين الاميركيين: «لو كان باراك اوباما في كينيا اليوم كان سيعمل مع قادة البلاد من أجل الجلوس على طاولة محادثات من أجل التوصل للمشاكل التي تجتاح البلاد».

وكان روبرت غيبس المتحدث الصحافي باسم اوباما، قد اعلن ان السيناتور تحدث مع زعيم المعارضة الكيني راليا اودينغا لمدة خمس دقائق من نيوهامشير. وقال إن والد اوباما وزعيم المعارضة راليا اودينغا ينتميان الى القبيلة نفسها. وابلغ راليا اودينغا محطة الـ«بي بي سي» انه يعتبر والد اوباما بمثابة عمه، مشيراً الى ان أوباما ابلغه انه سيتحدث ايضاً مع الرئيس كيباكي ليجد حلاً للأزمة عبر التفاوض. وأشار مستشارو اوباما انه بحث الامر هاتفياً مع كوندوليزا رايس وزير الخارجية، كما انه تحدث مع القس الجنوب افريقي الحاصل على جائزة نوبل للسلام الذي توجه بعد ذلك الى العاصمة الكينية نيروبي من اجل وضع حد للعنف.

وكان اوباما زار كينيا وهو سيناتور في اغسطس (آب) الماضي وانتقد وقتها تفشي الفساد في البلاد والسياسات القبلية المهيمنة منذ استقلال كينيا من بريطانيا عام 1963، وكانت هذه السياسات والفساد المستشري، هي السبب الاساسي في اعمال العنف التي اندلعت اخيراً في البلاد. ووقتها قال اوباما امام جامعة نيروبي: «الفساد ليس مشكلة جديدة وهي ليست مشكلة كينية او افريقية بل هي مشكلة بشرية... السياسة التي تعتمد القبلية يجب ان يوضع لها حد».

وتجمعت أسرة واقارب اوباما في قرية كوقلو التي يمر منها طريق ترابي تحيط بها أشجار المانغو والميموزا، لمتابعة نتائج الانتخابات الاولية في اميركا. وكانت جدته سارة اوباما التي علقت في منزله ثلاث صور لاوباما واحدة من زياراته للقرية في العام 2006 والثانية يعود تاريخها الى العام 1987 ، وصورة ثالثة من حملته الحالية تتابع بشغف اخبار الحملة الانتخابية للصبي الذي اصبح اول مرشح من اصول افريقية يطمح لدخول البيت الابيض. وكان والد باراك اوباما، واسمه ايضاً باراك اوباما حصل على منحة دراسية للدراسة في جامعة هاواي حيث التقى والدة اوباما وهي اميركية بيضاء. وبعد زواج لم يدم طويلاً عاد باراك اوباما الاب الى بلاده كينيا حيث عمل خبيراً اقتصادياً وتوفي في العام 1982 في حادث سيارة. وتربى باراك اوباما الابن في هاواي في كنف جده وجدته، ولم يعرف جيداً والده، لكنه كتب كتاباً بعنوان «أحلام من أبي» تحدث فيه عن هويته. ويقول عمه سعيد: «اذا فاز اوباما سيحسن حتماً العلاقة بين افريقيا واميركا لان جذوره في افريقيا».