«ساعات قليلة تفصل بين باراك أوباما وفوز مؤكد في نيوهامبشاير»، هكذا بدأت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) نشرتها الاخبارية ليل اول من أمس، معتمدة على استطلاعات للرأي اشارت الى «فوز مؤكد» لأوباما في انتخابات حزب الديمقراطيين في ولاية نيوهامبشاير لاختيار مرشحهم لخوض انتخابات الرئاسة الاميركية. وكانت نتائج استطلاعات للرأي اظهرت ان شعبية اوباما تفوق منافسته الاولى هيلاري كلينتون بـ13 نقطة مئوية، مما دفع صحافيين ومحللين في وسائل اعلام اميركية وبريطانية يتوقعون ان يحصل اوباما على تأييد الديمقراطيين في نيوهامبشاير بعد فوزه الاول في ولاية ايوا. وعانت الصحف البريطانية من فرق التوقيت مع الولايات المتحدة، حيث انتهى التصويت فيها عند الساعة الثامنة مساءً، أي الواحدة بعد منتصف الليل في لندن. واختارت صحيفتا «ذا اندبندنت» و«التايمز» اللندنيتان صورة لأوباما في صفحاتها الاولى، متوقعة فوزه في الانتخابات. وقالت «التايمز» ان «سحر اوباما جذب ارقاماً قياسية من الناخبين». كما اشار مقال اخر الى ان «هيلاري كلينتون تستعد لخسارة جديدة». وبينما شارك عدد قياسي من الناخبين في الانتخابات بنيوهامبشاير بالفعل، لم يكن اوباما الوحيد المستفيد من تلك الاصوات. وساعدت مواقع الانترنت لتلك الصحف في تعديل معلوماتها، اذ غيرت الصفحات الرئيسية للمواقع فور الاعلان عن فوز كلينتون في الانتخابات. واختارت صحيفة «الغارديان» التركيز على استراتيجية كلينتون للاستعداد للانتخابات المقبلة في ساوث كارولاينا وغيرها من الولايات، ولتتغاضى حرج التكهن حول نتائج الانتخابات.
وكان العنوان الرئيسي في صحيفة «ذا استرالين»، والرائدة في استراليا «اوباما يتجه لفوز مؤكد»، اذ عانت غالبية الصحف الاسترالية من فرق التوقيت.
وتوخت الصحف الفرنسية حذراً أكبرَ في توقعاتها لنتائج انتخابات نيوهامبشاير. وكان العنوان الرئيسي لدى صحيفة «لوموند» الفرنسية: «معركة كلينتون وأوباما تنطلق من جديد»، بينما كتبت «لا ليبيراسيون» «نيوهامبشاير الاختبار الجديد لكلينتون».
وعلق الصحافيون أمس على الاخطاء في تحليلات زملائهم على مواقع الكترونية إخبارية والقنوات الاخبارية، اذ ساد جو من الدهشة حول التكهنات الخاطئة لنتائج الانتخابات في نيوهامبشاير عقب المفاجأة الاولى الاسبوع الماضي، بعد فوز اوباما في ايوا بفارق 9 نقاط مئوية عن كلينتون. وقالت صحيفة «واشنطن بوست» ان «اعضاء فريق كلينتون انفسهم فوجئوا بالنتيجة»، اذ اعتمدوا على نتائج استطلاعات للرأي من جهات عدة اظهرت شعبية اوسع لأوباما. وقال الموقع الاكتروني المختص بالسياسة الاميركية (بولوتيكو) ان «فوز هيلاري في نيوهامبشاير «جعل العاملين على استطلاعات الرأي والمحللين وحتى بعض العاملين في حملتها الانتخابية يظهرون كأنهم اغبياء».
وكتبت صحيفة «التايمز» ان «الكثير من الصحافيين استيقظوا ليفطروا بخجل» بعد تحليلاتهم الخاطئة.