المغرب والبوليساريو يتفقان على جولة رابعة من المفاوضات في مارس

الطرفان تمسكا بموقفيهما.. وممثل الأمم المتحدة يعتزم زيارة المنطقة

TT

انتهت الجولة الثالثة من المحادثات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو، الليلة قبل الماضية، بدون تحقيق أي تقدم يذكر ووسط خلافات على القضايا الجوهرية بين الطرفين. وانتهت الجولة التي استغرقت يومين في منتجع مانهاست بضاحية لونغ ايلاند بنيويورك على اتفاق بين الطرفين يقضي باستئناف المفاوضات المباشرة في شهر مارس (آذار) القادم.

وقال السفير بيتر فان ولسوم، ممثل الأمين العام للامم المتحدة الخاص في الصحراء، والذي قاد المفاوضات المباشرة وبحضور ممثلين من الجزائر وموريتانيا، إن الطرفين «واصلا خلال يومين من المناقشات التعبير عن اختلافات قوية حول القضايا الأساسية»، لكنهما «في الوقت ذاته جددا التزامها بإبداء الرغبة السياسية في المفاوضات وبحسن نية كما دعا إلى ذلك مجلس الأمن واتفقا على نقل العملية نحو مرحلة من المفاوضات اكثر كثافة وعمقا». وأفاد بيان السفير ولسوم أن مناقشات الطرفين لم تؤد إلى اتفاق حول إجراءات بناء الثقة وقد بحثت بصورة أولية مواضيع تتعلق بالإدارة والهياكل.

واتفق المغرب وجبهة البوليساريو على استئناف المفاوضات في جولة رابعة تجري في منتج مانهاست وتبدأ يوم 11 وتنتهي يوم 13 مارس القادم على أن تسبق ذلك جولة يقوم بها مبعوث الأمين العام فان ولسوم إلى المنطقة لتمهيد الأجواء للجولة الرابعة من المحادثات. وأكد المغرب استعداده للمشاركة في الجولة الرابعة من المفاوضات. وقال رئيس الوفد المغربي وزير الداخلية شكيب بنموسى في مؤتمر صحافي عقد في مقر البعثة المغربية بنيويورك: «ان المغرب عبر عن استعداده للمشاركة في جولة رابعة من المفاوضات لإعطاء فرصة إضافية لمسلسل الحوار»، مؤكدا أن «يده ستظل ممدودة إلى كل ذوي الحسنات الحسنة».

وبدورها رحبت جبهة البوليساريو بالجولة الرابعة من المفاوضات. وقال رئيس وفد البوليساريو محفوظ علي بيبا في بيان إن الجبهة ترحب بإجراء مزيد من المفاوضات. ولم يشر البيان إلى العودة الى استخدام السلاح غير انه اكتفى بدعوة المغرب إلى «التخلي عن سياسة الأمر الواقع لفرض حل من جانب واحد». وجددت الجبهة تمسكها بخيار الاستفتاء لتقرير مصير سكان الصحراء الغربية.

وبخصوص الملفات التي تم التطرق إليها خلال الجولة الثالثة، أشار أعضاء الوفد المغربي إلى أن المواضيع الأكثر أهمية، والتي تمت مناقشتها كانت حول كيفية تطبيق المقتضيات المتضمنة في القرارين الأخيرين لمجلس الأمن. واستبعد وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري كلياً خطة الأمم المتحدة التي تقوم على الاستفتاء. وشدد على أهمية وحيوية المبادرة المغربية التي تقوم على أساس منح حكم ذاتي لسكان إقليم الصحراء الغربية. وقال «إن الخيار السياسي والاستراتيجي اليوم هو بين الفرصة المتمثلة بالحكم الذاتي الحقيقي والأساسي والأمر الواقع». ووصف الفاسي المبادرة المغربية بالجدية والحقيقية واعتبرها تنازلا من قبل المغرب «لتحريك العملية باتجاه الحل». وأضاف: «نأمل أن يكون هذا ممكنا خلال الجولة الرابعة، وأن المغرب اتخذ خطوة كبيرة ونتوقع من الطرف الآخر التصرف بنفس الطريقة». ووصف رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية (المغربي)، خليهن ولد الرشيد، الاستفتاء بالوهم، وقال «إنه لا يمكن أن يتحقق». وأعرب عن استعداد المغرب لتعديل مبادرة الحكم الذاتي خلال المفاوضات. وأوضح أن الطرفين اختبرا الخيارات الأخرى، بما فيها خطة الاستفتاء، وقال «انها لم تحقق أية نتائج للأسف وإنها فشلت».

وأثار وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي مسألة تمثيل جبهة البوليساريو لسكان الصحراء الغربية، وقال «إننا قبلنا بالجبهة شريكا في المفاوضات، ولكن ليست هي ممثلة للجميع». وأعرب عن عدم ارتياحه لرفض وفد جبهة البوليساريو مصافحة أعضاء الوفد المغربي أثناء هذه الجولة من المحادثات. وانتقد وزير الداخلية شكيب بنموسى مواقف جبهة البوليساريو أثناء الجولة الثالثة من المفاوضات. ودعا من ناحية اخرى الجزائر للانخراط بشكل فعال وإيجابي في هذه المفاوضات. وقال ان «الوفد المغربي أوضح خلال هذه الجولة أن هذا البلد الشقيق باعتباره طرفا معنيا بهذا النزاع الإقليمي مدعو إلى الانخراط الإيجابي في مسلسل التفاوض والمصالحة والدفع نحو حل عادل ودائم لا غالب فيه ولا مغلوب».