الأمن الأميركي يخلي مقر الرئاسة من حراسه ويمنع الشرطة من رفع فوهات بنادقها إلى أعلى

اقتصار عدد المستقبلين الفلسطينيين على القليل .. وبوش يصل إلى رام الله قبل الموعد المحدد في موكب من 45 سيارة مصفحة

TT

تمنى مسؤول فلسطيني في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» مازحا لو استمر الاحتلال الاميركي لرام الله اكثر من يومي زيارة الرئيس جورج بوش. بهذا الكلمات علق المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، على سيطرة رجال الامن الاميركيين على مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله وكذلك المناطق المحيطة بها والشوارع المؤدية اليها وأسطح المنازل المطلة عليها. وقال المسؤول ان الاحتلال الاميركي كان سيكون افضل من الاحتلال الاسرائيلي.

وحسب مصادر فلسطينية فإن مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله والمناطق المحيطة بها وكذلك الشوارع المؤدية لهذه المناطق تحولت لقاعدة أمنية اميركية خاضعة لحماية رجال الامن الاميركيين بالكامل.

وعلمت «الشرق الاوسط» انه لم يسمح إلا لـ 30 من عناصر الامن الرئاسي الفلسطيني مجردي السلاح بالوجود داخل حدود مقر الرئاسة وذلك لحفظ ماء الوجه للجانب الفلسطيني. وجاء القرار هذا بعد جدل استمر اياما اثر طلب اميركي بإخلاء المقاطعة من كل عناصر الامن الفلسطينية. وعمم على اكثر من 4 آلاف من عناصر الامن المنتشرين في رام الله، بإبقاء فوهات بنادقهم المفرغة من الذخيرة نحو الارض، محذرين من ان أي رفع للفوهة قد يعرض صاحبها لنيران اكثر من 250 قناصا اميركيا محترفا انتشروا على اسطح المباني العالية.

وحول مقر الرئاسة طلب الاميركيون بحفر الشوارع المحيطة واعادة تزفيتها للتأكد من خلوها من أي عبوات ناسفة.

يذكر في هذا السياق ان رجال الامن الاميركيين، المرافقين للرئيس السابق بيل كلينتون خلال زيارته للاراضي الفلسطينية عام 1998، طلبوا من السلطة الفلسطينية برئاسة الراحل ياسر عرفات بحفر ارضية مقر الضيافة في قطاع غزة واعادة تبليطها، لاسباب امنية، ووافق عرفات على هذا الطلب.

كما اشرف رجال الامن الاميركيون على تفتيش مصارف الصرف الصحي، للمنطقة المحيطة بعد ان حصلوا على خرائط لها، حسب بعض المصادر المعارضة، لكن ذلك لم تؤكده مصادر في السلطة او مقربة منها، وقاموا باحتلال اسطح العديد من المنازل.

وفرضت السلطة الفلسطينية ما يشبه حظر التجول على منطقة تصل الى 3 كيلومترات مربعة في محيط مقاطعة رام الله، وعطلت المدارس، ومنع الفلسطينيون من التحرك، حتى سيرا على الاقدام، كما منعوا من الوقوف على أسطح ونوافذ منازلهم القريبة من المقاطعة.

وفي الوقت الذي اعلن فيه مكتب إعلام الرئاسة الفلسطينية صباح امس خبر وصول بوش على متن طائرة هليكوبتر عسكرية من القدس إلى رام الله، وفق الخطة المعدة، لكن بوش وصل الى مقر الرئاسة كما ظهر على شاشات التلفزيون عبر موكب من سيارات الليموزين وذات الدفع الرباعي.

وانطلق الموكب من مقر اقامته في فندق الملك داوود في القدس الغربية، يضم 75 سيارة مصفحة عبر مستوطنة بيت ايل بين القدس ورام الله وليس الطريق الذي يستخدمه الفلسطينيون. وبرر مسؤولون فلسطينيون ذلك بسوء الاحوال الجوية. وهناك من يقول ان الطرق التي سلكها الموكب احيطت من الجانبين بجدران بيضاء مؤقتة. ووصل بوش الى مقر الرئاسة على نحو مفاجئ قبل موعده المحدد أي حوالي الساعة 9.45 صباحا، ومعه 45 سيارة فقط.

وعلى غير العادة كان في استقباله لدى وصوله الرئيس ابو مازن فحسب. ولم يستغرق استعراض حرس الشرف اكثر من 5 دقائق، دخل بعدها الرئيسان الى قاعة الاجتماعات من دون عزف النشيدين الوطنيين كما كان الحال لدى وصول بوش الى مطار تل ابيب اول من امس، حيث كان في استقباله اكثر من 50 شخصية اسرائيلية وعزف النشيدان الوطنيان. ولن ندخل في تفاصيل رفض بوش زيارة قبر الرئيس الراحل على بعد بضعة عشرات من الامتار. وردا على سؤال إن كان الاميركيون قد تدخلوا في قائمة الشخصيات الفلسطينية التي ستدعى لاستقباله، وانهم استثنوا بعض الشخصيات، قال المسؤول «كل شيء متفق عليه ولا اريد ان اقول اكثر». وتابع «ان الاستقبال الفلسطيني اقتصر فقط، اضافة الى رئيس الوزراء سلام فياض، على اعضاء الوفد المفاوض وهو احمد قريع (ابو علاء) وصائب عريقات وياسر عبد ربه واكرم هنية ورئيس الديوان رفيق الحسيني وامين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم وروحي فتوح ونبيل ابو ردينة الناطق باسم الرئاسة وعفيف صافية «سفير» فلسطين في واشنطن. ولم يضم وفد المستقبلين ايا من وزراء الحكومة.