تلفزيونات مطورة لعصر «اندماج الإلكترونيات»

عروض الإنترنت ونشرات الأخبار تبث مباشرة إلى الشاشة من دون الحاجة إلى كومبيوتر

أكبر تلفزيون من شركة «باناسونيك» بشاشة بلازما مقاس 150 بوصة عُرِضَ في معرض لاس فيغاس («الشرق الاوسط»)
TT

معرض الالكترونيات الاستهلاكية في لاس فيغاس هذا الاسبوع، كان عرضا لامعا للأجهزة التكنولوجية المطورة، فالتلفزيونات، الهائلة في العرض والرقيقة في السمك، كانت في المقدمة وفي مركز المعروضات، وفوقها، وأمام وجوه الزائرين في المعرض الشاسع، الذي انتهى امس.

وتعرض الشاشات ايضا الآمال لهذا القطاع الصناعي: التلفزيونات المتواصلة بالانترنت والجاهزة لاستقبال الاشكال الجديدة للترفيه حسب الطلب. وقد كان المعرض دوماً موقعاً لعرض المعدات، إلا ان عروض هذا العام تخطتها الى البرمجيات والمحتوى المعلوماتي والترفيهي التي تصدرت المعروضات.

ويقول بوب سكاغلايون، نائب رئيس التسويق الاقدم في فرع شركة «شارب»، في الولايات المتحدة: «اننا نمتلك فعلا اجهزة تلفزيون عالية الوضوح، ولكن كيف نسجل اختلافنا (عن الآخرين)؟.. احدى الطرق لتقديم شيء متميز مختلف هو تقديم محتوى جديد»، وأضاف «وهذا هو السبب في اننا نعمل كي نجد شركات تقديم المحتوى»(للتعاون معها).

وقد أعلنت كبريات شركات انتاج التلفزيون عن سلسلة من الاتفاقيات التي عقدت مع الشركات الاعلامية، الأمر الذي سيسمح ببث محتويات الانترنت مثل العروض المرئية (الفيديو) ونشرات الاخبار، والحالة الجوية، والاخبار الرياضية مباشرة الى التلفزيون، من دون الحاجة الى وجود كومبيوتر شخصي، وذلك لتقليل الالتباس لدى الجمهور.

وكشفت «شارب» عن صفقات لتقديم الحالة الجوية واسعار الاسهم وعرض شرائط هزلية، فيما عقدت «سامسونغ» صفقة مع «يو.اس.ايه توداي» لتقديم الاخبار والحالة الجوية وأسعار الاسهم الى شاشة تلفزيوناتها مباشرة. أما «باناسونيك»، فقد عرضت مقدرة أجهزتها التلفزيونية على عرض شرائط «يوتيوب» الفيديوية والصور المختزنة في خدمة «بيكاسا» من «غوغل».

كما أعلنت عدة شركات عن تلفزيونات جديدة تستقبل محتوى الانترنت، اما عبر التوصيل السلكي او اللاسلكي بالشبكة. وتمثل الصفقات هذه البداية، كما يأمل منتجو اجهزة التلفزيون. وفي اجتماع محدود مع الصحافيين، قال توشيهيرو ساكوموتو رئيس «باناسونيك» ان من الافضل لشركته العمل مع مقدمي المحتوى «فمن دونهم لن يمكننا ان نصنع تلفزيونا كبيرا». وبمعنى آخر، فان اجهزة التلفزيون التي تنتجها شركته، ومهما كان كبر حجمها (وقد عرضت «باناسونيك» وحشا بقطر 150 بوصة) لن يمكنها التنافس، الا اذا تكاملت مع سلسلة مقدمي المحتوى.

وعلى المدى البعيد، فان العلاقة المباشرة مع مقدمي المحتوى قد تمنحها قوة اكبر اثناء تعاملها مع شركات الكابلات التي لا تزال المصدر الرئيسي لتقديم المحتوى.

وفي المدى المنظور، فان ذلك قد يمنحها جزءاً من مدخولات تقديم المحتوى. وامتنع جيفري كوف، نائب رئيس «باناسونيك» لشؤون التكنولوجيا والائتلافات، عن مناقشة الجوانب المالية لاتفاق الشركة مع «يوتيوب» و«باكاسا» التابعين لـ«غوغل» إلا انه قال: «اننا الملتقطون. اننا اولئك الذين نمنح النافذة التي تراها العيون»! وفي المعرض، وبين اجهزة التلفزيون من «سامسونغ» و«توشيبا» التي تعلو إحداها الأخرى منتصبة على شكل برج، ترى جناح شركة «ان بي سي يونيفرسال»، منحشرا بين الشركتين. وهذا ما يدل على توجه شركات انتاج المعدات للتعاون مع شركات الاعلام.

وتقول بيث كوستوك، رئيسة قسم وسائط الاعلام المتكاملة، في «إن بي سي» انه «لا يمكنك الحديث عن الالكترونيات الاستهلاكية من دون الحديث عن المحتوى». من جهة اخرى، عرضت شركة «ليغيت آند بلات» في المعرض، احدث سرير «الكتروني» مزود بتقنيات لاسلكية للاتصال بالانترنت، مع وسادة لوضع جهاز «آي بود» الموسيقي، ونظم لسماعات الإحاطة الصوتية، اضافة الى شاشة من البلور السائل، وجهاز تسجيل فيديو رقمي.. واخيرا جهاز للتحكم من بعد بدرجة حرارة الغرفة. وأطلق على السرير اسم «ستارز نايت سليب تكنولوجي بيد (ليلة النجوم: أي سرير النوم التكنولوجي». وسيطرح الى الاسواق العام المقبل بثمن يتراوح بين 20 و50 الف دولار وفق مواصفات الزبون التكنولوجية المطلوبة.

* خدمة «نيويورك تايمز»