وزير الدفاع السوداني: الهجوم على القوات الدولية في دارفور «خطأ مشترك»

الأمم المتحدة تلفت إلى افتقار قوة السلام في السودان إلى الوسائل لإتمام مهمتها.. وتحذر من عواقب وخيمة

TT

اعترف السودان أمس بأن قواته أطلقت النار على قافلة لقوة حفظ السلام المشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي (يوناميد) في دارفور بما يتناقض مع نفي الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني في وقت سابق. وقال وزير الدفاع السوداني ان الهجوم كان نتيجة «خطأ مشترك».

وقال الفريق عبد الرحيم محمد حسين، ان عناصر من قوات الجيش السوداني هاجمت قافلة تابعة للقوات الهجين (المختلطة) الدولية (من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي) قرب منطقة الطينة المتاخمة للحدود مع دولة تشاد يوم الاثنين الماضي. وقال ان «القوة المشتركة لم تخطر القوات المسلحة بتحركها الى المنطقة. وعندما اقتربت من منطقة الطينة اطلقت عناصر من الجيش زخات من الرصاص لتحذيرها لانها لم تكن تعلم انها قوة من يوناميد وعندما لم تستجب للتحذير اطلقت عليها قذائف اصابت ناقلة للجنود وشاحنة واصيب سائق سوداني الجنسية في الحادث». واشار الى ان «قوات الجيش توقفت بعد ما تأكد لها ان القافلة تابعة للقوة المشتركة». وحمل محمد حسين قوة «يوناميد» مسؤولية ما حدث، وقال «كان ينبغي لها ان تبلغ الجيش بمناطق تحركاتها، حتى لا يعتقد انها قوة متمردة»، وأوضح ان المناطق المتاخمة للحدود التشادية تشهد مناوشات عسكرية مع المتمردين. وافاد مكتب الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني أن الهجوم «تم نتيجة لخطأ أدى إلى قيام دورية عسكرية تابعة للقوات المسلحة بالهجوم على قوات يوناميد». وقال ان الخطأ كان مشتركا حيث لم يقم أولئك الأفراد التابعون لـ«يوناميد» باستئذان القوات المسلحة عند تحركهم، وفق ما جرت عليه العادة، مشيرا إلى أن تحركهم كان ليلا والصحيح أن يتحركوا نهاراً. وأضاف ان «قيادة المنطقة الغربية تقدمت باعتذار لممثل يوناميد بالمنطقة عن هذا الخطأ حيث تقبل الاعتذار إدراكا للخطأ المشترك الذي حدث».

وكان مدير مكتب الناطق الرسمي باسم الجيش الصوارمي خالد سعد، قال في تصريحات اول من امس ان الجيش لم يطلق طلقة واحدة على القوة المشتركة سواء بالخطأ او غيره، واضاف «ما يتردد في هذا الشأن غير صحيح». ومضى الى القول ان «حديث جهات عن اننا اطلقنا النار بالخطأ حديث غريب، لانهم بذلك كأنما اعتذروا نيابة عن الجيش،» وتابع «نحن لا يمكن ان نعتذر عن خطأ لم نرتكبه اصلا». وعلى النسق، قال عبد المحمود عبد الحليم المندوب الدائم للسودان بالامم المتحدة في تصريحات ان «القوات السودانية لا تستهدف دوريات وتحركات البعثة الهجين بدارفور، وهذه ليست من موجهات حكومة السودان».

وقال جان ماري جوينو، رئيس مهام حفظ السلام في الامم المتحدة لمجلس الامن، أول من امس ان القافلة المكونة من «سيارات بيضاء مميزة بوضوح» كانت تسير بسرعة بطيئة عندما تعرضت للهجوم. وأصيب سائق سوداني بجراح وحالته خطيرة حيث أطلق عليه الرصاص سبع مرات. ودان مجلس الامن وواشنطن الاربعاء الهجوم، داعيين الى ضرورة تجنب تكرار هذه الحوادث.

وقال المندوب الليبي لدى الامم المتحدة، جاد الله الطلحي، رئيس مجلس الامن للشهر الحالي ان «جميع اعضاء مجلس الامن قالوا صراحة ان الهجوم على القوة المشتركة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي يجب ألا يتكرر». واضاف في تصريح صحافي في ختام مشاورات في مجلس الامن حول انتشار هذه القوة المشتركة الذي يصطدم بصعوبات كبيرة، انهم «اكدوا ايضا ضرورة حصول تعاون ملائم بين كافة الدول مع القوة المشتركة، وشددوا على الاسراع في ذلك». ودعت الولايات المتحدة الى تشديد العقوبات التي تفرضها الامم المتحدة على السودان و«دانت» الهجوم «المرفوض» الذي شنته القوات السودانية على قوات حفظ السلام الدولية في دارفور، كما جاء في بيان لوزارة الخارجية الاميركية. وقدمت واشنطن الى مجلس الامن مشروع اعلان رسمي يدين هذا الهجوم، وهو «قيد الدرس»، كما قال المندوب الليبي.

الى ذلك، حذر مسؤول كبير في الامم المتحدة من «النتائج الوخيمة» التي قد تنتج من افتقار قوة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي المشتركة في دارفور «الى الوسائل لاتمام مهمتها». وقال رئيس عمليات حفظ السلام في المنظمة الدولية جان ماري غيهينو ان «الحرب، بتأثيراتها عبر الحدود، تتواصل» في دارفور. واضاف «بعد خمسة اشهر من تبني القرار 1769 (الذي نص على تشكيل القوة الدولية والافريقية المشتركة)، لم نحصل على موافقات مؤكدة من جانب الحكومة (السودانية) على قضايا تقنية اساسية، مما يعني ان القوة لن تحظى بما تحتاج اليه من عديد وتجهيزات ضرورية لإنجاز مهمتها قبل اشهر عدة، في افضل الاحوال». وإذ شدد على «المسؤولية المشتركة» لمجلس الامن والمجتمع الدولي، توقع غيهينو «نتائج وخيمة» تطال الجهود الدولية لإرساء «السلام والاستقرار» في دارفور في حال عدم احراز تقدم في النقطتين المذكورتين، وكذلك على صعيد عملية السلام بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور.