الناخبون الشباب زاد اهتمامهم بالانتخابات الرئاسية بعد إنشاء موقع إلكتروني

طالب أميركي أنشأ موقعا إلكترونيا لرصد أخبار المرشحين إلى الرئاسة موجها للطلاب

TT

وجدت اوجينيا غارسيا الانتخابات الرئاسية الأولية شديدة التعقيد. ومع وجود خمسة مرشحين ديمقراطيين تجد أن من الضروري التفكير حول قضايا كثيرة أهمها هي العراق والعناية الصحية والاحتباس الحراري والهجرة.

وقالت توجينا البالغة من العمر 21 عاما: «هناك الكثير من المعلومات على الانترنت، وأنا أتعامل مع هذه الانتخابات بشكل شديد الجدية ولا أريد أن أتخذ قرارا خاطئا».

وغارسيا التي تدرس العلوم السياسية في جامعة هارفارد، تعتمد كثيرا على الانترنت في حياتها اليومية لمعرفة ما يدور حولها، وهذا ما يجعل المعلومات السياسية تهطل عليها كل يوم بغزارة. والآن زاد ارتباكها مع زيادة عدد المواقع التي تنقل كميات هائلة من الاخبار مثل مواقع YouTube وFacebook وMySpace. وتسأل اوجينا أين يجب الذهاب؟ وماذا يجب قراءته؟ ومن يجب الوثوق به؟

أثناء تصفحها صفحات الانترنت في احدى المرات دردشت قليلا مع أصدقائها عبر احدى المواقع ثم تابعت تصفح الأخبار السياسية على موقع سمعت به في الفترة الأخيرة هو VoteGopher.com . والموقع الأخير أنشأه الطلاب من أجل الطلاب وأي شخص يملك فضولا لمعرفة معلومات عن المرشحين والقضايا التي يتبنونها. وحتى الآن شارك السيناتوران رودي جيولياني من الحزب الجمهوري وهيلاري كلينتون بإرسال مواقفهما تجاه القضايا الأساسية إلى الموقع الجامعي. ويعرض الموقع 16 قضية منها قضايا التعليم والعناية الصحية والحرب في العراق، اضافة الى قضايا أخرى غير مفصلة مثل العولمة والإصلاح الحكومي والأعمال. شعار الموقع «نحن نحفز وأنت تقرر».

أسس هذا الموقع الطالب ويل روبن، وقال إنه مع فريق العمل المكون من 25 شخصا، معظمهم طلاب من جامعة هارفارد، يقرأون نصوص الحوار ويشاهدون أفلام الفيديو على YouTube ويتقصون المواقع الاخبارية لجمع محتويات الموقع. وعلى الرغم من أن المستخدمين يقدمون المعلومات لوحدهم لكنها عادة تراجع بدقة.

وقال لي ريني مدير «مشروع الحياة الأميركية» ومركزه في واشنطن: «ما يضعونه على موقعهم مثير للإعجاب. لو عدنا إلى فترة ما قبل الانترنت سيكون هؤلاء الطلاب جالسين في الاجتماعات التي تعقد بقاعات البلدية ويملأون ظروفا وربما يقومون ببعض المكالمات الهاتفية. لكن في هذه الأيام كل ما يحتاجون القيام به هو الجلوس أمام مواقعهم على الانترنت».

وبسبب ذلك فقد ازداد عدد الناخبين الشباب الذين هم تحت سن الثلاثين خلال انتخابات عام 2004 و2006، بحسب بيتر ليفن مدير معهد المعلومات والبحوث للتعليم والمشاركة المدنيتين. وفي الانتخابات الحالية هناك قفزة جديدة في مشاركة الشباب بالانتخابات؛ ففي أيوا شكل الناخبون الذين هم أقل من 30 سنة خمس المشاركين في التصويت للحزب الديمقراطي.

وقالت الطالبة جاميا ويلسون البالغة من العمر 27 عاما، وهي من جامعة نيويورك وتعتمد على الانترنت لجمع المعلومات حول المرشحين: «هناك الكثير من الأشخاص مثلي. أصبح الناخبون نشطين عبر الانترنت». وجاءت فكرة موقع VoteGopher عندما أراد روبن ان يصوّت للمرة الاولى في عام 2006 في انتخابات الكونغرس ولم يتمكن من العثور على موقع يطرح المرشحون مواقفهم عبره.

لذلك بادر روبن، ابن أحد مقاولي البناء، باستخدام ما يمتلكه من مدخرات تصل إلى 9000 دولار للبدء بتنفيذ مشروعه. وضمن أيضا مساعدة بعض أصدقائه مثل أليكس لافوا، 19 سنة، المولع بالشؤون السياسية. ومعا تمكنا من كسب طلبة آخرين من جامعة هارفارد. وكانت متطلبات العمل هي أن تبقي آراءك خارج الموقع والبقاء في المقدمة بما يخص تغطية آخر الأخبار والتركيز على القضايا. وأطلق الموقع في شهر أكتوبر (تشرين الاول) الماضي ويزوره في اليوم الواحد أكثر من 500 شخص.

اوجينا هي من ضمن هؤلاء. وخلال فترة استراحة أثناء عملها على بحث خاص بالثورة الكوبية، راحت تقرأ عن مواقف أوباما وكلينتون حول الهجرة. وهي كديمقراطية، منقسمة ما بين هذين المرشحين. وقالت أوجينا: «لن أكذب. أنا أحب فكرة أن تكون كلينتون أول رئيسة أميركية لكن حيوية أوباما جذابة أيضا... هو ليس بوش وليس كلينتون». لكن الشيء المهم هو أنها تفضل موقف أوباما تجاه المهاجرين غير الشرعيين. «قرأت عبر الموقع أن كلينتون غيرت موقفها تجاه هذه المسألة».

*خدمة «واشنطن بوست» (خاص بـ«الشرق الأوسط»)