تبدل ملحوظ في موقف بوش إزاء الفلسطينيين

دعا لأول مرة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتعامل مع قضية اللاجئين

متظاهر فلسطيني يقذف بالحجارة جنودا اسرائيليين غير ظاهرين في الصورة احتجاجا على بناء جدار الفصل في قرية بلعين قرب رام الله أمس (أ.ف.ب)
TT

اقترح الرئيس الاميركي جورج وضع آلية دولية لحصول اللاجئين الفلسطينيين على تعويضات مقابل اراضيهم وديارهم التي طردوا منها خلال تأسيس دولة اسرائيل، كما اعلن بضرورة وجود نهاية لـ«احتلال» الاراضي التي تم الاستيلاء عليها في الحرب قبل اربعة عقود.

وأدلى بتصريحاته هذه بعد زيارته الاولى لرام الله اول من امس، في محاولة لتنشيط المفاوضات الهادفة للتوصل الى اتفاقية سلام قبل نهاية رئاسته.

وفي الوقت الذي استخدم فيه بوش من قبل لغة تصف وجود اسرائيل في الضفة الغربية بأنه «احتلال»، فإن عباراته اول من امس تبدو وكأنها موجهة للحكومة الاسرائيلية.

في الوقت نفسه، أعاد بوش التأكيد انه لا يتوقع من إسرائيل التخلي عن كل الاراضي التي احتلتها في حرب 1967، وان على الجانبين تقديم حلول وسط اقليمية تعكس «الواقع الحالي».

وقال بوش للصحافيين «يجب انهاء الاحتلال الذي بدأ في عام 1967»، التي تشمل ايضا مرتفعات الجولان السورية. إلا ان مسؤولا كبيرا في البيت الابيض قال: ان بوش كان يشير الى الاراضي الفلسطينية فقط. واضاف ان الاتفاق يجب ان يؤدي الى تأسيس فلسطين كوطن للشعب الفلسطيني كما اقيمت اسرائيل كوطن للشعب اليهودي. ويجب ان تضمن هذه المفاوضات وجود حدود آمنة ومعترف بها وقابلة للدفاع عنها لإسرائيل. كما يجب ان تضمن ان دولة فلسطين مترابطة ومتاخمة وذات سيادة ومستقلة». الا ان تصريحاته بخصوص التعويضات هي الاولى بالنسبة لإدارته. وفسرت تصريحات بوش المتكررة، بأن على اسرائيل ان تكون «يهودية» بأنها تأييد لموقف اسرائيل بعدم عودة جماعية للاجئين الى املاكهم السابقة في اسرائيل.

وكان بوش قد قاوم حتى الان موقف ادارة كلينتون بضرورة حصول اللاجئين على تعويضات على خسائرهم ومعاناتهم.

ولتشجيع اسرائيل على ترك غزة، بعث بوش في ابريل عام 2004 الى رئيس الوزراء الاسرائيلي آنذاك ارييل شارون برسالة تشير الى ضرورة اقامة دولة للفلسطينيين وليس العودة الى اسرائيل، وانه يتوقع احتفاظ اسرائيل بالكتل الاستيطانية الكبرى في اي اتفاق سلام. واغضبت الرسالة الفلسطينيين لانه لم تكن ذات لغة متوازنة بالنسبة لهم.

وفي بيانه اول من امس، قال بوش «نحتاج الى النظر الى تأسيس دولة فلسطينية وآلية دولية جديدة، بما في ذلك التعويضات، لحل قضية اللاجئين». ووضعت التقديرات السابقة تكلفة التعويضات بما يتراوح بين 100 و 150 مليار دولار.

ورد المسؤولون الفلسطينيون والإسرائيليون بحذر على تصريحات بوش. وقال مصطفى برغوتي عضو البرلمان الفلسطيني «لا اعتقد اني ولا الرئيس بوش ولا أي شخص اخر يستطيع ان يحسم ما اذا كانت التعويضات كافية في موضوع اللاجئين. ان ذلك يرجع الى كل لاجئ وهذا حق فردي يجب احترامه».

أما وليد عوض المتحدث باسم حركة فتح، فقد وصف تصريح بوش في ما يتعلق بإنهاء الاحتلال بأنه «اقوى تصريحات له وتلقى ترحيبا كبيرا... وقد قيلت بطريقة غير مباشرة من قبل ولكن ليس بهذا الوضوح».

وذكر مارك رجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء ايهود اولمرت ان الحكومة تعتبر تصريحات بوش «اطارا ايجابيا لمحادثاتنا مع الفلسطينيين». وقال ان تعليقات الرئيس بخصوص الاحتلال تعكس موقفه السابق.

* شارك في التغطية غلين كيسلر في واشنطن وايلين نيكميايير في القاهرة خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»