بوش يبحث مع صباح الأحمد البرنامج النووي الإيراني ومعتقل غوانتانامو

يلتقي عشر ناشطات كويتيات لمناقشة تطور الديمقراطية في البلاد

الشيخ صباح الأحمد والرئيس بوش أثناء مراسم استقباله في الكويت أمس (أ.ف.ب)
TT

وصل الرئيس الأميركي جورج بوش أمس إلى الكويت المحطة الثانية من زيارته إلى منطقة الشرق الأوسط التي تستمر 9 أيام، حيث يتوجه بعدها إلى البحرين والإمارات العربية المتحدة والمملكة السعودية ومصر. وتأتي زيارة بوش في وقت تفاقم فيه التوتر مع طهران حول مواجهة بحرية في الخليج. وقد أذكت المواجهة بين الزوارق الإيرانية والسفن الحربية الاميركية في مضيق هرمز الاستراتيجي الأزمة حول البرنامج النووي الايراني.

وكان بوش قد بدأ جولته الأولى إلى المنطقة بإجراء محادثات في إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وكان في استقبال الرئيس الأميركي في مطار مدينة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير البلاد والوزراء وكبار المسؤولين وكبار قادة الجيش والشرطة والحرس الوطني.

ويتوقع أن يجدد القادة الكويتيون طلبهم بالإفراج عن أربعة مواطنين كويتيين معتقلين في سجن قاعدة خليج غوانتانامو في كوبا. وقال وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح السالم الصباح في وقت سابق إن مصير المعتقلين مسألة تهم كل الكويتيين. كما سيناقش الرئيس الأميركي مع أمير الكويت الملف النووي الإيراني، الذي تعتبره الولايات المتحدة خطرا على الأمن الإقليمي فيما تقول طهران إن هدفه سلمي.

وفي وقت لاحق، عقد الرئيس الاميركي محادثات مع امير الكويت تمحورت حول «العلاقات الثنائية وآخر التطورات في منطقة الشرق الاوسط» بحسب وكالة الأنباء الكويتية. وحضر مسؤولون كبار من البلدين اللقاء الذي تلته مأدبة عشاء على شرف الرئيس الأميركي.

وفي هذه الأثناء، طالبت مجموعة تمثل أقارب الكويتيين المعتقلين في غوانتانامو، الرئيس الاميركي بالافراج عن الكويتيين الاربعة الذين ما يزالون في هذا المعسكر الاميركي، وذلك للافساح في المجال أمام محاكمتهم في الكويت. ويتفقد بوش القوات الاميركية المتمركزة في الكويت اليوم، كما يفترض ان يلتقي عشر ناشطات كويتيات لمناقشة تطور الديمقراطية في الكويت‘ حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان التلفزيون الكويتي قد بث في وقت سابق شريطا وثائقيا يشيد بالعلاقات الكويتية الاميركية ويصفها بأنها «استراتيجية»، مستذكرا الدور الاميركي في تحرير الكويت عام 1991.

وقادت الولايات المتحدة تحالفا دوليا لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي قبل 17 عاما. ولا شك ان صورة بوش في الكويت هي الافضل بين الدول التي سيزورها بسبب العرفان للدور الاميركي في تحرير هذا البلد، والذي ارتبط باسم الرئيس جورج بوش الأب. والبلدان وقعا معاهدة دفاعية اكدت فيها الولايات المتحدة التزامها الدفاع عن أمن الكويت، وتبقى المعاهدة سارية المفعول حتى 2012.

ووقعت الكويت صفقات بعشرات مليارات الدولارات لشراء اسلحة من الولايات المتحدة بهدف اعادة تسليح قواتها التي تضررت قدراتها بشكل كبير اثناء الغزو العراقي. والشهر الماضي، ابلغت وزارة الدفاع الاميركية الكونغرس بعرض لبيع الكويت صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ بقيمة 36.1 مليار دولار. واستخدمت القوات الاميركية الاراضي الكويتية منطلقا لغزو العراق في 2003 الذي اسفر عن سقوط نظام صدام حسين، الرئيس العراقي الراحل الذي أمر باحتلال الكويت في 1990. وتؤوي الكويت على اراضيها احدى اكبر القواعد الاميركية في المنطقة، وهي معسكر عريفجان الذي يشكل مقرا لحوالي 15 ألف عسكري أميركي. وتستخدم القوات الاميركية الكويت نقطة عبور لجنودها من والى العراق. إلا ان الكويت، شأنها شأن باقي دول الخليج، قلقة حيال امكانية سعي بوش الى تجنيد الدعم للقيام بعمل عسكري ضد ايران على الرغم من قلق الخليجيين ازاء البرنامج النووي الايراني. وكان مسؤولون كويتيون كبار، بمن فيهم وزيرا الخارجية والدفاع، اكدوا ان الكويت لن تسمح لواشنطن باستخدام اراضيها لشن ضربة ضد طهران. وطالب القادة الكويتيون الذين يحرصون على إبقاء علاقات جيدة مع ايران، مرارا بالتوصل الى حل سلمي للأزمة مع إيران بسبب برنامجها النووي وإنهاء المواجهة المحتدمة بين الغرب والجمهورية الاسلامية بسبب اتهام طهران برغبتها في الحصول على السلاح النووي، الامر الذي تنفيه ايران.

وتزامن وصول بوش الى الخليج مع زيارة الى طهران بدأها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بهدف الحصول على توضيحات حول نقاط غامضة في البرنامج النووي الايراني المثير للجدل.

وبوش اصبح ثاني رئيس اميركي يزور الكويت بعد بيل كلينتون في 1994. وكان بوش الأب استقبل استقبال الابطال في الكويت عندما زارها بعد انتهاء ولايته في 1993، وأمطر بالورود والهدايا. وقبيل وصول بوش، وجهت بعض الصحف في الخليج انتقادات لاذعة للرئيس الاميركي. وكتبت صحيفة «الرأي» الكويتية في افتتاحية على صفحتها الاولى «يا فخامة الرئيس، المنطقة تريد مبادرات ذكية لا قنابل ذكية». وأضافت الصحيفة ان المنطقة «تريد تكنولوجيا عابرة للقارات لا صواريخ عابرة للقارات. تريد اتفاقات علمية واقتصادية وتجارية ومالية لا صفقات تسليحية. تريد للسياسة الاميركية ان تستعيد المبادئ التي جرفتها المصالح».

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن وزير الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد، قوله إن «المباحثات تناولت العلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين، وسبل تعزيزها في كافة المجالات لبناء أرضية مشتركة، تلتقي فيها أوجه التعاون لخير البلدين والشعبين الصديقين، حيث بحثت خلال الاجتماع العلاقات الثنائية بالإضافة إلى آخر التطورات السياسية في منطقة الشرق الأوسط والقضايا ذات الاهتمام المشترك».وترأس الشيخ صباح الأحمد الجانب الكويتي في المباحثات التي حضرها ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، ونائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد، ورئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك، ووزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد، ورئيس بعثة الشرف المرافقة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد صباح السالم.