برلمانيون من دول عربية وإسلامية يستنكرون تصريحات بوش عن تعديل خطوط هدنة 1949 وتجاهله حق العودة

TT

استنكر المنتدى الدولي للبرلمانيين الإسلاميين الذي يضم نواباً من 18 دولة إسلامية في القاهرة، تصريحات الرئيس الأميركي جورج بوش التي قال فيها إن إقامة دولة فلسطينية يتطلب إجراء تعديلات لخطوط هدنة 1949 وتجاهله لحق العودة للفلسطينيين المهجرين وتأكيده على إقامة «وطن لليهود».

وفي نفس الوقت، رفض نواب في البرلمان المصري أمس استباق الرئيس الأميركي لمفاوضات الحل النهائي، وإعلانه من طرف واحد عن رؤيته للحل ما ينفي عنه صفة «الحكم العدل» لإنهاء الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فيما يُعد مناهضون مصريون للسياسة الأميركية لتنظيم تظاهرات في العاصمة المصرية الاثنين المقبل، وهو ذات اليوم الذي يلتقي فيه بوش بالرئيس المصري حسني مبارك في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر (نحو 500 كم غرب القاهرة).

وقال حسين محمد إبراهيم، نائب رئيس المنتدى الدولي للبرلمانيين الإسلاميين، ورئيس لجنة فلسطين بالمنتدى «إن تصريحات بوش حول الدولة الفلسطينية وتعديل خطوط الهدنة، وتجاهله التطرق لحق العودة، انتهاك صارخ للشرعية الدولية، لأنه بذلك يريد لإسرائيل أن تلتهم معظم أجزاء الضفة الغربية، وتحويل ما تبقى منها إلى كانتونات معزولة عن بعضها البعض بالمستوطنات الإسرائيلية والسور العنصري» (الجدار العازل).

وأضاف إبراهيم: « نحن (كنواب في المنتدى الدولي للبرلمانيين الإسلاميين) نعلم أن الشعوب العربية والإسلامية لن تغفر للرئيس الأميركي عداءه للعرب والمسلمين وغزو بلاده للعراق وأفغانستان وتأييده لسياسات الاحتلال الإسرائيلي». وأشار رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية والأمن القومي في البرلمان المصري، محمد بسيوني، وهو سفير سابق لمصر في تل أبيب، الى أن ما ذكره بوش حول الحاجة إلى تعديل خطوط هدنة 1949، لإقامة الدولة الفلسطينية، ورد في خطاب له كان أرسله لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، أرييل شارون، في عام 2004، وأضاف بسيوني «إن أية مفاوضات بالنسبة للقدس والحدود واللاجئين ينبغي أن يتم تحديدها على طاولة المفاوضات وليس قبلها».

وعلى الرغم من أن بسيوني اعتبر أن هناك جانباً مضيئاً في زيارة بوش للمنطقة، يتلخص في تأييده لقيام دولة فلسطينية، إلا إنه قال إن الجانب المظلم في الزيارة هو أن يحدد الرئيس الأميركي الحل النهائي قبل بدء المفاوضات، وأضاف: «توجد ازدواجية في المعايير.. يجب أن تكون الولايات المتحدة حكماً عدلاً.. كيف يمكن للحكم العدل أن يحكم على موضوعات قبل بدء المفوضات». وأكد بسيوني أن «موقفنا (مصر) واضح وهو إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، الذي هو خط الهدنة لعام 1949، مع إمكانية إحداث تعديلات طفيفة من جانب الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني في القيمة والمثل»، موضحاً أن المقصود بـ«القيمة» هو أنه في حالة تمسك إسرائيل بقطعة من الأرض فعليها أن تتخلى عن مساحة مماثلة للجانب الفلسطيني، وأن المقصود بـ «المثل» هو أنه لو كانت الأرض التي تريدها إسرائيل زراعية، فعليها أن تتخلى عن أرض زراعية مماثلة للفلسطينيين.

وعن تجاهل الرئيس الأمريكي الإشارة إلى حق العودة في تصريحاته التي أعلنها خلال زيارته لإسرائيل، قال بسيوني إن «الصياغة التي جاءت في المبادرة العربية للسلام مقبولة لدينا (لدى مصر)، لأنها تنص على «إيجاد حل عادل لمشكلة اللاجئين عن طريق التفاوض بين الطرفين على أساس قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 149، الخاص بحق العودة».

وعن تعبير «وطن لليهود» الذي أعاد الرئيس الأميركي استخدامه بقوله إنه يسعى لاتفاق سلام ينص على قيام وطن للشعب الفلسطيني «كما هي إسرائيل وطن للشعب اليهودي»، قال بسيوني «إن مصر ترفض ما يرفضه الفلسطينيون.. هم(الفلسطينيون) رفضوا مقولة وطن لليهود التي استخدمها بوش في مؤتمر أنابوليس، ورفضوه بعد ذلك، لأنهم يرون أن أي دولة دينية في المنطقة أمر غير مقبول». وبينما تقدم نواب معارضون، غالبيتهم من نواب كتلة الإخوان (88 نائباً) ومن كتلة المستقلين (17 نائباً) بمساءلة للحكومة المصرية يرفضون فيها زيارة الرئيس الأميركي لبلادهم، من المتوقع أن تهيمن على أعمال البرلمان المكون من 454 مقعداً في أولى جلساته لهذا الأسبوع يوم غد، فيما تشهد العاصمة المصرية القاهرة في يوم زيارة بوش لمصر، ولقائه بالرئيس حسني مبارك يوم الاثنين المقبل في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر (نحو 500 كم شرق القاهرة) اعتصامات وتظاهرات احتجاجية، مناهضة لزيارة بوش لمصر. وأعربت جماعة الإخوان المسلمين عن رفضها لزيارة بوش، قائلة على لسان الدكتور محمد حبيب النائب الأول لمرشد الجماعة إن «ما أعلنه الرئيس الأميركي عن قيام دولة يهودية للكيان الصهيوني يتضمن إلغاء حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، والتمهيد لطرد مليون ونصف المليون عربي يعيشون في أراضي 1948».