موالون يرون أن الحل خارج الحدود ومعارضون يؤكدون الانفتاح على الآلية المقررة في الإجماع العربي

جلسة انتخاب الرئيس اللبناني الجديد اليوم تنضم إلى سابقاتها

TT

لم تخفف المحادثات التي يجريها الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مع المرجعيات والقيادات اللبنانية حول سبل معالجة الازمة السياسية من وقع السجال المتمادي لفريقي المعارضة والموالاة حول مسار المبادرة العربية وآفاقها من جهة، ومن جهة ثانية، حول عناصر الازمة التي يعمل موسى على معالجتها وفي مقدمتها آلية انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتأليف حكومة متوازنة ووضع قانون مؤيد للانتخابات النيابية.

وقد سأل البطريرك الماروني نصرالله صفير، في حديثه امام زواره امس، الله ان «يعيدنا الى وضع طبيعي»، مشددا على «ضرورة ان يعمل الجميع لما فيه المصلحة العامة وليس المصلحة الخاصة». وقال: «اذا كان الانسان يريد ان يسعى الى مصلحته الخاصة على حساب مصلحة غيره يكون خسر مصلحته ومصلحة غيره في الوقت ذاته. ولا يمكننا الا ان نسأل الله لكي يهدينا الى الخير لنستطيع كلنا العيش في هذا الوطن الصغير البالغ عدد اهله اربعة ملايين شخص يتراجعون يوما بعد يوم بسبب الهجرة. ومن زوار صفير امس، السفير الاميركي جيفري فيلتمان ونواب وشخصيات نقابية وحزبية ووفد من «الرابطة المارونية» تحدث باسمه رئيس الرابطة جوزف طربيه الذي آمل من «كل الافرقاء السياسيين في لبنان ان يتوافقوا على هذه المبادرة للخروج باستحقاق رئاسي سريع تليه حكومة وحدة وطنية تجمع مختلف الافرقاء ونخرج من لعبة العدد».

المرجع الشيعي اللبناني السيد محمد حسين فضل الله، تناول في خطبة الجمعة امس، المبادرة العربية وقال «ان شعب لبنان عاش الاجواء الاحتفالية التي انفتحت على ازمته الداخلية من خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب، واصدار القرارات الاجماعية التي صيغت بطريقة ضبابية مغلقة». واضاف: «ويبقى الشعب اللبناني حائرا امام المتاهات السياسية، في التصريحات الاستهلاكية التي يفطر عليها، ويتناول منها غداءه وعشاءه. وتبقى صرخات الجوع تهز كل كيانه». وقال الرئيس الاعلى لحزب الكتائب امين الجميل الذي عرض للوضع مع سفير الجزائر في بيروت ابراهيم بن عودة حاصي: «نعول على المبادرة العربية وكل المساعي التي يبذلها الأمين العام للجامعة عمرو موسى. وأجرينا اتصالات ولقاءات في فريق 14 آذار لدرس آخر الاقتراحات التي تقدم بها الأمين العام، واكدنا له دعمنا الكامل لهذه المبادرة وأننا سنبذل كل الجهود لإنجاح مهمته». واضاف: «يهمنا أن يأتي أي عمل من ضمن المبادرة العربية وأن تتفهم كل القيادات ضرورة انتخاب الرئيس في أسرع وقت لأنه يشكل نقطة إرتكاز للبلد، وإذا كانت هناك صعوبات فلنتفاهم مع الأمين العام والقيادات المعنية على المخارج لنسرع في انتخاب الرئيس».

الى ذلك، تمنى احد اركان «قوى 14 آذار» النائب روبير غانم في بيان له امس، ان تكون جلسة مجلس النواب المقررة اليوم لانتخاب رئيس للجمهورية «فرصة لتكريس ارادة اللبنانيين في طي صفحة أزمة الفراغ، من خلال حضور جميع النواب الجلسة والمسارعة الى الانتخاب الفوري لرئيس الجمهورية ضمن احترام الآليات الدستورية، تجاوبا مع المبادرة العربية، وتحقيقا لجوهرها، ونزولا عند رغبة الشعب اللبناني». ورأى وزير الصحة المستقيل محمد خليفة ان الحركة السياسية أخذت منحى إيجابيا في لبنان وهو أن الإخوان العرب أجمعوا على ثوابت الحل». ولفت خليفة إلى أن بري «لم يقل بالمثالثة بل قال بالمبادئ، وعندما ندخل في موضوع عدم التعطيل وعدم الاستفراد من الطبيعي أن تراعى بعض القواعد، إما قواعد التمثيل النيابي أو أي قواعد أخرى. هذه تفاصيل نبحث فيها». وتوقع وزير العمل المستقيل طراد حمادة «ان تستغرق المفاوضات التي يجريها موسى مع القادة السياسيين في لبنان وقتاً طويلا»، لافتاً الى «ان المعارضة اذ تشارك في المناقشات الجارية انما على قاعدة تمثيلها الفعلي والحقيقي في الحكومة المرتقبة وعلى اصرارها على المشاركة الحقيقية».

وكشف عضو كتلة «التغيير والاصلاح» النائب سليم سلهب الى ان رئيس الكتلة النائب ميشال عون هو الذي اقترح فكرة «اللقاء الثنائي مع النائب سعد الحريري كممثل لفريق الموالاة على الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى على أن يشمل التحاور مسألتي الحكومة المقبلة وقانون الانتخاب الجديد». ولفت أن عون «أعرب عن استعداده للنزول الى مجلس النواب إذا كان اللقاء سيتم». واعتبر وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون «ان الحلول موجودة اذا ما رغب الفريق الآخر في تسهيل مهمة تنفيذ قرار الإجماع العربي المتعلق بالانتخابات الرئاسية، والتراجع عن قرار التعطيل والعرقلة». وعن رفض الأكثرية محاورة النائب ميشال عون قال فرعون: «اذا كان الرئيس بري، وبحسب ما تبين لا يملك القرار، فهل يملكه العماد عون؟».

وشدد عضو المكتب السياسي لحركة «امل» النائب ايوب حميد على ضرورة مشاركة المعارضة في حكومة وحدة وطنية حسب تمثيلها في البرلمان اللبناني».