تحالف شيعي ـ سني ردا على اتفاق الهاشمي مع الأكراد

المالكي يستقبل قيادات في «التوافق» و«العراقية».. والجبهة تخشى انشقاقا

رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يستقبل ممثلين عن جبهة التوافق والقائمة العراقية في بغداد امس («الشرق الأوسط»)
TT

من المتوقع ان يعلن اليوم عن تشكيل تحالف سياسي جديد بين قوى سياسية عراقية (سنية وشيعية) يدعم الحكومة العراقية ردا على التحالف الذي وقعه مؤخرا الحزب الاسلامي العراقي، أحد أبرز الأحزاب السنية، والحزبين الكرديين الرئيسين في البلاد. ويمثل هذا التطور الجديد انقلابا في خارطة التحالفات السياسية العراقية. وقال خلف العليان، رئيس مجلس الحوار الوطني، احد القوى المنضوية تحت كتلة جبهة التوافق العراقية، ان بيانا سيصدر اليوم عن المجلس الذي يترأسه فضلا عن جبهة الحوار الوطني، بزعامة صالح المطلك، والقائمة العراقية الوطنية، بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي، وحزب الفضيلة، وحزب الدعوة الاسلامية تنظيم العراق الذي ينتمي اليه المالكي، والتيار الصدري بزعامة رجل الدين الشاب مقتدى الصدر ومجموعة من مؤتمر اهل العراق الذي يتزعمه عدنان الدليمي. وأضاف العليان في حوار هاتفي مع «الشرق الاوسط» من مكتبه في بغداد، أن هذه الكتل السياسية زارت المالكي في مكتبه أمس «وأعطيناه رسالة بأننا مع أية مواقف وطنية تخص الثوابت الوطنية التي تتبناها الحكومة».

وكانت الحكومة العراقية قد أصدرت بيانا أمس اعلنت فيه ان المالكي استقبل بمكتبه الرسمي وفدا مشتركا من اعضاء جبهة التوافق العراقية والقائمة العراقية الوطنية في مجلس النواب.

وجاء في البيان أن المالكي أكد «على ضرورة توسيع دائرة التعاون بين الحكومة ومجلس النواب وجميع القوى السياسية لتحقيق كل ما هو داعم لمجريات العملية السياسية ودفعها باتجاه الأمام نحو الأهداف الوطنية من أجل خلق المناخات المناسبة لتثبيت أسس الديمقراطية في العراق الجديد».

ويعد مجلس الحوار الوطني الذي يتزعمه خلف العليان يعد أحد أقطاب جبهة التوافق العراقية التي تتألف، فضلا عن مجلس الحوار الذي يتزعمه، من الحزب الاسلامي العراقي بزعامة طارق الهاشمي ومؤتمر اهل العراق بزعامة عدنان الدليمي. وكان الحزب الاسلامي قد أعلن الشهر الماضي عن توقيع مذكرة تفاهم بينه وبين الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني.

وأضاف العليان «اننا لسنا ضد اي شخص معين بل ضد مواقف معينة تحاول ان تستهدف العراق وسيادة العراق». وقال إن التحالف الجديد يدعم الحكومة في «الثوابت الوطنية مثل الحفاظ على العراق وتوزيع ثروات العراق ومنها النفط.. وان الثروات يجب ان تكون بيد السلطة المركزية وتوزع على السكان بالتساوي وقضية كركوك والأراضي الاخرى المتنازع عليها». وقال العليان إن «الحزب الاسلامي العراقي اتفق مع الأحزاب الكردية وعلمنا انه قدم تنازلات بخصوص كركوك والاستثمارات (النفطية) ونحن لا نؤيد ذلك»، وأضاف العليان أن «الحزب الاسلامي انفرد بقرارات معينة من دون أخذ رأي الآخرين»، ولم يستبعد العليان ان ينفصل تياره عن جبهة التوافق وقال «جميع الاحتمالات مطروحة».

من جهته، رجح سليم عبد الله الناطق باسم جبهة التوافق في حوار هاتفي مع «الشرق الاوسط» ان لقاء المالكي بأعضاء من جبهة التوافق قد يأتي لشق وحدة الجبهة ردا على تحالف الحزب الاسلامي العراقي مع الحزبين الكرديين الرئيسين في البلاد.

ووصف عبد الله البيان الحكومي الذي أعلن لقاء المالكي بأعضاء في التوافق بأنه «تعميم» لإعطاء الرأي العام الانطباع بأن الحكومة حصلت على دعم جبهة التوافق. وأضاف سليم ان خلف العليان لا يحمل رسالة من جبهة التوافق الى المالكي، وان «المالكي يستخدم من يلتقي بهم لإعطاء الوضوع بعدا بأنه لقاء بكتلة التوافق.. لتحميل الأمر وكأنه العودة الى الحكومة».