أنقرة تتحدث عن «اتفاق» تركي ـ أميركي لإدارة ونقل النفط العراقي

واشنطن وبغداد تلتزمان الصمت

TT

اعلنت انقرة أمس انها توصلت الى «اتفاق» مع واشنطن حول استخراج النفط العراقي ونقله، من دون تأكيد رسمي من العراق أو الولايات المتحدة حول الاتفاق. وقال وزير الطاقة التركي حلمي غولر لقناة «سي.إن.إن ـ القسم التركي» الاخبارية أمس ان بلاده ستساعد الولايات المتحدة في ادارة ونقل النفط العراقي في اطار مساعي تركيا لكي تصبح مركزاً للطاقة. وتتطلع تركيا منذ فترة الى ان تصبح مركزاً لنقل مصادر الطاقة وخاصة النفط والغاز من العراق وايران الى اوروبا والولايات المتحدة. وكان غولر زار الولايات المتحدة هذا الاسبوع مع الرئيس التركي عبد الله غل لاجراء مباحثات تركزت على الطاقة. ولم يذكر غولر تفاصيل حول الاتفاق التركي ـ الاميركي في ما يخص النفط العراقي، لكنه قال: «توصلنا الى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن هذا الموضوع» واضاف انه يمكن أيضا نقل الغاز الطبيعي العراقي الى أسواق أوروبا عن طريق تركيا.

ويضخ العراق صادرات النفط الخام من حقول كركوك الشمالية عبر خط أنابيب الى مرفأ جيهان التركي على البحر المتوسط. وكانت العلاقات التركية ـ العراقية قد توترت في الاشهر الاخيرة بسبب القصف التركي لقرى عراقية في اقليم كردستان العراق بحجة استهداف عناصر «حزب العمال الكردستاني» الذين يشنون هجمات على تركيا. وتعتبر المصالح التجارية من أبرز العوامل التي قد تدفع الى تهدئة العلاقات بين الطرفين، وتحاول الولايات المتحدة تشجيع تركيا على الاستفادة من تحسين العلاقات مع بغداد من اجل الاستفادة من موارد العراق النفطية وبيعها. وكان غولر قد التقى مع وزير الطاقة الاميركي ساموئيل بودمان في واشنطن حيث تم الحديث عن الدور التركي في استخراج ونقل النفط العراقي. ورداً على استفسار «الشرق الاوسط» حول تفاصيل الاتفاق بين تركيا والولايات المتحدة حول النفط العراقي، امتنعت ناطقة باسم وزارة الطاقة الاميركية التعليق، قائلة إن الامر يعود لوزارة الخارجية الاميركية. يذكر ان تركيا حرصت في السابق على التشديد على ضرورة إقرار قانون النفط العراقي قبل الخوض في تفاصيل تعاملها مع القطاع النفطي العراقي. واكد الرئيس التركي غل في محاضرة القاها في «مركز ودرو ويلسون للدراسات الدولية» في واشنطن أول من أمس ان بلاده تنتظر اقرار البرلمان العراقي لقانون النفط من اجل العمل على تصدير النفط. وقال: «بعد تطبيق القانون، يمكن لتركيا ان تساعد العراق في استخراج النفط ونقله الى العالم». ويبدو ان المسؤولين العراقيين لم يكونوا على علم بتفاصيل المحادثات التركية ـ الاميركية. ورفض مسؤول عراقي رفيع المستوى التعليق على هذا الخبر، قائلاً انه ليس على علم بتفاصيل اللقاء التركي ـ الاميركي. وقال المسؤول، الذي طلب من «الشرق الاوسط» عدم الكشف عن هويته، انه من المستبعد ان يبرم مثل هذا الاتفاق من دون استشارة الجانب العراقي، لافتاً الى اهمية تركيا في نقل النفط العراقي وخاصة في شمال البلاد. واهتمت الصحف التركية أمس بقضية النفط العراقي واحتمال التعاون التركي ـ الاميركي في هذا المجال، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل حول وجود أي اتفاق معين بين الطرفين. وقالت صحيفة «تركيش ديلي نيوز» التركية أمس ان «غولر التقى وزير الطاقة الاميركي يوم الاثنين الماضي لبحث التعاون بين البلدين لإخراج وبيع مصادر العراق للطاقة»، لافتة الى ان الاهتمام العلني بقضية «حزب العمال الكردستاني» أخفى اهمية المحادثات حول الطاقة بين البلدين، ورفضت الناطقة باسم وزارة الطاقة الاميركية التعليق على هذا الخبر. وبينما تعذر الحصول على رد من وزارة الخارجية الاميركية حول هذه التقارير، كان الناطق باسم الخارجية الاميركية، شون مكورماك، قد صرح في مؤتمره الصحافي الاعتيادي يوم الثلاثاء الماضي أن تركيا تلعب دوراً مهماً في «تنويع طرق إمدادات المصادر الطبيعية» في المنطقة و«نقل النفط والغاز من آسيا الى أسواق اخرى في اوروبا وغيرها من الدول».