العراقيون يقبلون على تربية كلاب الحراسة

الأكثر شراسة هي الأكثر مبيعا في بغداد

الطبيب البيطري جواد سميسم صاحب عيادة «النرجس» المتخصصة بتكثير الكلاب وتدريبها يقف أمام حظيرة («الشرق الأوسط»)
TT

اعتاد ابو ضحى، 45 عاما، وهو المسؤول عن اطعام الكلاب وتربيتها في المكان المخصص لتربية وبيع الكلاب ان يفرق بين الكلاب البوليسية المتوحشة وبين الكلاب التي يقتنيها الزبائن من اجل الزينة فقط. ويقول ابو ضحى وهو يقوم باطعام احد كلابه ان بعض تلك الكلاب تكون خطرة جدا ولا يعرف تماما كيف يعاملها.

وقد انتشرت في الاوانة الاخيرة وتحديدا في العاصمة العراقية بغداد محال متخصصة بتكثير وبيع الكلاب المدربة على حراسة المنازل والبنايات وحتى على القتل معتبرين انها اقل تكلفة فيما لو تم تعيين حراس امنيين تصل رواتبهم الشهرية الى اضعاف رواتب اصحاب تلك البيوت.

الدكتور البيطري جواد سميسم، صاحب عيادة «النرجس» المتخصصة بتكثير الكلاب وتدريبها، اوضح ان الكلاب الذكية او كما يطلق عليها في العراق الكلاب «البوليسية» حملت هذا الاسم كونها دخلت للعراق ولاول مرة عبر وزارة الداخلية العراقية في عقود الستينات من القرن الماضي وبعد تكثيرها في كلية الشرطة تمكن البعض من الحصول على هذه النوع الذكي جدا لقدرته على تلقي التدريب بسهولة وطاعته لصاحبه وايضا لقدرته الكبيرة على اكتشاف المتفجرات والمخدرات والاهم من ذلك كله هو امتلاكه لقدرة جيدة في تميز الروائح والشعور باقتراب اي غريب حتى من دون رؤيته. ويضيف سميسم «الكلاب المحلية او المستوطنة ونسميها بالسائبة فهي عديمة الجدوى لقلة ذكائها مقارنة بالاجنبية التي يوجد منها (الدوفر) وهو كلب الماني وهو ما يطلق عليه الكلب البوليسي وايضا يوجد (الكريدين) الدنماركي وبسبب حجمه الكبير يفضل استخدامه في الصيد، وايضا (اللونك هير) وهو من فصائل الدوفر لكنه يختلف من حيث الشكل واللون ايضا».

واضاف سميسم ان الكلاب البوليسية لم تشهد انتشارا واسعا كالتي شهدتها السنة والنصف الاخيرة «حتى إضطررنا ومن كثرة الاقبال على شرائها لفتح مراكز تكثير لها وترك بقية اعمالنا التي اصبحت ثانوية مثل علاج الحيوانات الداجنة وتكثير اسماك الزينة وغيرها»، مؤكدا ان خبرته في هذا المجال اتسعت بشكل كبير «ووجدت ان العراق لا يحوي سوى 1% فقط من الكلاب غير المهجنة او النقية 100% فكل ما هو موجود ومتداول الان يحمل نقاوة من 65 ـ 80% وهذه أسعارها باهظة وجلبها بعض العراقيين من الخارج باسعار تصل الى 4 الاف دولار». ويقول ان المفضل حاليا هو كلب الدوفر البوليسي الذي يتراوح سعره ما بين 20 ـ 400 دولار وهو ايضا ذكي وينصاع لاوامر صاحبه ويتقبل التدريب ويتمتع بقدرات جيدة تؤهلة ليكون الحارس الأمين لأي بيت او شركة وغيرها.

ابو ضحى وهو المسؤول عن اطعام الكلاب داخل المركز اوضح ان الاقبال على شراء كلاب الحراسة ازداد في الاونة الاخيرة ولا يوجد فرق بين عائلة غنية او متوسطة وحتى فقيرة في الاقبال على الشراء «فيقدم الينا اناس من مختلف الطبقات وانا عادة اتكلم معهم حول كيفية تربيته وكيفية اطعامه». وعن امكانية الاستغناء عن هذه الكلاب الذكية بعد زوال الاسباب، قال عنها سميسم ان «ذلك مستحيل فحتى قبل هذه الاحداث كان العراقيون يربون الكلاب كهواية وللصيد وحتى للزينة ويمكن ان يتطور الامر في العراق ليصل الى اقتناء كلاب الزينة فهذا جائز لاننا بلد ديمقراطي ولا استغرب رؤية امرأة تسير في الشارع بصحبة كلب زينة صغير وهذه الكلاب بالمناسبة موجودة الان في بغداد ويوجد اقبال عليها من قبل العوائل التي لديها اطفال». ويضيف سميسم «هناك اقبال الان على شراء الكلاب الاكثر شراسة للتماشي مع طبيعة الوضع الراهن.