تحرك ليبي ـ مصري لإنهاء التوتر بين السودان وتشاد

وفد أميركي يصل إلى الخرطوم اليوم.. وتكتم على التحقيقات حول اغتيال الدبلوماسي

TT

يدفع الزعيم الليبي معمر القذافي خلال اليومين المقبلين بجملة مقترحات لإنهاء التوتر بين السودان وتشاد، في تزامن مع تحرك مصري مماثل. وعبر القذافي رئيس مجلس رئاسة تجمع الساحل والصحراء «س ص» الأفريقي عن قلقه لتوتر الأوضاع بين السودان وتشاد، ويتبادل البلدان اتهامات تتعلق بتدخلات عسكرية على الحدود المشتركة بينهما.

وقال محمد المدني الأزهري، مبعوث الرئيس القذافي، في تصريحات صحافية، الذي سلم الرئيس عمر البشير رسالة من القذافي حول الأزمة السودانية التشادية، إن الأخير سيدفع خلال اليومين المقبلين بجملة من المقترحات من شأنها أن تسهم في إزالة التوتر بين البلدين، وأضاف أن الرئيس البشير أكد التزام السودان بالاتفاقيات مع تشاد واستعداده للعمل على إيجاد حل لهذه الأزمة، معربا عن أمله في أن يتخذ الآخر خطوات مماثلة. وقال مبعوث القذافي «سنعمل على تفعيل الآليات الموقعة بين البلدين وهي قادرة على حل المشكلات» واضاف «الآن يجب ضبط النفس والرجوع إلى الآليات التي تم توقيعها».

في نفس الوقت بعث وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط رسائل عاجلة إلى وزراء خارجية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، والى أمين عام الأمم المتحدة، ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، إضافة إلى وزيري خارجية السودان وتشاد، في تحرك مكثف لاحتواء الأزمة بين تشاد والسودان.

من ناحية اخرى، يصل الخرطوم اليوم وفد أميركي برئاسة لندا توماس نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون الافريقية في زيارة رسمية. وذكرت وكالة السودان للأنباء الرسمية أن زيارة الوفد تأتي في إطار الحوار المستمر بين الحكومة السودانية والإدارة الأميركية، وسيلتقي الوفد بعدد من المسؤولين بوزارة الخارجية ورئاسة الجمهورية. وتاتي زيارة الوفد الاميركي بعد اكثر من عشرة ايام من قتل اميركي موظف في المعونة الاميركية في الخرطوم، على يد مسلحين مجهولين، فيما تمضي التحقيقات المشتركة حول الحادثة في تكتم شديد.

إلى ذلك، أعلنت الشرطة في الخرطوم أنها ألقت القبض على المتهم الرئيسي بقتل الموسيقار السوداني بدر الدين عجاج في منزله بضاحية الفتيحاب الاسبوع الماضي.

وقال الفريق شرطة محمد نجيب الطيب، مساعد المدير العام للشرطة المدير العام لشرطة ولاية الخرطوم، في مؤتمر صحافي، إن المتهم سجل اعترافا قضائيا بارتكابه الجريمة، وأضاف أن المتهم قبض عليه وبحوزته ممتلكات المجني عليه (سيارته وآلته الموسيقية ـ الأورغن). ورفض نجيب إعطاء تفاصيل عن كيفية ومكان القبض على المتهم نسبة لأن القضية ما زالت أمام النيابة، وقال «ليس من المصلحة الآن تناول القضايا وهي أمام المحاكم أو في مرحلة التحريات»، مؤكدا أن الكشف عن المتهم في قضية مقتل عجاج يأتي في إطار أهمية القضية التي تؤثر على أمن المجتمع وباعتبار المجني عليه شخصية عامة. وكان عجاج قد عثر عليه في منزله مقتولا بضربات على رأسه.

ومن جهتها، اشترطت الحكومة التشادية للوسيط الليبي وقف التصعيد العسكري بين البلدين الجارين خلال الأسبوع الماضي، وأن توقف الحكومة السودانية دعم المليشيات، ومن تسميهم بالمرتزقة، وتجريدهم من السلاح، إلى جانب عدم التدخل في شؤونها الداخلية.

وقال مسؤول الإعلام بالقصر الرئاسي في انجمينا جبريل محمد ادم لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس التشادي إدريس ديبي اجرى مباحثات مع مبعوث الزعيم الليبي محمد مدني الأزهري، تناولت تطورات الأوضاع بين السودان وتشاد، مشيراً إلى ان ديبي ابلغ الازهري التزام بلاده بالاتفاقات التي وقعتها مع السودان والحركات المعارضة في طرابلس وسرت والرياض، وقال ان ديبي رهن العودة إلى التفاوض مع حكومة الخرطوم حال وقفها الأعمال العدائية ضد بلاده وتسليم المعارضين التشاديين إلى الصليب الأحمر الدولي ومنظمة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ليصبحوا مواطنين مدنيين، وأضاف ان ديبي أكد احترامه لاي جهود سلمية لحل الازمة الناشبة مع الخرطوم.

من جهته قال دبلوماسي بالاتحاد الأوروبي أمس إن الاتحاد مستعد لبدء مهمة حفظ السلام في الحدود التشادية وافريقيا الوسطى في منتصف فبراير (شباط) المقبل بعد إكمال الدول الاعضاء النقص في عتاد القوة العسكرية، واضاف الدبلوماسي للصحافيين بعد اجتماع عقد في بروكسل «لقد اجتمع العسكريون للاتحاد الأوروبي لأول مرة حول نشر القوات في تشاد وافريقيا الوسطي وأوضحوا ما يحتاجونه لبدء العملية»، مشيراً إلى أن كلا من فرنسا وبلجيكا وبولندا قدمت عروضاً.

من جهة اخرى أعلنت وزارة الدفاع البولندية عن نيتها إرسال مروحيتين و400 جندي إلى تشاد وافريقيا الوسطى في يونيو (حزيران) القادم في إطار القوة العسكرية للاتحاد الأوروبي المعروفة باسم (ايفور)، وقالت ماغدالينا كرفيسكا من المكتب الإعلامي لوزارة الدفاع البولندية، ان بلادها زادت 50 جندياً اضافياً ليصبح العدد 400 بدلاً عن 350، وأضافت ان الزيادة ترتبط بارسال المروحيتين، مشيرة إلى ان تكلفة المهمة المقرر استمرارها لعام كامل تقدر بـ(27.8 مليون يورو).