اختلاف الثقافات.. يؤثر على نشاط المخ

البون بين الفردية الأميركية والجماعية الآسيوية يظهر في تنشيط مواقع الدماغ

TT

الافراد المتحدرون من مختلف الشعوب لا يختلفون في ثقافاتهم او حضاراتهم فحسب، بل يختلفون ايضا في توظيف مناطق دماغهم المسؤولة عن النشاط الفكري، لدى حلّهم لنفس الاسئلة المتعلقة بالادراك البصري. جاء هذا في احدث دراسة نشرها امس فريق من باحثي معهد ماساشوستس للتكنولوجيا في كمبريدج في الولايات المتحدة. وتعتبر الدراسة الاولى من نوعها، وشملت اشخاصا من مختلف الثقافات تم مسح نشاط امخاخهم وتصوير مناطقها. واشارت نتيجة الدراسة النفسية التي نشرت في مجلة «سيكولوجيكال ساينس» (علم النفس) الى ان الثقافة الاميركية، التي تضع كيان الفرد في منزلة عالية، تركز على استقلال الاشياء عن سياقها، بينما تركز المجتمعات الآسيوية على جماعية الأشياء وعلى الاعتماد المتبادل فيما بينها في سياق الاحداث.

وقد اظهرت دراسات السلوك التي اجريت لحد الآن، ان اختلاف الثقافات يمكنه ان يؤثر في الذاكرة بل حتى في الادراك الحسي، الا ان العلماء لم يعرفوا تأثيراتها على شكل النشاط في المخ ومناطقه.

ودرس جون غابريل البروفسور في معهد ماكغوفرن لابحاث الدماغ في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا مجموعة من 10 من الوافدين الجدد من شرق آسيا واخرى من 10 من الاميركيين، وطلب منهم ابداء اجاباتهم السريعة اثناء تعريضهم لمسح المخ وتصويره بالمرنان المغناطيسي الوظيفي الذي يرصد تدفق الدم نحو مناطق نشاط المخ. وعرض العلماء امام المجموعتين محفزات مكونة من خطوط موضوعة داخل مربعات، وطلبوا منهم مقارنة كل محفز مع آخر سابق له. وفي بعض التجارب طلب منهم الحكم في ما اذا كانت الخطوط هي بنفس الطول بغض النظر عن المربعات المجاورة لها (اي الحكم بشكل مطلق)، ثم طلب منهم مرة اخرى ان يحكموا في ما اذا كانت الخطوط هي بنفس النسبة تجاه مربعاتها (الحكم بشكل نسبي). وكانت الدراسات السابقة قد اظهرت ان الاميركيين افضل من الآسيويين في الاحكام المطلقة، الا ان الآسيويين افضل منهم في الاحكام النسبية.