خطر سرطان البروستاتا يزداد مع ازدياد عدد الأبناء

TT

نشر معهد «سيروم» الدنماركي نتائج دراسة طويلة حول سرطان البروستاتا لا تحمل أخبارا جيدة للمتزوجين وأصحاب العائلات الكبيرة. فالدراسة تقول إن خطر سرطان البروستاتا قليل على الرجال العزاب، أو الذين لم ينجبوا الأطفال، في حين أن هذا الخطر يزداد لدى الرجال حسب عدد الأبناء الذين أنجبهم.

وجاء في الدراسة التي نشرها المعهد (من كوبنهاجن) في مجلة السرطان الدولية، ان الغرض من النتائج هو الكشف عن ميكانزم العلاقة بين نشوء الخلايا السرطانية في البروستاتا وبين الإنجاب عند الرجال. ولا يجد العلماء تفسيرا لهذه العلاقة، إلا أن النتائج التي توصلت إليها الدراسة لا تدع مجالا للشك بصحتها.

فالدراسة كانت شاملة وغطت كافة الرجال (أي نحو 51,6 مليون رجل) ولدوا في الدنمارك بين 1935- 1988 والذين يفترض انهم عاشوا حياتهم الطبيعية، أقاموا العائلات، أنجبوا الأطفال، أو انهم دخلوا مرحلة البلوغ حاليا. وكشفت الأبحاث على ملفات الرجال المعنيين الاجتماعية والطبية عن إصابة 3400 رجل دنماركي بسرطان البروستاتا في الفترة الممتدة بين 1968-2003.

وذكر كريستيان يورجنسون، من معهد «سيروم» الرسمي، أن نسبة الإصابة بسرطان البروستاتا بين الرجال، الذين بقوا بدون أبناء، تقل بـ16 في المائة عن نسبتها بين الرجال الذين أنجبوا الأطفال. وسجل الآباء، الذين أنجبوا طفلا واحدا، نسبة عالية لخطر الإصابة بسرطان البروستاتا، وثبت أن هذا الخطر يزداد كلما زاد عدد الأبناء. ولم يرصد العلماء وجود علاقة واضحة بين هذه الحقيقة، أي ارتفاع خطر السرطان مع ازدياد عدد الأبناء، بجنس الوليد، لأن خطر الإصابة بالمرض بين الذين ينجبون البنات فقط لا ترتفع سوى قليل عنها بين الرجال الذين ينجبون الأولاد فقط. وعزا يورجنسون علاقة عدد الأبناء بسرطان البروستاتا إلى ظاهرة «الأب السليم» المعروفة في طب صحة الرجل. وتربط هذه الظاهرة بين بقاء الرجل نشطا، من ناحية الخصوبة، حتى سن متأخرة وبين ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان البروستاتا. علما بأن الطب يرصد هذه الظاهرة لكنه لم يقع على تفسير علمي ثابت لها حتى الآن.

ويعتبر سرطان البروستاتا من أخطر الأمراض التي تصيب الرجال في مختلف بقاع العالم. ويضيف الأطباء الألمان 4865 حالة جديدة سنويا إلى قائمة المعانين من هذا السرطان الخطير. ويموت سنويا 11000 ألماني جراء مضاعفات سرطان البروستاتا الخبيث، ويجري الجراحون أكثر من 30 ألف عملية سنويا بغية إطالة أمد حياة المصابين. وتعبر عمليات إزاحة البروستاتا من العمليات الناجحة لاستئصال السرطان المحدد بغدة البروستاتا، إلا أن انتشار الخلايا المريضة يتطلب عمليات جراحية إضافية واستخدام العلاج بالأشعة والعلاج الكيمياوي.

ويبدو أن سرطان البروستاتا من أمراض الرجال القديمة جدا والتي لا تدع مجالا للشك بعلاقتها بالمجتمع الصناعي الحديث والتلوث وغيرها من العوامل. إذ نجح العلماء الألمان مؤخرا في تشخيص إصابة رجل بسرطان البروستاتا قبل 2700 سنة. وتوصل الباحثون، من معهد الأبحاث السرطانية في هايدلبيرغ (جنوب) إلى هذه النتيجة بعد الفحوصات المتقدمة التي أجريت على جثة فارس تم العثور عليها في سيبيريا، وتقول الفحوصات المختبرية انه مات قبل 2700 سنة.