خلاف أرجنتيني ـ فنزويلي مع واشنطن حول حقيبة يد تحمل 800 ألف دولار

تحقيق أميركي بقضية تصل إلى قصرين للرئاسة في أميركا اللاتينية

TT

يواجه اربع مواطنين فنزويليين واخر من أوروغواي تهمة التجسس في الولايات المتحدة بعد عدة تطورات غريبة تشبه افلام هوليوود البوليسية. فبحسب تقرير مفصل نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» امس، بدأت القضية في اغسطس (اب) الماضي عندما اثارت حقيبة يد لرجل اعمال يدعى غيدو الياندرو انتونيني استغراب الشرطة في مطار بوينس ايريس. وعندما طلبت الشرطة من انتونيني الذي وصل من كاراكاس على متن طائرة خاصة تابعة لشركة النفط الوطنية الارجنتينية فتح حقيبته، وجدت 800 الف دولار من النقود يعتقد انها تعود الى الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز. وخلال الاشهر الماضية، اصبح انتونيني الذي يحمل الجنسيتين الاميركية والفنزويلية موقع شبهة لدى الولايات المتحدة وفنزويلا والارجنتين. وشرحت صحيفة «نيويورك تايمز» ان السلطات الاميركية تعتبر الحادثة دليلا اخر على مساعي الرئيس الفنزويلي لمد نفوذه في اميركا اللاتينية. وتعتقد السلطات الاميركية ان شافيز كلف انتونيني توصيل الاموال الى رئيسة الارجنتين الجديدة كرستينا كيرشنر، التي كانت تخوض حملتها الانتخابية حينها. وتنفي فنزويلا والارجنتين هذه الاتهامات، اذ يعتبر المسؤولان في الدولتين تلك الاتهامات محاولة من واشنطن للنيل من حكومتيهما. وقالت الصحيفة الاميركية ان وكالة الانباء الفنزويلية اتهمت وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي اي» بمحاولة تشويه سمعة شافيز بينما صرحت كيرشنر انها عملية معتمدة للاساءة من الاميركيين. ولكن نقلت «نيويورك تايمز» عن محققين اميركيين قولهم ان انتونينو بدأ التعاون مع السلطات الاميركية بعد الاستيلاء على الاموال. وأضاف المحققون التي لم تكشف الصحيفة عن هويتهم بسبب حساسية التحقيق ان انتونينو لبس جهاز تنصت وسجل اصوات 4 فنزويليين ومواطن من اوروغواي وهم يهددون انتونينو ويضغطون عليه لاخفاء الحقائق وراء الأموال المحجوزة. ويذكر ان انتونيني بدأ تعاونه مع السلطات الأميركية بعد محاولة محققين من الأرجنتين ملاحقته في الولايات المتحدة وطلب ترحيله.

وبدأ المدعى العام الأميركي في ميامي مساعيه لادانة المتهمين بتهمة التجسس والفشل بابلاغ السلطات الاميركية بعملهم كوكلاء لدولة اخرى. وتعتمد القضية على اتهام الخمسة بمحاولتهم اخفاء عملية توصيل الاموال ومنع انتونيني من الادلاء بالحقائق للشرطة. وبسحب الصحيفة، حصل المحققون الاميركيون على 41 تسجيلاً صوتياً و8 تسجيلات تصويرية تظهر بعضها تهديد انتونينو بأنه «من الافضل الا تكون مع مشاكل مع فنزويلا». ولم يتسن للصحيفة ان تقابل انتونيني أو محاميه لتوضيح ملاسبات القضية. واعتبر مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الجزء الغربي من الكرة الارضية توماس شانون ان التحقيق «ليس له اسباب متعلقة بالسياسة الخارجية». واضاف ان موقف الارجنتين حتى الآن «يدعو الى الندم وغير ايجابي»، لكنه اردف قائلاً ان تصريحات المسؤولين في الارجنتين تظهر انهم يفهمون بأن هذه عملية قضائية ومن الافضل السماح لها بالتطور الطبيعي».