زيباري: الوجود العسكري الأميركي في العراق لن يكون بلا نهاية

قال إن وفدا من جامعة الدول العربية سيصل بغداد قريبا لإحياء عملية المصالحة

TT

اعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في عمان، أمس، أن وجود القوات الاميركية في العراق سينظم من خلال اتفاقية ستوقع بين حكومتي البلدين العام الحالي، مؤكدا أن هذا الوجود «لن يكون بلا نهاية».

وقال زيباري في مؤتمر صحافي في مقر السفارة العراقية في عمان «سوف ندخل نهاية هذا الشهر في مفاوضات مصيرية ومهمة مع حكومة الولايات المتحدة للتوصل الى اتفاقية تعاون طويلة الامد بين البلدين». ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله ان فترة وجود القوات الاميركية في العراق «سوف تحدد من خلال التخويل الذي سوف تمنحه الحكومة العراقية، لذلك علينا ألا نستبق الاحداث والامور لأن هذه الامور سوف تحدد بالمفاوضات القادمة التي نأمل ان ننجزها في شهر يوليو (تموز) المقبل».

وعما اذا كانت هذه الاتفاقية تتضمن اقامة قواعد اميركية في العراق، قال زيباري ان «الاتفاقية ستقول اننا بحاجة الى هذا الوجود مهما كانت تسميته، قواعد او معسكرات او اي شيء آخر، لكن المدة الزمنية (لهذا الوجود) سوف تحددها الحكومة العراقية من خلال التفاوض والتخويل، ما يعني ان هذا الوجود لن يكون بلا نهاية». وأكد أن «هذه المفاوضات ستكون معلنة ولن تكون سرية ولن توقع تحت الطاولة وسيكون لكل القيادات السياسية ومجلس النواب رأي فيها لانها مصيرية ولا تتعلق بالحكومة وحدها بل لا بد من توفر اكبر قدر من الاجماع على هذه الاتفاقية».

وأضاف زيباري أن «هذه الاتفاقية سوف تساعد على رفع العراق من البند السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي فرض على العراق ومنذ عام 1990 عقوبات وتدخلا عسكريا وقيودا وسيطرة، وبهذا سوف نستعيد وضعنا الطبيعي والقانوني»، مشيرا الى ان هذه الاتفاقية تتضمن «فوائد هائلة ستمكننا من الحصول على اكبر المكاسب».

وأشار زيباري الى ان «الاتفاقية ستبحث وبشكل تفصيلي جميع الامور القانونية والفنية في الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية في العلاقة بين البلدين، خاصة بعد التمديد ولآخر مرة لولاية القوات المتعددة الجنسيات في العراق هذا العام». وأكد زيباري ان «معظم القوات المتعددة الجنسيات انسحبت او هي في طريقها للانسحاب (من العراق)»، مشيرا الى ان «القوات الاميركية هي ايضا ستخفض خلال هذه السنة عددها وبنسبة كبيرة جدا، ما يدلل على ان القوات العراقية قادرة على ملء هذا الفراغ».

وحول تصريح الرئيس الاميركي جورج بوش بشأن بقاء القوات الاميركية عقدا من الزمن في العراق، قال زيباري ان «هذا التصريح لم ينقل بدقة». وأضاف «نعم العراق ما زال بحاجة لهذا الوجود، لكن الفترة او المدة سوف يتم تحديدها من خلال المفاوضات الثنائية». وخلص زيباري الى القول «انا لست من انصار اعطاء اي موعد زمني محدد». وأعلن الرئيس الاميركي جورج بوش اول من امس أن الوجود العسكري الاميركي في العراق «يمكن بسهولة» ان يمدد لعشر سنوات او اكثر.

من ناحية ثانية، أكد زيباري أن بلاده مازالت ملتزمة بتزويد الاردن بالنفط الخام وباسعار تفضيلية على الرغم من تعثر الاتفاق النفطي وبطء وعدم انتظام وصول شحنات النفط. وقال «بحثنا مع المسؤولين الاردنيين سبل تفعيل اتفاقية تزويد الاردن بالنفط الخام التي تعثرت لأسباب فنية معظمها يتعلق بآليات النقل والتوصيل». وأضاف «أكدنا أن العراق ملتزم بهذه الاتفاقية (...) وان الاتفاق النفطي لايزال قائما على الرغم من التنفيذ البسيط وتعثر التنفيذ الكامل لهذا الاتفاق خلال السنة الماضية». وتابع زيباري «اكدنا لهم اننا سوف نفي بالتزاماتنا، وان كان لديهم افكار بخصوص عملية تسريع او اعادة النظر بالشركة الناقلة او طريقة الايصال فنحن حاضرون». وأشار الى ان «هناك تحسنا امنيا على الطريق (غرب العراق) وان الظروف أصبحت أكثر مناسبة لنقل النفط».

كما أعلن وزير الخارجية العراقي أن «وفدا رفيعا من جامعة الدول العربية يقوده الامين العام المساعد احمد بن حلي سيتوجه الى بغداد قريبا لإحياء الحوار والمصالحة الذي بدأته الجامعة العربية». وأضاف ان «الوفد سيلتقي بالقيادات السياسية للتهيئة والتحضير لمؤتمر او اجتماع قادم» بين الفرقاء السياسيين العراقيين. وأوضح زيباري انه اجرى مباحثات ثنائية خلال زيارته الاخيرة الى القاهرة مع الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى حول «تحرك الجامعة هذا».