مستقبل الموصل وكركوك يولد تحالفا عربيا جديدا في بغداد

الاستعداد لإعلان تكتل برلماني جديد لدعم المالكي

TT

تشهد الساحة السياسية العراقية تحركات جديدة تظهر بوادر ولادة تكتلات جديدة في بغداد بعيدة عن الخندقة الطائفية. وبعد لقاء رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعدد من ممثلي الاحزاب المقاطعة للحكومة، بما فيهم «جبهة التوافق» والتيار الصدري و«القائمة العراقية»، أكد مصدر مقرب من المالكي أن تكتلا سياسياً يضم ما بين 100 و 130 نائبا عراقيا سيشكل في البرلمان العراقي يعبر عن «موقف عربي» تجاه التطورات في كركوك والموصل، بالاضافة الى الاعراب عن دعمهم لـ«شخص رئيس الوزراء». وأضاف المصدر الذي طلب من «الشرق الاوسط» عدم الكشف عن هويته، ان بعض الجهات المقاطعة للحكومة بادرت واتصلت بالمالكي لـ«دعم الحكومة والاصطفاف معها بعد تغير وجهة نظرهم ورأوا ان هذا ما يخدم الوطن». وكان خلف العليان رئيس مجلس الحوار الوطني، قد اكد لـ«الشرق الاوسط» عقب لقائه مع المالكي، ان التكتل الجديد سيضم «مجلس الحوار الوطني» و«جبهة الحوار الوطني» بزعامة صالح المطلك، و«القائمة العراقية الوطنية» بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي و«حزب الفضيلة» والتيار الصدر بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر و«حزب الدعوة الاسلامية تنظيم العراق» الذي ينتمي اليه المالكي. ومن المتوقع ان ينضم بعض النواب من «مؤتمر اهل العراق» بزعامة عدنان الدليمي، الذي عرف بمواقفه المعارضة للمالكي. كما ان من المتوقع ان يلتقي صالح المطلك بالمالكي خلال الايام المقبلة ايضاً.

ورأى المصدر المقرب من المالكي ان هذا التكتل الجديد يأتي كـ«رد فعل على اتفاق (نائب الرئيس) طارق الهاشمي والتحالف الكردستاني، اذ هناك اطراف عدة من جبهة التوافق غير راضية عن هذا الاتفاق». وأضاف: «هناك قلق حول قضية كركوك ومستقبل الموصل ومخاوف من مطامع كردية، مما دفع الى اتفاق عربي للتعامل مع هذه القضايا». ولفت الى ان علاوي ينوي التوجه الى بغداد قريباً للقاء بالمالكي، موضحاً: أنه «اكد اعضاء من القائمة العراقية ان الدكتور اياد علاوي على استعداد للابتعاد عن مشاكل الماضي وفتح صفحة جديدة ورئيس الوزراء يرحب بذلك». ولكن مكتب رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي نفى وجود خطط لعقد لقاء بين المالكي وعلاوي. ورداً على استفسارات «الشرق الاوسط»، قال مصدر مقرب من علاوي ان التقارير حول لقاء بين الطرفين «غير صحيحة». وأوضح: «الا عندما تسحب الحكومة اتهاماتها المفبركة ضد الدكتور اياد حول مساعدة جند السماء سيكون من الممكن اللقاء معه»، في اشارة الى المالكي. ويذكر ان جند السماء مجموعة مسلحة متهمة بارتكاب جرائم في منطقة مزارع الزرقاء على بعد نحو 3 كيلومترات شمال الكوفة. وكان قائد المجموعة ضياء عبد الزهرة كاظم الكرعاوي يدعي أنه أحد قادة الإمام المهدي المنتظر وأنه دائم الاتصال به، وقد قتل العام الماضي.

الى ذلك, لفت المصدر, المقرب من المالكي, الى ان التحالف الرباعي، الذي يضم الحزبين الكرديين، الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، والمجلس الاعلى الاسلامي بزعامة عبد العزيز الحكيم مازال قائماً. وأضاف: «التحالف قائم واجتمع مندوبون عنه في بغداد امس»، موضحاً: «جاءت اللقاءات مع الكتل السياسية الاخرى بناء على موقف وطني ورحب رئيس الوزراء بهم فهو لا يرد احداً».