ساركوزي اليوم في السعودية والتركيز على «الأبعاد الجديدة للشراكة الاستراتيجية»

باريس تؤكد رغبتها في الاستثمار بالمملكة.. والملفان الإيراني واللبناني يتصدران المحادثات

TT

يصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عصر اليوم الى الرياض في أول زيارة رسمية يقوم بها الى منطقة الخليج منذ وصوله الى الرئاسة في مايو (أيار) الماضي. ويرافق ساركوزي وفد حكومي يضم وزراء الخارجية والدفاع والتعليم العالي ووزيرتي العدل والاقتصاد والمالية. ويغادر الرئيس الفرنسي الأراضي السعودية قبل ساعتين من وصول الرئيس الأميركي جورج بوش الى مطار الملك خالد الدولي يوم غد. وقالت مصادر فرنسية رسمية إن المحادثات التي سيجريها الرئيس الفرنسي مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز «ستدور حول محورين رئيسيين: تطوير العلاقات الثنائية لجهة تكثيف المضمون الاستراتيجي لهذه العلاقة وإعطائها أبعادا جديدة على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية والتربوية والثقافية من جهة والتشاور بخصوص المسائل الإقليمية التي تشغل الجانبين» إن كان ذلك الملف النووي الإيراني أو تطور الأزمة السياسية اللبنانية أو مساعي إطلاق مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقالت المصادر الفرنسية الرسمية إن ثمة «شحنة سياسية قوية» لزيارة ساركوزي الذي يرغب في «تطوير العلاقات الثنائية» مع السعودية وتعميق التشاور السياسي وتأطيره من خلال توقيع وزيري الخارجية الأمير سعود الفيصل وبرنار كوشنير اتفاق يوم غد (الاثنين) يضع اساس هذا الحوار المنتظم. فضلاً عن ذلك، قالت المصادر الفرنسية إن ساركوزي سيقول للملك عبد الله إن باريس راغبة في «مواكبتها» في نهضتها الاقتصادية والمشاريع الضخمة التي هي بصدد إطلاقها. وترغب باريس في ان شركاتها حاضرة في المشاريع الكبرى للسعودية التي تريد استثمار 500 مليار دولار في السنوات العشرين القادمة. وأفادت هذه المصادر أن ساركوزي سيناقش مع العاهل السعودي موضوع ارتفاع أسعار النفط وسيلفت نظره الى أن «الأسعار المرتفعة لا تخدم لا مصالح الدول المنتجة ولا الدول المستهلكة». ويصطحب الرئيس الفرنسي مجموعة من نواب البرلمان وأخرى من رؤساء كبريات الشركات الفرنسية الموجودة أو الساعية للوصول الى الأسواق السعودية فضلا عن شخصيات ثقافية وفنية. وتلفت باريس النظر الى التوافق بين الجانبين على معالجة شؤون التعاون الدفاعي والأمني مباشرة ومن غير وساطة الشركات ما يعني حل شركة سوفريزا التي كانت تتولى سابقا هذه المهمة.

وتعتبر باريس وفق ما تقوله مصادرها إن السعودية «شريك اساسي للسلام في المنطقة». وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن الرئيس ساركوزي «يريد أن يتعرف على رؤية الملك عبد الله لشؤون المنطقة ولنظرته الى النزاعات التي تعتملها». ويعود آخر لقاء بينهما الى شهر يونيو (حزيران) الماضي عندما زار الملك عبد الله باريس بعد شهر من وصول ساركوزي الى قصر الإليزيه. وتركز المصادر الفرنسية على أهمية الكلمة التي سيلقيها ساركوزي أمام مجلس الشورى السعودي والتي ستركز على حوار الأديان والثقافات. ونوهت المصادر الفرنسية بتكريس السعودية 25 في المائة من ميزانيتها للتعليم والتربية والتنشئة المهنية استجابة لحاجات المجتمع والفئات الشابة الوافدة على سوق العمل. وتبدي باريس استعدادها للتعاون مع السعودية في القطاعات التعليمية والعلمية والعلوم التطبيقية والتأهيل المهني.