بوش: سحب 20 ألف جندي أميركي من العراق منتصف العام

الرئيس الأميركي وعد القيادة الكويتية بحسم ملف الكويتيين المعتقلين في غوانتانامو

TT

أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش أن بلاده تعتزم سحب 20 ألف جندي من قواتها في العراق بحلول منتصف العام الجاري، معتبرا ذلك دليلا على تحسن الأوضاع الأمنية في العراق.

وأضاف بوش في كلمة ألقاها أمام القوات الأميركية المتواجدة في معسكر عريفجان جنوب البلاد، أن «الجيش الأميركي يقاتل من أجل قضية السلام، وأن الجنود الأميركيين يواجهون القتلة الذين يرغبون بتحقيق رؤيتهم المليئة بالكراهية، إلا أن التاريخ سيظهر أن الأيديولوجيات القائمة على الحرية، هي أمر ضروري من أجل السلام».

وقال بوش إن «الولايات المتحدة الأميركية كانت تواجه عدوا في الخارج وإنها عاقدة العزم على هزيمته من أجل منع مواجهته في الداخل، وهذا عمل شاق إلا أنه من الضروري القيام به، ونحن سننجح في هزيمة الإرهاب، فأفضل وسيلة لهزيمة الأيديولوجيات القائمة على الكراهية، هي الأيديولوجيات القائمة على الحرية».

وكشف بعد اجتماعه مع السفير الأميركي لدى العراق ريان كروكر، والقائد الأعلى لقوات التحالف في العراق الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس، عن إيمانه العميق بنجاح الولايات المتحدة الأميركية في مساعيها الرامية لإحلال السلام ومحاربة الإرهاب.

وأكد الرئيس بوش عزم بلاده سحب 20 ألف جندي أميركي من العراق بحلول منتصف العام الجاري، وبحسب ما نقلته رويترز فإن الرئيس الأميركي ذكر عقب اجتماعه مع بترايوس وسفير الولايات المتحدة الأميركية لدى بغداد رايان كروكر في معسكر عريفجان أن «تحسن الأوضاع الأمنية في العراق يسمح لبعض القوات الأميركية بالعودة للوطن، وأن أي انسحاب إضافي للقوات سيعتمد على توصيات الجنرال بترايوس، وأن الأوضاع على الأرض ستكون هي المرشد لتوصياته، وأنا بحاجة لأن أعلم تقييمه للتأكد من أن المكاسب الأمنية ستبقى».

وأوضح بوش أن «الأوضاع الأمنية تحسنت بشكل كبير في العراق منذ أن أرسلت الولايات المتحدة الأميركية المزيد من القوات العام الماضي، وقال إن معدلات العنف انخفضت بشكل كبير، وبدأ الأمن يعود إلى بغداد، حيث تعرض تنظيم القاعدة لضربات قوية».

وذكر أن «العراق يشهد حالة من العنف الطائفي التي زادت حدتها خلال العام الماضي، وهددت بانهيار العملية السياسية في هذا البلد، وأن تنظيم القاعدة سعى خلال العام الماضي إلى تعزيز قدراته في العراق، لاسيما في بغداد، كما زاد المتطرفون الشيعة المدعومون من إيران هجماتهم على قوات التحالف والقوات العراقية».

كما طالب الرئيس بوش طهران ودمشق «تقديم المزيد لكبح العنف في العراق، ملمحا إلى دور إيران في إثارة العنف في العراق، في الوقت الذي تحرز فيه الحكومة العراقية بعض التقدم، إلا أنها بحاجة للقيام بالمزيد، حيث أن ما قدمته لا يكفي». وقبيل مغادرته الكويت أمس في ختام زيارته التي استغرقت يومين، التقى الرئيس الأميركي ناشطات سياسيات كويتيات على مائدة مستديرة بمقر السفارة الأميركية، واستمع منهن إلى رؤاهن وتجاربهن في العمل التطوعي والسياسي.

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن بوش قوله إن «مشاركة المرأة الكويتية في الحياة السياسية، أغنت المجتمع الكويتي وشكلت إضافة مهمة له، وذكر للحاضرات إعجاب زوجته لورا بما رأته حينما زارت الكويت العام الماضي، من رغبة الكويتيات إجراء تغيير كبير في المجتمع بعد دخولهن العمل السياسي».

بدورها تطرقت أول وزيرة في الكويت الدكتورة معصومة المبارك إلى معاناة أمهات المعتقلين الكويتيين في معتقل غوانتانامو، مناشدة الرئيس الأميركي حسم هذه القضية، كما استذكرت تقدير الكويت للدور الأميركي والرئيس الأسبق جورج بوش الأب في تحرير الكويت عام 1990 من الغزو العراقي.

أما وكيلة وزارة التعليم العالي الشيخة رشا الصباح فأعلنت عن رفع عدد المنح الدراسية إلى الخارج من 350 منحة في العام إلى 1500 اعتبارا من سبتمبر المقبل.

وشاركت في اللقاء إلى جانب المبارك والصباح، رئيسة الجامعة العربية المفتوحة الدكتورة موضي الحمود، وأمينة سر الجمعية الثقافية النسائية لولوة الملا، ورئيسة جمعية الاقتصاديين الكويتية الدكتورة رولا دشتي، وأول مرشحة في تاريخ الكويت جنان بوشهري، والناشطات فاطمة العبدلي، والدكتورة ندى المطوع، والعنود الشارخ، ونجلاء النقي.

وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد صباح السالم، قد ذكر أن الرئيس الأميركي جورج بوش وعد بالتعامل بجدية مع طلب الكويت إعادة أربعة من مواطنيها المحتجزين في معتقل غوانتانامو.

وأشار الشيخ محمد إلى أن أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد قال خلال اجتماعه بالرئيس بوش مساء أول من أمس أن «الكويتيين الثمانية الذين سلمتهم الولايات المتحدة في وقت سابق، هم الآن مواطنين صالحين، ويعملون بجد على منع الشباب من الانحراف، حتى لا يكونون ضحايا للأفكار المتطرفة، وهذه دلالة على نجاح الكويت في استيعاب أبنائها وإعادة تأهيلهم لصالح الوطن».

وبين الشيخ محمد أن الرئيس الأميركي أكد أثناء المباحثات عزمه على إقامة دولة فلسطينية قبل نهاية ولايته، وهو التوجه الذي أيدته الكويت، كون العالم سيدعم توجه الإدارة الأميركية في فرض العدالة في الأراضي الفلسطينية، وخصوصا في حق الشعب الفلسطيني وإنشاء دولتهم المستقلة.

وكشف عن ترحيب الولايات المتحدة الأميركية بعقد اجتماع دول الجوار في الكويت خلال أبريل المقبل، كما شكرها على الدعم الذي تقدمه للعراق، ولجهود الإدارة الأميركية في إحلال الاستقرار ودعم الحكومة العراقية.

وأوضح الشيخ محمد أن مباحثات الشيخ صباح والرئيس بوش «تناولت البرنامج النووي الإيراني وضرورة أن تعمل الحكومة الإيرانية على إزالة أي غموض في برنامجها النووي، خصوصا تجاه الوكالة الدولية للطاقة النووية، التي مازالت تقاريرها تشير إلى الحاجة لشفافية أكثر في برنامج إيران النووي».