رايس: عودة الرئيس بوش إلى المنطقة ستعطي الأطراف حافزا للتقدم إلى الأمام

في لقاء مع الصحافيين المرافقين على متن «إيرفورس وان» في الطريق إلى الكويت

TT

نشر مكتب السكرتير الصحافي في البيت الأبيض، ما وصفه بلقاء بين وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مع الصحافيين، المرافقين للرئيس الأميركي جورج بوش، على متن طائرة الرئاسة الخاصة «ايرفورس وان» في طريقهم الى الكويت. وفي ما يلي مقتطفات من هذا اللقاء:

> قال الرئيس إنه سيعود في مايو (ايار) الى المنطقة؟

ـ نعم. هو سيعود في الذكرى الستين لتأسيس إسرائيل، لكن الزيارة بالتأكيد ستكون مناسبة أخرى للقيام بما قام به هنا، وهو أن يعطي حقا زخما للعملية التي يشارك فيها الآن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس. إنه أمر حسن دائما أن يعرف الطرفان أن الرئيس سيأتي؛ وهذا بالتأكيد سيعطيهم حافزا للتقدم إلى الأمام. أظن أنكم شاهدتم ذلك هذه المرة، لأنه حينما يكون قدومه مؤكدا فإنهما سيلتقيان، ويجعلان لجانهما تبدأ في العمل وكان للطرفين نقاش ممتاز، فهما وافقا على لقاءات أسبوعية وسيستمران في ذلك.

كذلك فإنهما طلبا منا وضع آلية لمتطلبات خطة «خارطة الطريق» بحيث لا تحرف انتباه القادة كي يتعاملوا مع قضايا «خارطة الطريق»، لكن يمكن التعامل معها ضمن لجنة ثلاثية وثنائية سيرأسها الجنرال (الأميركي وليام) فريزر. لذلك فعند قدوم الرئيس سيعطي الأطراف المعنية نوعا من الدفع للتقدم إلى الأمام، وأظن أنه حقق ذلك خلال هذه الرحلة.

طالما أن الرئيس بوش قال إنه يتوقع الوصول إلى اتفاقية سلام، يتم التوقيع عليها بشكل أولي في نهاية هذا العام، فإذا عاد في مايو (ابار) فأين من المفترض أن يكونوا قد وصلوا؟ أين يجب أن يكون كل طرف؟

أظن أن هناك نوعا من الإيقاع في المفاوضات. ومن المحتمل ألا يكون ممكنا الآن القول أين سيكون الطرفان في شهر مايو المقبل، خصوصا أنه لا يمكننا تحديد أين سيكونان في الأسبوع المقبل. لكنني وجدت أن للرئيس ثقة بإمكانية تحقق ذلك، وهذا بسبب وجود قادة جادين، ومفاوضين شديدي الجدية، وهم بدأوا للتو بالمفاوضات حول بعض أكثر القضايا صعوبة. وهم لا يركزون فقط على تلك التي ستكون سهلة للحل، بل هم سيناقشون القضايا الجوهرية. بدون شك ستأتي فترة يكون الطرفان شديدي التباعد، وهذا سيتطلب وقتا أطول لحل الخلافات. لكن مع مرور الوقت سيتحركان معا، وأنا أريد التذكير فقط بأنني كنت قبل سنة هنا. وكان ذلك بعد تشكل حكومة الوحدة الوطنية بين (حركتي) حماس وفتح. وأنا كنت في ذلك الاجتماع الثلاثي. وإذا قلت لي قبل أقل من عام، إنهم لن يتكلموا حول قضايا أساسية بل حول مفاوضات الوضع الأخير وحول عقد اتفاقية سلام سأقول لك آنذاك، ان ذلك غير محتمل على الأكثر. لذلك فإن ما تحقق حتى الآن في هذه العملية هو السبب وراء التفاؤل بأنهم قادرون على تحقيق نقلة نوعية لإنهاء النزاع.

> هل يمكن تخيل سيناريو تتم فيه مفاوضات الوضع النهائي، قبل ان يتم الاتفاق على المرحلة الاولى او قبل اتمامه.

ـ اعتقد انه يمكنهم استكمال معاهدة سلام، من المؤكد ـ اتفاقية وضع نهائي. ولكن من اجل تطبيقها، اعتقد انك اذا ما اطلعت على التزامات «خريطة الطريق» للمرحلة الاولى ترى انك لن تتمكن من تأسيس دولة فلسطينية، الا اذا تم تطبيق ذلك. ولذا نريد تحريك ذلك بالتزامن معه، ولكني لا استطيع ان اؤكد لك بدرجة كافية ما اردت تنفيذه بالتتابع فليس لديك نوعية القوة والسلطة للتحرك نحو الوضع النهائي لمساعدة الناس حقا الانتباه الى التزامات «خارطة الطريق»، وهو ما نحتاجه. يحتاج الفلسطينيون الى القدرة على رؤية وجود دولة مترابطة متجاورة في المستقبل. ولذا فإن تحقيق التقدم في المفاوضات مهم.

> هل يمكن توضيح ماهية القضايا المطروحة في الكويت والبحرين؟

ـ اعتقد ان ذلك شيء كان مطروحا في اسرائيل ايضا، وهو نوعية الموقف المحلي، والتحديات الاقليمية للتهديدات التي شاهدناها في الخليج مشكلة التطرف، سواء كان ذلك تطرفا من جانب «القاعدة» او السنة المتطرفين، او ما اذا كانت ايران واذرعها، مثل حزب الله والجانب الذي تموله ايران في حماس.

تلك هي التحديات، وستوضح الولايات المتحدة والرئيس ان واشنطن تأخذ بجدية التزاماتها لحلفائنا في المنطقة، التزاماتنا التي تعود لعقود من الزمن ـ ليس كثيرا في الكويت، ولكن في اماكن اخرى، حيث كنا نبذل المزيد في مجال التعاون الأمني. أعني، اننا نفعل جزءا من ذلك في الكويت ايضا، ولكن بصفة خاصة في اماكن مثل البحرين والامارات ـ الامن في السعودية ـ حيث نتحدث كثيرا عن التعاون الأمني. اعتقد اننا سنتحدث اكثر عن ذلك. ولكني لا اريد ان اركز فقط على التحديات. الأمر المهم للغاية ايضا هو وجود بعض الفرص ـ فرص لدعم تأسيس فلسطين ديمقراطية، قابلة للحياة جنبا الى جنب مع اسرائيل، وفرص لدعم متطلبات القوى الديموقراطية ـ قوى الاغلبية في لبنان. اعتقد انه من الامور المثيرة للغاية اصدار جامعة الدول العربية، بيانا يؤيد الانتخابات الرئاسية في لبنان التي يجب عقدها وعقدها بسرعة ـ بالإضافة الى دعم العراق الخارج من الطغيان، حيث يتحقق التقدم، وحيث توجد الدول التي ستزيد دعمها السياسي والاقتصادي للعراق. هذه كلها دول كانت جزءا من المباحثات التي جرت في لقاءات الجيران حيث التقينا بهم. ستستضيف الكويت اجتماع الجيران الموسع القمقبل. ولذا تواجه تحديات التطرف. ولكن ايضا لديك الفرصة المتاحة، مما اعتبره تعاونا مميزا ومتزايدا من تلك الدول مع الولايات المتحدة ومع الدول الكبرى في اوروبا في ما يتعلق بالعراق ولبنان والسلام في الشرق الأوسط.