حماس تتوقع مزيدا من الجرائم في غزة بعد مقتل شرطي والاعتداء على المدرسة الأميركية

الأشقر يتهم في تصريحات لـ «الشرق الأوسط» قيادات فتحاوية هاربة بالوقوف وراءها

TT

توقع اسماعيل الأشقر رئيس لجنة الداخلية والأمن في المجلس التشريعي الفلسطيني، أن تتزايد حوادث التفجيرات التي تستهدف الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة المقالة أو المؤسسات الخاصة والشخصيات السياسية، معتبراً أن ذلك يأتي ضمن سعي حكومة رام الله واسرائيل على العودة بالقطاع الى مظاهر الفلتان الأمني، التي وضع حد لها بسيطرة حماس على القطاع.

وكانت غزة قد شهدت الليلة قبل الماضية وفجر امس، ثلاثة أحداث أمنية: مقتل شرطي وانفجار ادى الى اصابة آخرين وحرق المدرسة الأميركية.

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال الأشقر، «إنه منذ الحسم العسكري في القطاع، تواصلت العمليات الهادفة للعودة به لمربع الفلتان الأمني، لتمهيد الطريق لإسقاط حكومة اسماعيل هنية المقالة، التي وصفها بالشرعية». وربط بين هذه التفجيرات والمخطط الإسرائيلي لحملة عسكرية واسعة النطاق على غزة. وكشف الأشقر النقاب عن اجهزة حكومة غزة، اعتقلت شخصا كان يحمل عبوة ناسفة داخل الساحة، التي نظمت فيها مهرجان التكريم للحجاج، الذي القى فيه هنية كلمة. وشدد الاشقر على أن الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة المقالة، استطاعت اعتقال 90% من منفذي عمليات التفجير وسيقدمون للمحاكمة. واشار الى أنه من خلال التحقيقات التي اجريت معهم يتبين أنهم ينتمون الى فئتين، احدها فئة عملاء اسرائيل، وفئة ممن سماهم «المنفلتين من حركة فتح». وأشار الأشقر الى أن بعض قيادات فتح، التي فرت الى القاهرة ورام الله، تستغل حاجة بعض الموظفين وعناصر الأجهزة الأمنية، الذين قطعت رواتبهم وتساومهم عليها، مقابل القيام بمثل هذه التفجيرات. وقال إنه اثناء التحقيقات اعترف بعض المتورطين فيها على بعض قيادات الاجهزة الامنية، الذين فروا الى مصر، مشيراً الى أن حكومة هنية نقلت فحوى التحقيقات الى السلطات المصرية، التي وعدت باتخاذ الاجراءات اللازمة ضد هذه القيادات. واضاف أن هناك اعترافات واضحة تربط بين هذه التفجيرات وبين قيادات فتح في رام الله. وشدد الاشقر على أن إسرائيل معنية بتواصل التفجيرات وتصعيدها، من اجل تهيئة الظروف الميدانية لشن حملتها الواسعة على غزة، على اعتبار أن استفحال الفلتان الأمني يعمل على المس بقدرة حماس وحكومتها على مقاومة العدوان. وحذر الأشقر انه لن يكون هناك تهاون مع المسؤولين عن هجمات امس، كما لن يتم التهاون مع المسؤولين عن الاعتداء على القيادي في فتح، ابراهيم ابو النجا، ومقر منظمة التحرير في غزة. وكان قطاع غزة قد شهد الليلة قبل الماضية وفجر امس، مقتل شرطي واصابة آخرين، وحرق المدرسة الأميركية الخاصة.

فقد عثر قرب دوار «الشهداء»، جنوب مدينة غزة، على جثة شعبان دغمش، أحد افراد الشرطة البحرية التابعة لحكومة اسماعيل هنية المقالة، وفي رأسه اثار ثلاثة اعيرة نارية. وأعلنت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة عن فتح تحقيق في ملابسات مقتل دغمش «من قبل مجموعة خارجة عن القانون».

وجاء هذا الحادث بعد ساعات على انفجار عبوة ناسفة قرب سيارة لشرطة الحكومة المقالة، في محيط مخيم «النصيرات»، اسفر عن اصابة شرطيين. وذكر بيان صادر عن «داخلية» الحكومة المقالة، أنها توصلت الى خيوط تكشف هوية الفاعلين. وأكدت أنها لن تتهاون مع كل من يحاول أن يعيد الفوضى وظاهرة الفلتان إلى غزة.

وفي حادث ثالث، اقتحم مسلحون مجهولون المدرسة الأميركية، قرب بلدة بيت لاهيا، شمال القطاع، وقاموا بعمليات تخريب واسعة شملت حرق حافلات تابعة لها. وقال مدير المدرسة ربحي سالم، إن المسلحين اقتحموا المدرسة في نحو الساعة الثانية قبل الفجر، ومكثوا فيها لأكثر من ساعة، ثم سرقوا أجهزة حاسوب وبعض المتعلقات الخاصة بالمدرسة.

واضاف في تصريحات لإذاعة محلية، أن المسلحين أحرقوا ست حافلات لنقل الطلاب وسيارة تابعة للمدرسة قبيل مغادرتهم. وكانت المدرسة قد تعرضت قبل ثلاثة ايام لاعتداء بتفجير عدد من العبوات الناسفة قرب بوابتها، وإحراق العديد من الفصول الدارسية. وتعرضت نفس المدرسة قبل نحو عام لتفجير عدد من العبوات الناسفة، وإحراق فصولها، فضلاً عن إطلاق النار داخلها.

يذكر أن مجموعة مجهولة أعلنت مسؤوليتها عن تنفيذ العملية احتجاجاً على زيارة بوش للمنطقة. من ناحيتها توعدت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة، بتعقب منفذي العملية، واصفة الحادث بـ«العمل الاجرامي والخطير».