الترابي: حكومة البشير قدمت نموذجا سيئا للإسلام وتمارس الفساد «جهارا نهارا»

قال إن بيعة القبائل للرئيس السوداني «تلاعب صريح بالدين»

TT

من شرق السودان هذه المرة، سدد الدكتور حسن عبد الله الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض، هجوما عنيفا على حكومة خصمه اللدود الرئيس السوداني عمر البشير. وقال «إنها قدمت نموذجا سيئا للإسلام»، كما اتهمها، مجددا بالفساد، وقال في هذا الخصوص «لقد أصبح الفساد يمارس جهارا نهارا»، ووصف بيعة القبائل للرئيس البشير بأنها «تلاعب صريح بالدين»، وقال إن البيعة لله وحده، وحذر مما سماه «تنامي التأثير الحكومي على القضاء». ويمضي الترابي 4 أيام في شرق السودان، وقال في لقاء جماهيري حاشد بمدينة سنكات بشرق البلاد، إن الحكومة مليئة بالفساد والمفسدين، وأضاف ان هناك غياب الرقابة والشفافية في السودان، وأضاف قائلا، إن السودان تصدر قائمة الفساد في العالم، وان أموال البلاد تصرف على مباني لا معنى لها.

وفي سياق تحذيره من خطورة الفساد، قال إن الحكومة صارت تمارس الفساد مثل «الغنماية في العيش»، أي المعزة في كوم عيش، وأضاف ان بعض المؤسسات الفاسدة صارت ملكا لأفراد نافذين في الحكومة، يسخرونها من اجل مصالحهم الخاصة، وقال إن الوظائف صارت محتكرة على أقارب المسؤولين من أسرهم وذويهم واطهارهم. وقال الترابي، إن الحكومة قدمت نموذجا سيئا للإسلام الذي اصبح مجرد شعارات، ووصف الحكومة بأنها متسلطة، وقال: المتسلِّطون من الحكومة فعلوا بنا الأفاعيل، وأوقفوا الشعائر الدينية. وانتقد زعيم الشعبي المجالس التشريعية بالولايات وعلى مستوى المركز، وقال انها لا تقوم بأي دور رقابي على المال العام، وأضاف أن القرارات تأتيها من قبل الرئيس، لأنه هو الذي قام بتعيينها. وطالب الترابي بإقامة الشورى والعدل والحرية لكل الأحزاب والمواطنين، وتطبيق الحكم اللا مركزي، وايقاف تعطيل الصحف وحجز الصحافيين. ودعا لانتخاب الولاة وتحقيق العدالة الاجتماعية.

وطالب مجددا بالكشف عن أوجه صرف أموال البترول، وتطبيق مبدأ المساءلة فيها. وحول تمويل استخراج البترول، قال الترابي، إن الحركة الإسلامية لم تصرف عليه من الميزانية، واضاف إن الذي موَّله شخص كندي من أصل باكستاني، اضافة إلى نائب رئيس وزراء ماليزيا، الذي قال إنه كان زميلاً له في الدراسة، ويُدعى أنور ابراهيم، وكشف عن أن التصنيع الحربي في السودان لم يصرف عليه مليم واحد من الخزينة العامة، انما قام بجهود رجال من خارج.

واتهم الترابي الحكومة بإهمال الريف السوداني، وسخر في هذا الشأن من التنمية بولاية البحر الأحمر المتمثلة في سفلتة الطرق وإنارتها، وقال إن التنمية الحقيقية، هي تنمية الإنسان من صحة وتعليم ومياه صالحة للشرب، وانتهز الفرصة ووجه انتقادات لاتفاق مسلحي شرق السودان مع الحكومة، وقال ان الاتفاق هش ويعتبر صفقة بين الحكومة الاريترية والحكومة السودانية. ووصف مشاركة مني اركو مناوي كبير مساعدي رئيس الجمهورية، وزعيم حركة تحرير السودان الموقع على اتفاق ابوجا لسلام دارفور مع الحكومة، ومشاركة موسى محمد موسى مساعد رئيس الجمهورية زعيم جبهة الشرق، الذي وقع اتفاق الشرق بأنها «ديكورية»، وقال «إنهما لا يريان الرئيس ولا يشاورهما في اتخاذ القرار». وانتقد سياسة جباية الضرائب واستمرار فرض دمغة الجريح، وأضاف «لماذا دمغة الجريح، بعد أن تحقق السلام»، في اشارة إلى ضريبة تحصل من المواطنين بهذا الاسم.

وقال ان السودان الآن معرض لخطر الانقسام، اكثر من أي وقت مضى، وقال الآن بدأ الحديث في دارفور عن الانفصال، وقال ان ما خرجت به لجنة خبراء معالجة نزاع منطقة «ابيي» الغنية بالنفط بين البشير ونائبه الأول سلفا كير، أصبح حكما ملزماً. وذكر الترابي ان حزبه ينادي إلى الحرية واللامركزية وحكم الشورى، وأعرب عن استعداد حزبه للاتحاد مع الأحزاب القائمة على الدين، متى ما رجعوا إلى أصول الدين، وحسب الترابي فإن المد الإسلامي، أصبح يعم العالم، وانهيار اليسار في كل البلاد الإسلامية.