بوش من البحرين: نتشارك في «المخاطرة» للحفاظ على الأمن

الملك حمد يطالب بمزيد من التعاون العسكري لمواجهة التهديدات المحتملة

TT

وسط مظاهرات صاخبة، واعتصامات أمام سفارة بلاده في المنامة، ولافتات مرفوعة ترفض زيارته، بدأ الرئيس الأميركي جورج بوش، أمس زيارته إلى البحرين في محطته الخليجية الثانية. وخلال الاستقبال الرسمي الذي جرى للرئيس بوش، على بعد عشرات الكيلومترات من الأراضي الإيرانية، تجنب التطرق للوضع الإيراني وموقف بلاده منه، واكتفى بالقول إن بلاده والبحرين تتشاركان في «المخاطرة» للحفاظ على الأمن.

غير أن نبيل الحمر مستشار ملك البحرين للشؤون الإعلامية قال لـ«الشرق الأوسط» إن الوضع في الخليج والملف النووي الإيراني، سيكون على رأس المباحثات الأميركية البحرينية التي بدأت مساء أمس.

وأعتبر الحمر أن البحرين ستسعى خلال هذه المباحثات لإعادة التأكيد على موقفها الدائم من الملف الإيراني «وفق إمكانياتها، لأن يكون حل هذا الملف عبر الوسائل السلمية وليس العسكرية»، مضيفا أن المنطقة مرت بحروب عدة «ولا نريد أن نشهد حربا جديدة بالمنطقة».

وأضاف مستشار ملك البحرين للشؤون الإعلامية أن رؤية البلدين «متفقة حول موضوع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة بجانب اسرائيل»، وتابع القول «هذه قضية أممية كما تطرق لها الملك حمد بن عيسى في كلمته أمس».

وخلال كلمته في حفل الاستقبال الرئيسي، قال بوش إن بلاده والبحرين تتشاركان في وجهة نظر مشتركة بينهما بالنسبة لمستقبل الشرق الاوسط، مضيفا «ومن خلال تحالفنا فاننا نشارك في تحملنا الاعباء والمخاطرة للحفاظ على الامن بالاضافة الى الدفاع عن الحرية في ارجاء المنطقة ونحن ايضا نؤمن بقوة الاصلاح الديمقراطي». وأشاد بوش بالاصلاحات الديمقراطية التي قام بها الملك حمد بن عيسى، معتبرا الملك البحريني «فى الجبهة الامامية في تقديم الامل للناس من خلال الديمقراطية»، كما أشاد بوش بالتوجه البحريني «في إجراء انتخابات حرة مرتين منذ عام 2000 وفي عام 2006» وأضاف «انتخب شعبكم امرأة عضوا في البرلمان .. ان الاصلاحات في البحرين تقوي بلدكم وانتم تظهرون قيادة قوية وانكم لتفسحون الطريق للامام بالنسبة لدول اخرى». وتطلع بوش في خطابه للملك حمد لمناقشة كيفية مواصلة تقدم السلام في الشرق الاوسط «وانني اتطلع لان اشارك معكم جولتي في اسرائيل والاراضي الفلسطينية، وانني لاتطلع للحديث عن كيفية الاستمرار في ضمان الامن في الخليج، ومعا سنستمر في تقوية صداقتنا وتعاوننا وانني فخور بان القاكم». من جهته، وصف الملك حمد بن عيسى آل خليفة زيارة الرئيس بوش بـ «التاريخية»، باعتبارها أول زيارة رسمية لرئيس أميركي للبحرين، معتبرا أنها «تعكس متانة وقوة العلاقات التاريخية التي تربط بلدينا الصديقين»، وأكد أن هذه الزيارة «ستكون عالقة فى أذهان أجيالنا على مدى عقود قادمة». ودلل الملك حمد على متانة العلاقات البحرينية الأميركية، بالقاعدة الأميركية في البحرين، التي قال عنها «إن البحرية الاميركية، ومنذ ما يزيد على خمسين عاما، وجدت فى البحرين مرفأ للوشائج الانسانية بقدر ما هي للتسهيلات اللوجستية الدفاعية، ونحن فخورون بالعلاقة مع البحرية الاميركية وما قدمته من مساندة للبحرين وضمانة لحرية الملاحة فى المنطقة».

وأضاف الملك حمد أن بلاده تقدر للرئيس الأميركي وشعبه «الدعم المتواصل لنا والتضحيات الجسام لتمكين الشعوب من السلم والتقدم وبناء العالم المعاصر، وعبر هذه المنظومة من القيم فان البحرين تعتبر الولايات المتحدة حليفا وصديقا وشريكا تعمل معه يدا بيد بمفهوم مشترك يجمع بيننا ويستند الى الايمان بقيم الحرية والتعددية وحقوق الانسان وتمكين المرأة في المجتمع».

وفي إشارة إلى الرغبة البحرينية في مزيد من التفاهم مع الحليف الأميركي، شدد الملك حمد على أهمية «الاحتفاظ بقوة كافية لردع التهديدات المحتملة على الامن الوطني عن طريق المزيد من التعاون العسكري المشترك وبناء القدرات الذاتية، مقدرين لكم التعاون الدفاعي وما توصلنا اليه من منظومات دفاعية متطورة للقيام بالواجب في الدفاع عن الوطن وحريته».

وعبر الملك حمد عن امله في ان تتحقق رؤية الرئيس بوش حول إقامة دولة فلسطينية مستقلة بجانب اسرائيل «في وقت تتحول فيه هذه الرؤية الى مطلب اممي ينشده ضمير العالم بهدف التوصل الى سلام شامل وعادل في المنطقة وخطة امنية اقليمية تعزز الاستقرار والازدهار وحرية الشعوب املين ان تتحقق هذه الامال الكبار بإذن الله».