بوتفليقة يلغي زيارته لقسنطينة وتضارب حول الأسباب

«الجماعة المسلحة» تعود للنشاط وتنفذ عملية إرهابية جنوب الجزائر

TT

ألغت الرئاسة الجزائرية أمس زيارة ميدانية كان مقررا أن يقوم بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى مدينة قسنطينة (500 كلم شرق العاصمة) بعد غد. وتلقى صحافيون أمس اتصالات من الرئاسة، تفيد بإلغاء الزيارة بعدما كانت طلبت من وسائل الاعلام تبليغها بأسماء الصحافيين الذين سيكونون ضمن الزيارة الرئاسية المفترضة.

وتعتقد أوساط مهتمة بالموضوع، أن الالغاء جاء نتيجة لمخاوف أمنية، حيث تخشى السلطات من تعرض موكب الرئيس لعمل إرهابي شبيه بالعملية الانتحارية التي استهدفت بوتفليقة بباتنة (400 كلم شرق) في سبتمبر (ايلول) الماضي. وتشهد جبال قسنطينة منذ اسبوع عملية عسكرية يشنها الجيش ضد معاقل «القاعدة». وتتحدث نفس الأوساط عن التحضير لتعديل الدستور، حيث يعتزم الرئيس جمع غرفتي البرلمان للتوصيت على التعديل المرتقب. ويكون ذلك، حسب مصادر، سبب إلغاء الزيارة.

في غضون ذلك، عادت «الجماعة المسلحة» للنشاط ونفذت أمس عملية إرهابية في المدية (100 كلم جنوب العاصمة) أسفرت عن مقتل شخصين وجرح آخر وخطف رابع. وقال شهود من منطقة وزرة (100 كلم جنوب العاصمة)، إن مجموعة إرهابية يفوق عدد أفرادها الـ10 هاجمت مزارعين كانوا بصدد جمع البلوط، حيث فتحت النار عليهم وقتلت اثنين منهم وجرحت آخر. وذكر الشهود أن أحد المزارعين الذين كانوا في الحقول تعرض للاختطاف على أيدي المعتدين، وتحدثوا عن نجاة مزارع سارع إلى مصالح الأمن لتبليغها بالحادث.

وشن الجيش عقب الاعتداء حملة بحث عن الشخص المختطف في منطقتي وزرة والحمدانية، وتوغل الجنود في الغابة، حيث سمع إطلاق نار مكثف دام حوالي ساعة، لم يسفر عن شيء.

وأفادت مصادر مطلعة من المدية، بأن مصالح الأمن رصدت في المدة الأخيرة نشاطا لإرهابيين يرجح أنهم ينتمون إلى «الجماعة الاسلامية المسلحة»، التي فكك الأمن آخر خلاياها في 2005 في عملية تمت بالعاصمة. وقالت المصادر لـ «الشرق الأوسط»، إن مصالح الأمن تعتقد بأن اعتداء أمس، من تنفيذ عناصر مسلحة عددها قليل ينتمون للجماعة المسلحة. وأشارت إلى قدرة التنظيم الإرهابي على ضم أشخاص جدد إلى صفوفه، وهوَن من قدرته على إلحاق الضرر بالأشخاص والممتلكات على أساس أن الجيش أضعفه في السنوات الماضية. وتعد المدية، إحدى المناطق التي ينعدم فيها وجود «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي»، أكبر تنظيم مسلح في البلاد.

وقد ارتبطت «الجماعة الاسلامية المسلحة» بصور المجازر الجماعية التي كانت المدية بالذات، مسرحا لها في منتصف تسعينات القرن الماضي، والتي راح ضحيتها الآلاف من المدنيين. وبدأت شوكة التنظيم المسلح تنكسر منذ مقتل قائده عنتر الزوابري مطلع 2002.

وتأتي العملية الإرهابية التي وقعت في المدية، بعد 24 ساعة من إحباط هجوم إرهابي على مركز أمني بولاية تيبازة (70 كلم غرب العاصمة)، حيث تمكن أفراد من «الحرس البلدي» من إحباط محاولة تنظيم كمين لرفاقهم من طرف فريق من الإرهابيين، ومن صد هجوم على مركزهم كانت تخطط له مجموعة أخرى من الارهابيين.