بروكسل: 400 منظمة إسلامية توقع على ميثاق يحدد قواعد مشتركة لسلوك المسلمين في أوروبا

افتتاح مكتب البعثة الدائمة لمنظمة المؤتمر الإسلامي في عاصمة أوروبا الموحدة

TT

اختتم الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي زيارة الى بروكسل عاصمة اوروبا الموحدة، وأجرى أوغلي خلال الزيارة محادثات هامة مع عدد من المسؤولين في المؤسسات التابعة للمجموعة الاوروبية الموحدة، حيث استعرض خلال لقائه بمفوضة العلاقات الخارجية بينيتا فالدنر، سبل تحسين وتطوير التعاون في مختلف القضايا السياسية بين المنظمة والاتحاد الأوروبي، اضافة الى مناقشة تنفيذ مشاريع تنموية واقتصادية في بلدان العالم الإسلامي بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي.

وأعربت المسؤولة الأوروبية عن سعادتها بفتح مكتب البعثة الدائمة لمنظمة المؤتمر الإسلامي في بروكسل، مؤكدة دعمها للعمل مع المنظمة لتقوية العلاقات بين المنظمة والاتحاد الأوروبي من جهة، وبين العالم الإسلامي والدول الأوروبية من جهة أخرى.

كما التقى الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي جاك ساريوز ولسكي، ونائب رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ماريو في اجتماعات هي الاولى من نوعها بين المؤسسة التشريعية الاوروبية ومنظمة المؤتمر الاسلامي.

وشدد اوغلي خلال محادثاته في بروكسل، على اهمية الدور الذي تقوم به منظمة المؤتمر الإسلامي لخدمة قضايا السلم والأمن الدوليين، ورؤيته للتعاون في القضايا التنموية والاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي، كما شدد على أهمية العمل والتعاون في كل المجالات بين العالمين الإسلامي والأوروبي.

وخلال الزيارة شارك اوغلي في حوار جرى داخل مبنى البرلمان الأوروبي، ناقش مسألة التمييز ضد المسلمين في دول الاتحاد الأوروبي، كما اجتمع مع سفراء دول منظمة المؤتمر الإسلامي وأطلعهم على فحوى اجتماعات بروكسل وناقش معهم العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمنظمة.

وتزامن ذلك مع توقيع أكثر من 400 منظمة إسلامية في بروكسل على ميثاق، يحدد قواعد مشتركة لسلوك المسلمين في أوروبا. واهتمت الدوائر الاعلامية الاوروبية بنتائج اجتماعات المنظمات الاسلامية التي استغرقت يوما واحدا فقط، وتساءلت اذاعة هولندا العالمية في تقرير لها حول هذا الصدد، وقالت هل يمثل هذا الميثاق حقا أغلبية المسلمين الأوروبيين، كما يزعم أصحاب المبادرة؟

ويقول فريد المسعود، الناطق باسم الربطة الإسلامية في بلجيكا،« دائما نسمع هنا في أوروبا بأن المسلمين المعتدلين لا يجهرون بصوتهم» ويضيف: «هذه المبادرة محاولة للرد على مثل هذه الأقوال». وحسب فريد المسعود، أحد المشاركين في المبادرة، فالهدف من الميثاق في الأساس، هو خلق قاسم مشترك مقبول لسلوك المسلمين في أوروبا، موضحا: «حتى الآن، لم يكن للمسلمين الذين يعيشون في أوروبا أي فهم مشترك واضح. كانت كل منظمة وطنية، تقدم تأويلها الخاص للإسلام والطريقة التي يجب أن يمارس بها في أوروبا. كانت هناك حاجة ملحة إلى مثل هذا الموقف المشترك. يعاني كثير من المسلمين الأوروبيين من الارتباك حين يتعلق الأمر بالطريقة التي يجب إتباعها في ممارسة شعائرهم الدينية، كما يواجهون بأسئلة نقدية من طرف المجتمع الذي يستقبلهم».

فيدرالية المنظمات الإسلامية في أوروبا هي التي أطلقت الفكرة، وتنشط الفيدرالية أساسا في فرنسا وانجلترا. منذ ظهور الفيدرالية في العام 2000، اضطرت لأن تغير في مضمون الميثاق مرارا، خصوصا بعد تفجيرات نيويورك ولندن.

يحث الميثاق التي أعلن عنه في بروكسل، المسلمين على المشاركة في بناء المجتمع الأوروبي الديمقراطي، ويتضمن المبادئ الديمقراطية الأساسية واحترام حقوق الإنسان، التعددية، مساواة الرجل والمرأة و«فصل الدين عن الدولة» ويشدد على أهمية التفاهم المتبادل والحوار التفاعلي بين الثقافات، كما يستنكر الإرهاب. ويشير مسعود إلى أن كل المنظمات الإسلامية المعروفة في أوروبا تؤيد الميثاق وتسانده، إلا أن السؤال الذي يبقى: إلى أي حد يمثل هذا الميثاق المسلمين في أوروبا؟