واشنطن تدعو الكينيين إلى «الاعتراف بحصول خروقات» خلال الانتخابات

تزايد الضغوط الدولية على الحكومة والمعارضة لتجاوز الأزمة

TT

دعت الولايات المتحدة كلا من الرئيس الكيني مواي كيباكي وخصمه زعيم المعارضة رايلا اودينغا الى «الاعتراف بحصول خروقات فادحة» خلال الانتخابات الكينية معتبرة ان من «الضروري» ان يباشر الزعيمان حواراً «من دون شروط مسبقة». وقالت مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الافريقية جنداي فريزر في بيان نشرته السفارة الاميركية في نيروبي أمس: «من وجهة نظرنا انه من الضروري ان يجلس الرئيس كيباكي ورايلا اودينغا وجها لوجه ومن دون شروط مسبقة لبحث كيفية وضع حد للازمة التي اعقبت الانتخابات بما يعبر عن رغبة الشعب الكيني». واضافت: «عليهما سويا الاعتراف بحصول خروقات فادحة في فرز النتائج الامر الذي جعل من المستحيل تحديد النتيجة النهائية بصورة اكيدة». وتشهد كينيا ازمة عنيفة اندلعت اثر الاعلان عن فوز الرئيس كيباكي بولاية رئاسية ثانية في انتخابات طعنت بنزاهتها المعارضة مما ادى الى مواجهات عنيفة بين مناصري الطرفين ادت الى مقتل 600 شخص على الاقل ونزوح 255 الفا. واعلنت الامم المتحدة ان نحو نصف مليون كيني سيحتاجون الى مساعدة انسانية خلال الاسابيع المقبلة. وتكثفت الضغوط الدولية على القادة الكينيين لتجاوز هذه الأزمة خلال اليومين الماضيين، غداة دعوة المعارضة الى تظاهرات الاسبوع المقبل احتجاجا على اعادة انتخاب الرئيس، ومسارعة الشرطة الى منعها. ودعا حزب اودينغا أول من أمس الى تظاهرات وطنية في 16 و17 و18 يناير (كانون الثاني) الجاري، لكن الشرطة سارعت الى منعها. وقال الامين العام لـ«الحركة الديمقراطية البرتقالية» انيانغ نيونغو «يحق للكينيين ان يعترضوا سلمياً على الانتهاك الفاضح لحقوقهم الاساسية». ويتهم اودينغا الرئيس كيباكي بـ«سرقة» الفوز في الانتخابات الرئاسية في عملية شابتها تجاوزات. ولكن كيباكي كرر مساء اول من أمس «التزامه الحوار سعيا الى حل دائم للوضع السياسي الراهن في البلاد». ومن جهة اخرى، ذكرت قناة تلفزيونية في كينيا ان العضو في اللجنة الانتخابية الكينية كيبكيموي كيروي فر الى اوروبا بعدما تلقى تهديدات بالقتل. وكان اشار الى تلاعب في نتائج الانتخابات الرئاسية. وجدد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دعوة القادة الكينيين «الى الاسراع من طريق الحوار في ايجاد حل مقبول لمعالجة الازمة السياسية وليستعيد البلد طريق السلام والديمقراطية». وبدوره، دعا الامين العام السابق للمنظمة الدولية كوفي انان الذي كلف تولي وساطة في محاولة لحل الازمة، «جميع القادة الكينيين في الحكومة والمعارضة الى الامتناع عن اي تدبير او عمل من شأنه عرقلة البحث عن حل ودي للازمة في البلاد». وتأتي هذه الضغوط الدولية بعدما اخفقت هذا الاسبوع وساطة قادها رئيس الاتحاد الافريقي جون كوفور، الذي اوعز الى انان بمواصلة المهمة. لكن اي موعد لم يتحدد لوصول الاخير الى نيروبي. وواصل الرؤساء السابقون لتنزانيا بنجامن مكابا وموزامبيق يواكيم شيسانو وبوتسوانا كاتوميلي ماسيري وزامبيا كينيث كاوندا محاولاتهم للوساطة بين الاطراف المتنازعة في كينيا، بحسب ما قال الناطق باسمهم لوكالة الصحافة الفرنسية.