موسى غادر بيروت مع وعد بالعودة الأربعاء طلبا للدعم العربي لمهمته اللبنانية المتعثرة

قال من العبث في أجواء التوتر الحديث «عن وزير فوق أو وزير تحت»

TT

غادر الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بيروت امس دون ان يحقق نتائج ملموسة في مهمته الرامية الى ايجاد طرق لتنفيذ المبادرة العربية المتعلقة بالانتخابات الرئاسية اللبنانية. ومن المتوقع ان يعود موسى الى بيروت الاربعاء المقبل لمتابعة مهمته بعد جولة اتصالات خارجية سيجريها لدعم مهمته في بيروت وتذليل العقبات التي برزت خلال زيارته التي استمرت اربعة ايام للعاصمة اللبنانية. وقالت معلومات استقتها «الشرق الاوسط» من مصادر لبنانية التقت موسى، ان الاخير سيزور الفاتيكان وقد يزور سورية بناء على جولة مشاورات سيجريها مع وزراء خارجية دول عربية ساهمت في اخراج البيان الذي صدر عن لجنة المتابعة العربية الاسبوع الماضي لطلب المساعدة في اجراء الاتصالات اللازمة بدمشق من اجل تسهيل مهمته، على ان يتم الانتقال فورا بعد ذلك الى الشأن الحكومي توصلا الى صيغة تحفظ مواقع الجميع وادوارهم ومواقعهم، على ان يكون رئيس الجمهورية هو الحكم في مجلس الوزراء والضامن لهذه المواقع والادوار.

وكان موسى قد زار قبيل مغادرته بيروت وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ، في مكتبه في الوزارة، وعقدا مؤتمرا صحافيا مشتركا استهله صلوخ ناقلا عن موسى ان «ثقته كبيرة بان اللبنانيين قادرون على اجتياز هذه الازمة من خلال حوارهم المؤيد والمدعوم من قبل الاخوة العرب». وقال انه شدد «مع موسى على أهمية وضرورة لم الشمل العربي وتعزيز العمل العربي المشترك لما لذلك من انعكاس ايجابي على لبنان». بعدها تحدث موسى فقال: «الآن أصل الى نهاية العمل في هذه الجولة والمرحلة واتهيأ لبعض المشاورات او لعدد من المشاورات مع الاخوة الوزراء العرب المتابعين مباشرة للتطورات اللبنانية. وما استطيع قوله والرسالة التي أود ان أتركها معكم هي ان الجهود مستمرة، وهذه الجولة سوف تتبعها جولة اخرى في القريب. وانا أغادر ولدي نية العودة في ظرف ايام قليلة لمتابعة الجهود المبذولة والتشاور مع القادة والساسة اللبنانيين من منطلق المسؤولية التي لديهم ولدى رجال الدولة منهم في دفع الامور والحفاظ على مصلحة لبنان، ولينتقل لبنان من مرحلة التوتر الى مرحلة التوحد نحو هدف واحد، هو إنقاذ هذا البلد العربي المهم والحبيب لنا جميعا».

وأشار الى انه «اصبح واضحا لدى الجميع أين تقف المبادرة العربية وأهدافها وأطرها وطريقة العمل في ظلها». وقال: «تم التشاور مع كل من له صلة، كل من له دور في هذه المرحلة سواء بالاتصال الشخصي او بالاتصال الهاتفي، او بالاتصال المباشر او غير المباشر. المرحلة المقبلة قد تتطلب تحركا من نوع مختلف بالبناء على ما تم تحصيله وفهمه والاتفاق عليه، وما سوف يتم التشاور حوله خلال الايام المقبلة، من تشاور عربي. وتدركون ان هناك اتصالات كثيرة دولية لمتابعة ما جرى والاطمئنان الى الوضع في لبنان، وسيكون لي طبعا اتصال بالامين العام للامم المتحدة (بان كي مون) وأكبر المراكز السياسية العالمية المتابعة ايضا للموضوع». ورفض الحديث عن «عرقلة»، لكنه قال: «لايزال هناك عمل وبعض المناقشات للكثير من التفاصيل وربما لبعض الاساسيات. المشكلة التي استمرت اكثر من سنة، وكل هذه السنين الطويلة من الصعب حلها في يوم، انما نرجو الا يكون حلها في سنة، بين هذا او ذاك لدينا تواريخ ومحطات مقبلة نرجو ان يتم الحل قبلها». ولفت الى انه لم «يدخل بعمق في موضوع الارقام». وقال: «تجنبت ان نتحدث فقط في هذا الموضوع رغم انه موضوع مسل. انما عندما نجد ان الوطن في مثل هذه المرحلة من التوتر يكون من العبث ان نتحدث عن وزير فوق او وزير تحت. وهذا الكلام لا يتفق مع خطورة المرحلة انما هذا لا يمنع انه في اطار التفاصيل يمكن التعرض له. ولكن الاطار واضح. اننا لا نريد لا استئثارا ولا تعويقا. والتعويق او التعطيل مسألة غير مقبولة. اذ عندما نتحدث عن التعطيل فإنه مسألة غير بناءة كما ان الاستئثار مسألة غير عملية، انما نتحدث ايضا في اطار ما هو جار. هناك اكثرية وهناك معارضة وهناك لبنان قبل الاكثرية وقبل المعارضة». قيل له: هل تلعب سورية دورا معرقلا؟ فاجاب: «لا، لا يمكننا قول هذا الكلام». واضاف: «تحدثنا عن الحكومة وكذلك عن الانتخابات الرئاسية بكل عمق وباعتبار لفورية وعجلة هذه الامور، اي التوجه نحو انتخاب الرئيس والتفاهم حول الحكومة. اما تشكيلها والتشاور بشأنها، فهما من شأن الرئيس بعد الانتخاب، هكذا يقول الدستور اللبناني». سئل: هل تحاولون مجددا جمع وزيري خارجية سورية والمملكة العربية السعودية، وكنتم عولتم على هذا اللقاء ولكننا لم نلمس اي شيء على الارض؟. اجاب: «هذا امر صحيح، وربما يكون هناك ما يمكن ان نلمسه بعد ايام، عندما اعود، وهذا ما نتمناه». ونفى موسى ان يكون البحث تطرق الى اسم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة كمرشح توافقي، وقال ردا على سؤال بهذا الخصوص: «وهل استقال حاكم مصرف لبنان من منصبه؟» وأضاف: «اذا لماذا يتم البحث في اسمه مجددا». وكان موسى قد زار رئيس كتلة «المستقبل» النيابية النائب سعد الحريري. وقال بعد اللقاء: «ان كل لقاءاتي ومحادثاتي كانت ايجابية وتستند الى زخم ودعم عربيين لحل المسألة اللبنانية والمشكلة القائمة. انا اترك لبنان وعندي امل بان المرحلة المقبلة ستصل بنا ان شاء الله الى موقف متقدم».

وأمل في نجاح مبادرته بعد لقائه شيخ عقل الطائفة الدرزية نجاح مبادرته التي أكد «انها مستمرة حتى الساعة، ويجب ان تنتهي بإعادة بناء الدولة في لبنان وليس بانهيارها»، ودعا «الجميع الى التعاون من اجل الاتفاق في لبنان». وقال: «ان تدهور الاوضاع، وهنا ليس الأمر بالإنذار، مسؤوليته كبيرة جدا تجاه الاستقرار في لبنان ومن يقوم بذلك يتحمل النتائج، المهم ان يتعاون الجميع لإنقاذ لبنان وليس لدينا حتى الآن اي إيقاف للمبادرة ويجب ان تنتهي بالوئام وإعادة بناء الدولة وليس انهيارها وما ستقوم به الدول العربية الآن هو لإنقاذ دولة شقيقة وخدمة مصالحها ولن نقف مكتوفي الأيدي، إنما لا يمكن ان نكون جزءا من عملية انهيار».

وعقد موسى مؤتمرا صحافيا في مطار بيروت، سافر بعده الى العاصمة المصرية في طائرة خاصة يملكها النائب الحريري.