هنية: الحوار مع أبو مازن بعد وقف التعاون الأمني مع إسرائيل

قال في كلمة في الحجاج العائدين: التنسيق مع الاحتلال والحوار الوطني مساران لا يلتقيان

TT

اشترط رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية للحوار مع حركة فتح وقيادة السلطة الفلسطينية بوقف التعاون الأمني مع اسرائيل. وخلال إلقائه كلمة امام المئات من الحجاج الذين عادوا عبر معبر رفح مؤخراً، قال هنية، إن وقف التنسيق الامني مع الاحتلال يعتبر متطلبا سابقا لانجاح المساعي العربية والفلسطينية الهادفة الى استئناف الحوار وحل الأزمة الفلسطينية الداخلية. واضاف «حتى ينطلق الحوار الوطني وحتى تتهيأ له المناخات الصحية، يجب أن يتوقف ذاك الفريق عن التعاون مع الاحتلال، لأن التنسيق مع الاحتلال والحوار الوطني مساران لا يلتقيان». واتهم هنية الاجهزة الامنية التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) بتبادل الأدوار مع الاجهزة الأمنية التابعة للجيش الاسرائيلي، مذكرا بقيام الجيش باعتقال ابرز قياديي الحركة في الضفة حسين ابو كويك وفرج رمانة بعد يوم من اعتقالهما من قبل اجهزة حكومة سلام فياض الامنية.

واكد هنية رفض حكومته وحركة حماس القاطع للرؤية التي عبر عنها الرئيس الأميركي جورج بوش للدول الفلسطينية خلال زيارته للأراضي الفلسطينية، مشيراً الى أنها تقوم على «يهودية دولة الاحتلال وشطب حق عودة اللاجئين الفلسطينيين والتنازل عن مدينة القدس وتقديم التنازلات الفلسطينية مقابل التركيز على خطة خارطة الطريق التي تقوم على (اساس) مواجهة المقاومة ونزع سلاحها وتعزيز التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية والمحتل». واضاف، أن اقامة الدولة الفلسطينية وفق الرؤية الاميركية تضمن لاسرائيل تطبيق خطة خارطة الطريق ومبدأ الملاحقة الساخنة للمقاومين داخل مناطق هذه الدولة، واحتفاظ اسرائيل بمنطقة غور الاردن وان تكون هذه الدولة منزوعة السلاح وتعزيز التنسيق الامني. وشدد على ان حركة حماس قبلت باقامة دولة فلسطينية في حدود 4 يونيو (حزيران) 1967 بما فيها القدس واعادة اللاجئين الى الاراضي التي شردوا منها كجزء من توافق فلسطيني داخلي، مستدركاً أن الحركة تحتفظ برؤيتها الاستراتيجية الرافضة للتنازل عن أي شبر من ارض فلسطين التاريخية.

ووصف هنية رؤية الرئيس الاميركي للحل في المنطقة بأنها إرادة الطغاة والمحتلين، مؤكداً أن «بوش سيذهب وإرادته ستزول في ما ستبقى الحقوق الفلسطينية ثابتة راسخة». وأكد أن المسارات والرؤى التي يبشر بها الرئيس الأميركي «مرفوضة من الشعب الفلسطيني داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها ويجب التمسك بالإجماع الفلسطيني ورفض إرادة المحتل التي تقوم على التنازلات الفلسطينية».

وأعلن هنية رفضه للدعم الاقتصادي الأميركي «المشروط» للشعب الفلسطيني، مؤكداً في هذا السياق أن السلطة الفلسطينية لا تقدم لمواطني قطاع غزة وكثير من مواطني الضفة الغربية أي شيء من هذا الدعم، الذي يصرف على حد قوله في جهات تحددها الإدارة الأميركية والاحتلال. واكد أن مليارات الدولارات لم تذهب الى قطاع غزة. وقال ان «الفقراء في الضفة الغربية لم يحصلوا على دولار واحد من مليارات الدولارات التي تحصل عليها حكومة رام الله».