خادم الحرمين يبحث مع الرئيس الفرنسي الملف اللبناني والبترول وعلاقات البلدين

الزعيمان تبادلا المديح .. وبحثا مشاريع محتملة بقية 39.5 مليار يورو

خادم الحرمين الشريفين يرحب بالرئيس الفرنسي لدى وصوله إلى مطار الرياض أمس (أ.ف.ب)
TT

وصف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بـ «الحصان الجامح»، وذلك بعد أن خرج الزعيمان من جلسة المباحثات الرسمية، التي عقدها الجانبان في قصر خادم الحرمين الشريفين مساء أمس في الرياض، قال عنها الرئيس الفرنسي إنها تناولت العلاقات الثنائية، والملف اللبناني، والبترول.

وهذه المرة الثانية التي يستخدم فيها الملك عبد الله بن عبد العزيز هذا الوصف بحق ساركوزي، حيث كانت المرة الأولى خلال زيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز الأخيرة إلى باريس.

من جهته، أعلن ساركوزي أن السعودية شريك استراتيجي لبلاده فرنسا، وقال إنها عنصر مهم للسلام في هذه المنطقة المضطربة، وقال ساركوزي بينما كان ممسكا بيد خادم الحرمين الشريفين، إن الملك عبد الله صديق لفرنسا. وأهمية الزيارة تكمن بأنها سياسية واقتصادية وعسكرية. ورأى الرئيس الفرنسي ضرورة أن يكون حضور بلاده في السعــودية أقوى مما هو عليـه، خصوصــا بالنظر إلى حضــور الدول الأوروبية الأخرى.

وختم قائلا «إذن يتعين علينا أن نكون أكثر حضورا في السعودية»، ورد الملك عبد الله بن عبد العزيز على حديث ساركوزي بقوله «انني أوافق تماما على ما قاله الرئيس الفرنسي».

إلى ذلك أبرمت الرياض وباريس أمس، أربع اتفاقيات تصب في صالح تعزيز الشراكة السعودية ـ الفرنسية، في مناحي السياسة، والطاقة، والتفاهم العلمي، والتبادل التقني. وشملت الاتفاقية الأولى التي وقع عليها، وزيرا خارجية البلدين الأمير سعود الفيصل عن الجانب السعودي، وبرنار كوشنير من الجانب الفرنسي، تنسيق التشاور السياسي بين البلدين فيما، تفتح الاتفاقية الثانية الباب على مصراعيه بين الرياض أكبر مصدر للنفط، وفرنسا أمام التعاون في قطاعات الطاقة والنفط والغاز والثروة المعدنية، في الوقت الذي ركزت فيه الاتفاقيتان الأخيرتان على التأهيل الجامعي، وتنميــة التــدريب والتأهيــل المهنــي للطلاب السعوديين في باريس.

وتباحث الجانب السعودي والفرنسي حول مجموعة من مشاريع العقود المحتمل أن تأخذ طريقها نحو التفاهم، وقد جاءت تلك العقود خاصة بالنقل البري والسكك الحديدية، بما في ذلك قطار النقل السريع المزمع اقامته بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وخطط السكك الحديدية بين الرياض وجدة، ومترو الأنفاق المرتقب انشاؤه في مدينة الرياض، كل ذلك بقيمة تصل لعشرة مليارات يور. كما تشمل العقود التي تم التباحث عليها أمس الطيران المدني، وخصوصا ما يتعلق بتحديث الطائرات المدنية السعودية، ومشروع توسيع مطار جدة بقيمة 1.5 مليار يورو.

وحملت العقود الفرنسية أيضا مشروعات بناء محطة لتحلية مياه البحر، وأخرى خاصــة بتوليــد الكهــرباء وتمديدات مياه الشرب وإدارة توزيع المياه في المدن الكبرى، بقيمة تصل إلى 6 مليارات يورو، فضلا عن مشاريع أخرى تخص قطاعات الفندقة وتوزيع المراكز التجارية.

وقد جرى البحث حول اتفاقات التعاون في مجالات: ـ الثقافة، وبخاصة أعمال البحث والتنقيب في مدائن صالح. ومشروع إقامة معارض لمتحف اللوفر.

ـ مشروعات خاصة تتعلق بقطاع الأمن الداخلي، وتحديدا في مجال الرقابة على الحدود الشـمالية، ضمن مشروع لتأمين الحدود يتضمن تجهيزات رقابة بحرية وبرية قيمتها المحتملة تناهز حاجز الـ10 مليارات يورو.

ـ المجال التسليحي، مشروعات بيع طائرات مروحية، وغواصات بحرية ورفع كفاءة الرقابة الجوية والقدرات البحرية وتنمية أنظمة الدفاع الجوي، وتحديث تجهيزات الحرس الوطني، واستحداث أنظمة رقابية بواسطة الأقمار الصناعية، بقيم مالية تصل 12 مليار يورو.

ومن المقرر أن يلقي الرئيس ساركوزي، خطابا اليوم أمام مجلس الشورى السعودي، أسوة بسلفه الرئيس السابق جاك شيراك، يرى مراقبون أهمية هذا الخطاب، الذي سيكشف عن الخطوط العريضة في العلاقات السعودية ـ الفرنسية، ومستقبل تعزيزها، كما يكشف ملامح عن المواقف السعودية الفرنسية المتطابقة إزاء قضايا المنطقة وتحديدا، ما يتعلق منها بالملف النووي الإيراني، ومستقبل العملية السلمية بعد مؤتمر أنابوليس.

وسينقل الرئيس الفرنسي خلال لقائه المنتظر برجال الأعمال السعوديين بعد ظهر اليوم، رغبة الشركات الفرنسية، المشاركة في الحركة التنموية الكبيرة التي تشهدها السعودية، من خلال الحصول على حصص للمشاركة في إنشاء المدن الاقتصادية، كما يحضر الرئيس الفرنسي حفل غداء يقيمه الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي، قبل مغادرته للسعودية، في الوقت الذي ينتظر أن يحل الضيف الأميركي الرئيس جورج بوش على السعودية بعد ساعتين تقريبا من مغادرة الرئيس ساركوزي.

وكان الرئيس ساركوزي، وصل إلى الرياض في وقت سابق من مساء أمس في زيارة للمملكة تستمر يومين، حيث تقدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، مستقبليه لدى وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي، الذي رحب به وبمرافقيه في السعودية، كما كان في استقباله، الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد، والأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض.

وقد أجريت للرئيس الضيف مراسم استقبال رسمية، حيث عزف السلامان الوطنيان للبلدين، ثم استعرض الزعيمان حرس الشرف، فيما كانت المدفعية تطلق إحدى وعشرين طلقة ترحيباً بمقدم الضيف. صافح بعدها الرئيس الفرنسي مستقبليه: الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير سطام بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة، والأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية، والأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز نائب وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، والأمير عبد العزيز بن بندر بن عبد العزيز مساعد رئيس الاستخبارات العامة، والأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير منصور بن ناصر بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي، والأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن أمين منطقة الرياض، وعبد الله زينل وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودي (الوزير المرافق) ومحمد بن عبد الرحمن الطبيشي رئيس المراسم الملكية، والسفير محمد آل الشيخ سفير السعودية لدى فرنسا، والسفير الفرنسي لدى السعودية برتران بزا نسنو.

كما صافح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أعضاء الوفد الرسمي المرافق للرئيس نيكولا ساركوزي.

وبعد استراحة قصيرة في صالة التشريفات بالمطار، صحب خادم الحرمين الشريفين ضيفه الرئيس الفرنسي في موكب رسمي إلى المقر المعد لإقامته، وقد رافقهما إلى المقر، الأمير سلطان بن عبد العزيز، وعند وصول الموكب الرسمي المقل لهما إلى بوابة قصر الضيافة بالناصرية، حفت به كوكبة من خيالة الحرس الملكي إلى مقر إقامة الضيف.

ويضم الوفد الفرنسي الرسمي المرافق للرئيس الفرنسي، كلا من وزير الشؤون الخارجية والأوروبية برنار كوشنير، ووزيرة الاقتصاد والمالية والتوظيف كريستين لاغارد، ووزيرة العدل رشيدة داتي، ووزير التربية الوطنية كسافيير داركوس، ووزير الدفاع هرفي موران، ووزيرة الثقافة والاتصال كريستين البانيل، ورئيس الأركان الخاصة لرئيس الجمهورية الفريق أول بحري إدوار غييو، ومستشار رئيس الجمهورية الدبلوماسي جان دافيد ليفيت، ورئيس المراسم جان بيار أسفاز ادوريان.

وقبل بدء جولة المباحثات الرسمية بين البلدين، كرم خادم الحرمين الشريفين ضيف البلاد الرئيس الفرنسي، وأقام له والوفد الرسمي المرافق حفل عشاء في قصره بالرياض، حضره الأمير مشعل بن عبد العزيز رئيس هيئة البيعة، والأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد، والأمير فهد بن محمد بن عبد العزيز، والأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير بندر بن محمد بن عبد الرحمن، والأمير طلال بن عبد العزيز رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (أجفند)، والأمير عبد الله بن محمد آل سعود، والأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، والأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والأمير عبد الإله بن عبد العزيز، والأمير سطام بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض، والأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة.