إيران توافق على تقديم إجابات شافية حول برنامجها النووي خلال 4 أسابيع

وكالة الطاقة قالت إن محادثات البرادعي وخامنئي في طهران تكللت بالنجاح ووشنطن تقول إن الاتفاق غير كاف

TT

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، انها اتفقت مع ايران على مهلة تمتد لأربعة اسابيع، لحل كل المشاكل العالقة حول البرنامج النووي الايراني المثير للجدل. وفيما اعتبرت واشنطن الاتفاق غير كاف، شكك دبلوماسيون في فيينا، في ان تعالج طهران كل المشاكل المتصلة ببرنامجها النووي، سواء الماضية أو الراهنة، ضمن المهلة الجديدة. ففي بيان صدر في فيينا تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه، قالت الوكالة الذرية، انه خلال محادثات في طهران جرت يومي الجمعة والسبت، بين المدير العام للوكالة محمد البرادعي والمرشد الأعلى في الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي والرئيس محمود أحمدي نجاد، نجح الجانبان في التوصل الى اتفاق على «وجوب انجاز وثيقة العمل» التي تم التوصل اليها اغسطس (آب) العام الماضي، «خلال الاسابيع الاربعة المقبلة». وتهدف الوثيقة لحل المسائل العالقة المتعلقة بطموحات ايران النووية بتقديم اجابات شافية عن مجموعة اسئلة في الخصوص.

وتشمل المواضيع الاساسية محور الوثيقة تجارب ايران سابقا بالبلوتونيوم، واستخدامها لأجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم بي ـ1 وبي ـ 2 وأسئلة حول التطبيقات العسكرية المحتملة لتكنولوجيتها في المجال النووي، واثار اليورانيوم المخصب التي عثر عليها مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية في جامعة طهران التقنية. وخطة العمل كانت تنص اساسا على حل كل المسائل العالقة بحلول نهاية ،2007 لكن تم تجاوز هذه المهلة.

وفي بيان صدر بعد عودة البرادعي الى فيينا مقر الوكالة قادما من إيران، ذكرت الوكالة أن مسؤولين ايرانيين قدموا أيضا معلومات للبرادعي عن أنشطة ايران في مجال تطوير أجهزة متقدمة للطرد المركزي، تستطيع أن تخصب اليورانيوم بشكل أسرع من النموذج القديم، الذي تستخدمه الجمهورية الاسلامية حاليا.

واجتمع البرادعي مع كبار زعماء ايران على مدى يومين لحث ايران على تسريع وتيرة تعاونها حتى يتسنى للوكالة استكمال تحقيقها بشأن تاريخ نشاط ايران النووي وتسليط الضوء على نطاق البرنامج الحالي الذي يشتبه الغرب في أنه يرمي لانتاج قنابل نووية. ويحرص البرادعي على تسوية المواجهة بين ايران وقوى غربية بشأن طموحاتها النووية بشكل سلمي، وهو حرص عززته واقعة حدثت في الخليج قبل أسبوع بين زوارق سريعة ايرانية، وسفن تابعة للبحرية الأميركية وتسببت في تفاقم التوتر.

وفي طهران، أعلن رئيس منظمة الطاقة النووية الايرانية غلام رضا اغازاده أمس، ان ايران ستحاول بحلول منتصف فبراير (شباط) الرد على كل اسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن برنامجها النووي. ونقلت وكالة الانباء الطالبية الايرانية عن اغازاده قوله «سنحاول تسوية كل المسائل العالقة بحلول منتصف فبراير، قبل التقرير الذي سيرفعه محمد البرادعي الى اعضاء مجلس الحكام» في الوكالة في مارس (آذار).

واضاف اغازاده ان ايران تأمل في «تسوية كل المسائل السابقة والحالية التي تخص ملفنا، وان نعود الى وضع عادي»، اي ان يوقف مجلس الامن الدولي النظر في الملف النووي الايراني.

وزار البرادعي ونائبه اولي هينونن، ومسؤول العلاقات الخارجية في الوكالة فيلموس سيرفيني طهران يومي الجمعة والسبت، حيث التقوا خامنئي واحمدي نجاد. وقال محمد علي حسيني المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية خلال مؤتمر صحافي في طهران امس «ايران مستعدة لإزالة جميع أوجه الغموض القائمة بحلول مارس». وقالت الوكالة الذرية ان «البحث تناول سبل تعزيز اجراءات بناء الثقة». واضافت «في موازاة تحقيق تقدم على صعيد تطبيق خطة العمل التي تم التوافق عليها في اغسطس 2007، تم التوصل الى اتفاق على مهلة اربعة اسابيع لتوضيح كل المسائل العالقة التي حددتها خطة العمل».

لكن دبلوماسيين غربيين ابدوا شكوكا، قائلين ان ايران تعلم منذ وقت طويل بالقضايا التي تثير قلق الأمم المتحدة، وتم الاتفاق اصلا على توضيحها مع نهاية العام الفائت.

وعلق دبلوماسي بريطاني طلب عدم كشف هويته لوكالة الصحافة الفرنسية، «لقد آن الاوان اذا للقيام بمعالجة هذه المسائل بدل الاستمرار في المماطلة». واضاف «القضية اساسا تتعلق بالثقة، وفقط عبر تعليق (تخصيب اليورانيوم) لافساح المجال امامنا للبدء بمفاوضات، سنصبح قادرين على بلوغ حل بعيد المدى يؤمن هذه الثقة».

واوضح دبلوماسي غربي آخر ان خطة العمل تشكل عنصرا من عدة عناصر اخرى. وقال «انها جزء يسير. فتعليق التخصيب وتطبيق البروتوكول الاضافي (لمعاهدة حظر الانتشار النووي) يفوقان الخطة اهمية». ويستخدم اليورانيوم المخصب لانتاج الوقود النووي وتصنيع السلاح النووي. ولا يزال الغرب يطالب ايران بتعليق اعمال التخصيب لتثبت للمجتمع الدولي، ان برنامجها النووي غير عسكري. لكن طهران تصر في المقابل على حقها في تطوير الطاقة النووية وترفض تعليق التخصيب في تحد لقرارات مجلس الامن الدولي. ولم يشر بيان الوكالة الذرية الصادر أمس، الى قضية التخصيب في شكل محدد. واكتفى بالقول ان «البحث تطرق ايضا خلال الزيارة الى اهمية تطبيق البروتوكول الاضافي واتخاذ تدابير اخرى من شأنها تعزيز الثقة بناء على طلب مجلس الأمن». ويتيح البروتوكول الاضافي تفتيشا غير محدود للمنشآت النووية يقوم به خبراء الوكالة الذرية. واورد بيان الوكالة ان ايران قدمت معلومات عن ابحاثها وانشطتها لتطوير جيل جديد من اجهزة الطرد المركزي. وذكر دبلوماسي مقرب من الوكالة قبل زيارة البرادعي النادرة، أن التحقيق دخل مرحلة أخيرة ستقوم فيها ايران بتناول تقارير سلمتها المخابرات الاميركية لمفتشي الامم المتحدة بشأن محاولات سابقة لاستخدام مواد نووية في عملية «تسلح».

الى ذلك اعلن البيت الابيض أمس، ان الاتفاق الذي توصلت اليه الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع ايران، ليس سوى خطوة، وانه ما يزال يجب على الجمهورية الاسلامية ان تعلق نشاطاتها النووية الاكثر حساسية. وصرح غوردن جوندرو الناطق باسم البيت الابيض في ابو ظبي، حيث يقوم الرئيس جورج بوش بزيارة ضمن جولة في الخليج، ليس بعيدا عن ايران، ان الايرانيين «يردون على الاسئلة المتعلقة بنشاطاتهم النووية السابقة، انها فعلا خطوة. غير انه ما يزال يتعين عليهم تعليق نشاطات التخصيب والتحويل». واضاف ان «صدور اعلان آخر من جانبهم، لا يعوض عن واجبهم احترام العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة».