موسى لن يصطحب معه وزراء خارجية عربا في زيارته المقبلة لبيروت

قال إنه ترك المبادرة للفرقاء اللبنانيين وسيعود لمعرفة رأيهم النهائي

عمرو موسى ووزير الخارجية السوري وليد المعلم في الاجتماع الوزاري العربي الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

استبعد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية أن يصطحب معه وفدا من وزراء الخارجية العرب في زيارته المقبلة إلى بيروت قائلا «إنه لم يخطط لهذا الأمر بعد، ولكن ربما يتم في جولات لاحقة»، وأكد «أن الدعم العربي لزيارته موجود».

وعما إذا كان الفرقاء اللبنانيون طرحوا مبادرات أخرى، أمام المبادرة العربية قال موسى «لقد تركت المبادرة العربية للفرقاء اللبنانيين، وسأعود مرة أخرى لمعرفة رأيهم النهائي فيها». واعتبر «أن لا تعارض بين المبادرات المختلفة». معلقاً «إن هذه الجولة تحضيرية لبدء الحوار حول الحل على أساس المبادرة العربية، والمسألة لن تكون في يوم أو اثنين»، مؤكدا «أن الزيارة الثانية يجب أن يكون فيها خطوة إلى الإمام».

وفي تصريحاته للصحافيين بمقر الجامعة العربية أمس في القاهرة أبدى موسى ارتياحا لأنه لم يكن هناك تراشق إعلامي بين الأطراف اللبنانية خلال الفترة الماضية، وقال «إن هذا أمر يخلق جوا يمهد لحوار هادئ للوصول لاتفاق».

ونبه موسى الفرقاء اللبنانيين إلى أن لبنان ذاته هو الذي يتعرض لتهديد وليس المعارضة، أو الأكثرية.

ورفض موسى الربط بين تأخير الحل للأزمة في لبنان وزيارة الرئيس الأميركي جورج بوش للمنطقة معتبرا ان «لا علاقة بين الأمرين».

وفى تعليقه على تصريحات بوش الذي اعتبر أن قرارات الشرعية الدولية بشأن حل القضية الفلسطينية جزءا من الماضي، قال موسى «إن القضية الفلسطينية لها أطرها وقواعدها، وأولها أن هناك احتلالا، وقد أقر الرئيس جورج بوش بوجود احتلال إسرائيلي يجب أن ينتهي، كما أكد وعده بأن يعمل على قيام دولة فلسطينية عام 2008، ولكن المهم أن تكون هذه الدولة فاعلة وحقيقية وتشمل القدس الشرقية، وأن يحل موضوع اللاجئين طبقا للتفاوض الذي طلبناه واقترحناه في المبادرة العربية». وأضاف موسى «إن حقوق اللاجئين الفلسطينيين لا يمكن إلغاؤها بمجرد تجاهلها أو يكتفي فيها بالأموال، ويجب العودة للتفاوض في هذا الموضوع طبقا للمبادرة العربية».

وكان ألبرتو ديني رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الإيطالي أعرب عن دعم بلاده الكامل للخطة العربية المتكاملة لحل الأزمة اللبنانية، وجهود الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في هذا الصدد، في حين كشف موسى خلال لقائه مع ديني أمس بمقر الجامعة العربية، عن أنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق خلال زيارته الأخيرة لبيروت، بسبب تمسك كل طرف بموقفه ورفض التحرك من الموقف الراهن. وقال المستشار عبد العليم الأبيض المتحدث الرسمى باسم الأمين العام للجامعة العربية «إن موسى أبلغ ديني أن المشكلة الأساسية ليست في التوافق على شخص الرئيس أو تعديل الدستور، لكن المشكلة في عدم وجود ثقة بين الأطراف وغياب سلوك رجال الدولة، وتغليب المصالح الشخصية على المصالح الوطنية، واعتماد كل فريق على الاستقواء بالخارج».

وأشار الأبيض إلى أن موسى حث كافة الأطراف على ضرورة الحفاظ على وحدة لبنان واستقراره، وتغليب المصالح الوطنية على أية مصلحة أخرى، مشيرا إلى أن الأمين العام سوف يحاول جمع الأطراف المتعارضة.

وقال الأبيض إن موسى أكد للمسؤول الايطالي أهمية الدور السوري في لبنان، بحكم العلاقات التاريخية بين البلدين، مضيفا أن الأمين العام شرح الجهود التي تقوم بها الجامعة العربية وزيارته الأخيرة إلى لبنان، ولقاءاته مع أطراف الأزمة والصعوبات التي واجهته هناك خلال مهمته، مشيرا إلى عدم التوصل إلى اتفاق بسبب تمسك كل طرف بموقفه ورفض التحرك من الموقف الراهن.

وأضاف الأبيض أن ديني أكد للأمين العام للجامعة العربية خلال اللقاء، دعم إيطاليا بشدة لخطة العمل العربية التي حملها الأمين العام معه إلى لبنان، والتي تهدف لحل الأزمة اللبنانية.

على صعيد آخر، قال المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية «إن لقاء موسى وديني تناول الوضع في الأراضي الفلسطينية»، مشيرا إلى أن موسى كرر موقفه بأن المطلوب هو تحسن على الأرض، وليس وعودا فقط، كما أكد في الوقت ذاته أن هناك تطورا في الموقف الأميركي، لكنه لا يرقى إلى مستوى الضغط على إسرائيل لحملها على الوقف الكامل لبناء المستوطنات، وضرورة مراجعة تنفيذ مقررات أنابوليس.

وأضاف «تناول اللقاء أيضا آخر مستجدات الأوضاع على الأرض والتحسن النسبي في العراق، حيث أكد الأمين العام أن الأوضاع ما زالت هشة رغم التحسن الأمني، وشدد على أهمية الدور العربي في أي حل لمشكلة العراق».