أولمرت: لا اتفاق مع عباس إلا بتطبيق خريطة الطريق في الضفة وغزة

عريقات لـ«الشرق الأوسط»: «المهم أن نصل إلى الاتفاق على الدولة ثم نبحث كيفية التطبيق»

قريبة احد ناشطي حركة حماس (منصور البيرم) تبكي خلال تشييع جنازته أمس في جنوب قطاع غزة (رويترز)
TT

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، ايهود اولمرت، ان الولايات المتحدة، تدعم موقف إسرائيل القاضي بعدم تطبيق أي شيء على ارض الواقع، ما لم يطبق الفلسطينيون التزاماتهم الواردة في خريطة الطريق بالضفة الغربية وغزة. وأضاف أولمرت في مستهل جلسة حكومته الأسبوعية، امس، ان «بوش أكد خلال زيارته لإسرائيل انه لا يمكن تنفيذ أي اتفاق مع الفلسطينيين قبل تطبيق خطة خريطة الطريق بكاملها». ويريد اولمرت القول للسلطة الفلسطينية، ان ضبط الامن في الضفة الغربية، وحدها، غير كاف بالنسبة للاسرائيليين، وهو ما اعلنه فعلا على لسان الرئيس الاميركي بقوله «ان الرئيس بوش أوضح أيضاً معارضته لفكرة الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، إذ أكد انه ستكون هناك دولة فلسطينية واحدة وليس دولتين».

وكان بوش قد قال أثناء لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله ان على أهالي غزة ان يختاروا ما بين حكومة تجلب لهم الشقاء (حماس)، وحكومة تجلب لهم الرخاء (فياض). وأوضح اولمرت لوزرائه، انه، والرئيس الاميركي، يتحدثان عن دولتين لشعبين، وليس ثلاث دول لثلاثة شعوب، (يقصد الضفة واسرائيل وغزة). وتابع «لذلك فان الفلسطينيين ملزمون بتطبيق خريطة الطريق في قطاع غزة رغم سيطرة حماس عليه». وتنص المرحلة الاولى من خطة «خريطة الطريق» على وجوب قيام السلطة الفلسطينية بتفكيك حركات المقاومة وجمع سلاحها ووقف التحريض ضد الاحتلال في المؤسسات التعليمية والدينية والاعلامية الفلسطينية. وتبدو دعوة أولمرت تلك، مستحيلة في ظل الوضع القائم، حيث لا تسيطر قوات الرئيس الفلسطيني محمود عباس على قطاع غزة منذ هزمتها حركة حماس منتصف يونيو (حزيران) الماضي. ويقول مسؤولون فلسطينيون ان طلب اسرائيل والولايات المتحدة من ابو مازن وقف صواريخ غزة، قضية تدعو للسخرية، اذ يعلم الطرفان ان لا سيطرة للسلطة على غزة. وتظهر غزة كـ«عقدة» رئيسة في تطبيق خطة خريطة الطريق، اذ يصر الاسرائيليون على ان التزامات الفلسطينيين وفق خريطة الطريق لوقف هجمات الناشطين وتفكيك منظمات مسلحة، تشمل كذلك قطاع غزة. ويعتبر تطبيق خطة خريطة الطريق الشرط الاساس، بالنسبة للاسرائيليين، من اجل الوصول الى اتفاق دولة فلسطينية. وهناك خلاف اصلا بين اسرائيل والسلطة، بشأن شكل الاتفاق الذي يريدان التوصل اليه بحلول نهاية العام. ويقول الاسرائيليون انهم سيعملون على إنجاز اتفاق «مؤجل التطبيق»، ويرهنون البدء في تطبيق الاتفاقات على الارض بقدرة الفلسطينيين على حفظ امن اسرائيل، الذي تعهد بالحفاظ عليه، الرئيس الاميركي جورج بوش اثناء زيارته الى اسرائيل. وأقر الفلسطينيون بأنهم يبحثون مرحليا، عن اتفاق. وقال المفاوض صائب عريقات لـ«الشرق الاوسط» ان «المهم ان نصل الى الاتفاق على الدولة، ثم نبحث كيفية التطبيق». ويرى مراقبون أن السلطة وقعت مجددا في فخ تطبيق خطة خريطة الطريق التي جربت سابقا، وسيبقيها الاسرائيليون ذريعة للتنصل من اي اتفاق. ومن غير المعروف، حسب مراقبين ما اذا كان الطرفان، سيستطيعان التوصل الى اتفاق نهائي، بحدود نهاية العام، وما اذا كان يعني ذلك بالضبط، قدرة عباس على اعلان الدولة الفلسطينية، كما يريد، خصوصا انه لا يسيطر على نصف شعبه. وان التوصل الى اتفاق نهائي، لن يعني بالضرورة تطبيقه سريعا. وتشترط الحكومة الاسرائيلية، استمرار المفاوضات مع عباس، بمواصلته مقاطعته للحوار مع حركة حماس. كما تولي اهتماما كبيرا بمحاربة التنظيمات المسلحة هناك، خوفا من تعاظم قوتها التي يقر بها الجيش الاسرائيلي اليوم. وقال رئيس الشاباك الاسرائيلي يوفال ديسكن، امس، ان قوات الاحتلال قتلت خلال العامين الماضيين حوالي 1000 فلسطيني ممن سماهم بـ«الارهابيين».

واضاف ديسكن ان الجيش الاسرائيلي، والشاباك (الامن الداخلي) نجحا بالمس بـ«خُمس» الملسحين في قطاع غزة، والذين يقدر عددهم بـ 20 الف مسلح من مختلف التنظيمات، مشيرا الى اصابة وتحييد عدد اكبر من المسلحين، يختلف عن الأعداد المعلنة والمسجلة.

من جهته، قال وزير الامن الداخلي إفي ديختر خلال جلسة مجلس الوزراء، انه يتوجب على الحكومة ان توعز الى جيش الاسرائيلي بتغيير نمط عملياته في قطاع غزة نظرا لاستمرار ما وصفه بحرب الاستنزاف (في اشارة الى الصواريخ الفلسطينية). وأوضح ديختر «ان ثلاثة الاف من سكان سديروت قد غادروا المدينة حتى الآن»، مشددا على ان الجيش الاسرائيلي يجب ان يقوم بنشاط يجبر مدنيين فلسطينيين على الهجرة ايضا.

الى ذلك، قتل مقاومان من كتائب القسام ـ الجناح العسكري لحركة حماس وأصيب اثنان آخران بجراح في قصف إسرائيلي استهدف الليلة قبل الماضية موقعاً للتدريب تابعا للكتائب في منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة. وأفادت مصادر طبية في مستشفى ناصر الحكومي في خان يونس، أن طائرة استطلاع إسرائيلية قصفت بثلاثة صواريخ الموقع الذي يقع في منطقة معن جنوب شرقي خان يونس، مما أدى إلى مقتل مقاومين وإصابة اثنين آخرين بجراح وصفت جراحهما بالمتوسطة. من ناحيتها، قالت كتائب القسام انها اسقطت منطاداً اسرائيلياً للتجسس كان يحلق في سماء خان يونس. وفي بيان تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه، اوضحت الكتائب ان وحدة الدفاع الجوي في الكتائب استهدفت منطادا إسرائيليا تجسسيا يحلق في سماء المنطقة الشرقية من خان يونس بالأسلحة الرشاشة.