ليبرمان اقرب الى الانسحاب من الائتلاف الحكومي مع بدء مفاوضات الحل الدائم

وزير الشؤون الاستراتيجية أثارت تهديداته جدلا ومكتب أولمرت لا يرى ما يبرر انسحابه

TT

قالت مصارد اسرائيلية، ان وزير الشؤون الاستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان، (رئيس حزب اسرائيل بيتنا) سيلتقي اليوم، رئيس الوزراء الاسرائيلي، إيهود أولمرت، وسيطالبه بعدم إجراء أي مفاوضات مع الفلسطينيين في ما يخص القضايا الجوهرية «القدس واللاجئين والحدود الدائمة».

ويأتي ذلك، في وقت صعد فيه ليبرمان من تهديده بالانسحاب من الائتلاف الحكومي إذا ما شرعت الحكومة الإسرائيلية في المفاوضات حول قضايا الحل الدائم مع السلطة الفلسطينية. وحددت الجلسة مع اولمرت بطلب شخصي من ليبرمان، بعد الاعلان عن تشكيل لجنة مفاوضات عليا للتفاوض في قضايا الحل الدائم. وكان ليبرمان قد أوضح أنه لا ينوي إثارة أزمة ائتلافية في فترة زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش للمنطقة، إلا أنه سيطالب أولمرت بتقديم إيضاحات اكثر تتعلق بالمفاوضات مع الفلسطينيين.

وقالت صحيفة هآرتس الاسرائيلية، ان في أوساط كبار المسؤولين في حزب "يسرائيل بيتنا"، يسود التقدير، أن ليبرمان يستعد لإمكانية الانسحاب من الحكومة في الأيام القريبة. وكان ليبرمان قد قال في وقت سابق، إن المفاوضات مع الفلسطينيين حول قضايا الحل الدائم هي خط أحمر، وسبب كاف للانسحاب من الائتلاف الحكومي. وأضافت الصحيفة ان ليبرمان سيعقد اجتماعا لسكرتارية الحزب يوم الثلاثاء المقبل، من أجل بحث نتائج جلسته مع أولمرت، ومستقبل الشراكة، في الائتلاف الحكومي.

وقال مسؤولون في «اسرائيل بيتنا» إن ليبرمان يجري مشاورات حول الخطوات التي ينبغي أن يتخذها الحزب على ضوء المستجدات. ويقولون إنه (ليبرمان) يمهد الطريق للانسحاب قبل نشر تقرير لجنة فينوغراد النهائي حول حرب لبنان، لأنه يخشى من أن يصبح وزير الدفاع إيهود باراك، هو من سيحدد الخطوات اللاحقة والأجندة السياسية.

ويعتقد مراقبون في اسرائيل، أن ما يدفع ليبرمان إلى التفكير في الانسحاب هو وضع حزبه السيئ في استطلاعات الرأي، وأنه سيقوم ببعض الخطوات من أجل كسب تأييد جمهور اليمين. ويشير المراقبون في نفس الوقت، إلى أن أولمرت قد لا يتمسك بليبرمان هذه المرة، لأن دوره في الحكومة لم يعد ذا فعالية بعد زيارة بوش. على اعتبار ان اولمرت استخدمه كذريعة لكسب وضعية محددة لإسرائيل في المفاوضات مع الفلسطينيين، بحجة الضغوطات الداخلية. الا انه (اولمرت) حصل على كل ما يريد من بوش، ولم يعد بحاجة إلى ليبرمان، لذلك من المرجح أن لا يقدم له تنازلات كي يقنعه بالبقاء. كما لمح مراقبون إلى أن أولمرت يرغب في هذه الفترة في ان يظهر كمن خسر جزءا من ائتلافه، بسبب «رغبته في إحلال السلام».