بغداد: إجراءات أمنية مشددة ومنع سير الدراجات النارية استعدادا لذكرى عاشوراء

انتشار 20 ألف رجل أمن.. وغطاء جوي لحماية الزوار في كربلاء

ايرانيات داخل مرقد الامام العباس في مدينة كربلاء لإحياء ذكرى عاشوراء أمس (أ.ف.ب)
TT

فيما أعلن مسؤول أمني عراقي كبير عن جملة من الاجراءات الاحترازية من بينها منع حركة الدراجات النارية في العاصمة بغداد ومنع حمل السلاح اثناء إحياء ذكرى مقتل الامام الحسين التي ستبلغ ذروتها الاحد المقبل، أنهت مدينة كربلاء استعداداتها لاستقبال الزوار الذين يتوجهون اليها لإحياء المناسبة.

وأوضح العميد قاسم عطا الناطق الرسمي باسم خطة «فرض القانون»، أمس، أن قرار منع الدراجات النارية من السير في شوارع العاصمة اعتبارا من الساعة السادسة من صباح غد وحتى إشعار آخر «جاء لمنع الارهابيين من استخدام الدراجات النارية في الهجوم على مواكب العزاء والمتوجهين الى الكاظمية للاحتفاء بالعاشر من محرم»، حسبما اوردته وكالة الانباء الألمانية.

ودعت قيادة عمليات بغداد في بيان تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه الى عدم حمل الأسلحة بمختلف أنواعها من قبل المواطنين وعدم اصطحاب الاطفال وعدم تناول الاطعمة والاشربة إلا من الأشخاص المعروفين من قبل الأجهزة الأمنية وأصحاب المواكب. كما دعت الى «عدم تصديق الإشاعات المغرضة أو الترويج لها والتي من شأنها إثارة الهلع بين المواطنين وعدم حمل الحقائب بمختلف أنواعها ومنع حمل أجهزة الاتصال (الموبايل، الثريا، اللاسلكي، أجهزة الموتورلا) من قبل المواطنين. والسير في الطرق المؤمنة من قبل الأجهزة الأمنية وإخبار الأجهزة الأمنية عن العناصر المشبوهة أو الاجسام الغريبة والمحافظة على الهدوء وفسح المجال أمام الأجهزة الأمنية والتعاون معها عند حدوث أي ظرف طارئ».

ويشار الى ان عددا كبيرا من أهالي بغداد يحيون ليلة التاسع والعاشر من محرم في مدينة كربلاء (105 كلم جنوب بغداد) في حين يحيي آخرون تلك الشعائر في مدينة الكاظمية مواساة للامام موسى الكاظم في ذكرى وفاة الامام الحسين في العاشر من محرم من كل عام.

يذكر أن الامام الحسين قتل في معركة على أرض كربلاء عام 61 هجرية وأن الشيعة يحيون هذه المناسبة كل عام؛ إذ تتوافد أعداد تقدر بمئات الآلاف إلى المراقد المقدسة في النجف وكربلاء، لتأدية الزيارة وإقامة الطقوس الدينية الخاصة بهذه المناسبة.

وفي مدينة كربلاء، ينتشر أكثر من عشرين ألف رجل أمن في شوارع المدينة، حيث رفعت الرايات السوداء في جميع أرجائها وخصوصا فوق مرقد الحسين منذ اليوم الأول من شهر محرم؛ في اشارة لانطلاقة مراسم إحياء الذكرى.

ويسير في شوارع كربلاء طوال الايام العشرة الاولى من محرم مئات الآلاف من الزوار الشيعة القادمين من مختلف ارجاء البلاد ودول اسلامية مثل ايران وباكستان وتبلغ اعدادهم بالملايين يوم الذروة. ويسود اللون الاسود المدينة، حيث مرقدا الحسين وأخيه غير الشقيق العباس، كما ترتديه غالبية الزوار فضلا عن تعليق اللافتات والرايات السوداء.

وتنتشر السرادق والمواكب التي ترفع صورا للامام الحسين في شوارع المدينة، حيث يتولى القائمون عليها تقديم الخدمات والطعام للزوار، وسط الترحاب الحار بالجميع، مؤكدين ان ذلك خدمة «للامام الشهيد».

ووفقا لمكتب المرجع الكبير آية الله علي السيستاني، سيكون العشرون من يناير (كانون الثاني) الحالي، موعدا لإحياء ء ذكرى عاشوراء. ويؤكد عبد الامير الحميري، رئيس هيئة تنظيم المواكب الحسينية في العراق، أن «أكثر من ثلاثمائة موكب تضم المئات من العاملين على خدمة الزوار، وتبث اناشيد دينية (...) وهيئتنا تتولى تنظيم عمل ووجود هذه المواكب». ويشير الى «توقعات بوصول مواكب من الطلاب الجامعيين وعددهم حوالى ثلاثين ألفا من مختلف الجامعات العراقية».

من جهته، قال أحمد عبد الحسين مدير دائرة السياحة في كربلاء لوكالة الصحافة الفرنسية «هناك الكثير حاليا من الزوار الايرانيين القادمين لإحياء عاشوراء»، مشيرا الى «توقيع اتفاقية بين العراق وايران لتنظيم زيارة المراقد منذ فبراير (شباط) 2005 وخصوصا في المناسبات المهمة مثل عاشوراء.

ويقول محمد تقي فيروزي (50 عاما) احد الايرانيين ان «زيارة عاشوراء فرصة لا تقدر بثمن على الرغم من التحذيرات من احتمال وقوع اعمال عنف واحداث ارهابية». من جانبه، قال اللواء شاكر جودت قائد شرطة كربلاء «أعددنا خطة أمنية لتنظيم حركة الزوار الوافدين خلال ايام عاشوراء يشارك فيها اكثر من عشرين ألفا من عناصر الامن». وأكد ان «دعما جويا عراقيا ومن قوات التحالف ستدعم تنفيذ الخطة الامنية».

وقسمت كربلاء الى احدى عشر منطقة، توزع فيها الآلاف من عناصر الامن. كما سيتم نشر قوات في مواقع شمال وجنوب المدينة وفي بحيرة الرزازة (25 كلم غرب كربلاء) وفي نهر الهندية (20 كلم غرب كربلاء)، وفقا للمصدر.

بدوره، أكد محافظ كربلاء عقيل الخزعلي أن «دوائر الخدمات في المحافظة استنفرت طاقاتها لتقديم الخدمات للزائرين». وأضاف «كما قامت مستشفيات المدينة بإعداد خطة واسعة عبر تجهيز أكثر من خمسين سيارة اسعاف وكوادر طبية، لتقديم الخدمات للزائرين».

كما أشار الخزعلي الى تنظيم حركة المواكب التي منعت من حمل اي نوع من السلاح، في المدينة وفق بطاقات تعريف أعدت لهذا الغرض.