السودان يحتفل بالذكرى الثالثة لتوقيع السلام بين الشمال والجنوب

TT

احتفل السودان أمس بالذكرى الثالثة لتوقيع اتفاق السلام بين الشمال والجنوب، بمدينة واو الجنوبية. ووضع الاتفاق الذي وقع في التاسع من يناير (كانون الثاني) 2005، حدا لعقود من الحرب الاهلية في البلاد. وحيا المشاركون في الاحتفال زعيم الحركة الشعبية الراحل الدكتور جون قرنق الذي قتل في حادث تحطم طائرة بعد اشهر قليلة من توقيع اتفاق السلام.

وتضمن الاحتفال عرضا عسكريا للقوات المشتركة من الجيش السوداني والحركة الشعبية. ويأتي الاحتفال بعد ايام من تسوية خلافات كبيرة وقعت بين حزب المؤتمر الوطني بزعامة البشير والحركة الشعبية حول تنفيذ بنود الاتفاق. وقال سلفا كير، النائب الأول للرئيس السوداني، في لقاء جماهيري بمناسبة الاحتفال إن الاحتفال بيوم السلام يعكس مدى الجدية في تنفيذ اتفاق السلام الشامل، وجدد تأكيده عدم العودة لمربع الحرب، ومواصلة التعاون مع المؤتمر الوطني لإنفاذ بنود السلام كافة. وقال إن الحرية التي تشهدها البلاد هي أهم ثمرات السلام والاستقرار. واعتبر التاسع من يناير يوما قوميا يمنح السودان دافعا لمزيد من التطور والنماء.

من جانبه، قال علي عثمان محمد طه، نائب الرئيس السوداني في الاحتفال، ان «المجهولين من البسطاء الذين صبروا بعيدين عن الأضواء قد ساهموا في صنع السلام».

من جهة أخرى، ألغى الحزب الشيوعي السوداني امس اجتماعاً مشتركاً مع المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس السوداني عمر البشير على خلفية احداث جامعة الجزيرة التي راح ضحيتها الطالب معتصم حامد ابو القاسم، معتبراً ان الظروف الحالية غير مواتية للاجتماع مع المؤتمر الوطني، فيما اعلنت سكرتارية الجبهة الديمقراطية انسحابها من سكرتارية نبذ العنف حتى يتم تقديم الجناة لمحاكمة عادلة. وقال رئيس اللجنة، من جانب الحزب الشيوعي، الدكتور الشفيع خضر لـ«الشرق الاوسط» ان حزبه قرر عدم حضور اول اجتماع للجنة المشتركة مع المؤتمر الوطني امس، واضاف الشفيع ان اصابع الاتهام تشير لطلاب منسوبين لحزب المؤتمر الوطني وان تعليق الاجتماعات سببه عدم الجدية التي تصل الى مرحلة القتل.

وقال إن اللقاء كان من المفترض ان يتطرق لتنفيذ اتفاقيات السلام والتحول الديمقراطي وقضايا الممارسة السياسية السالبة والموجبة وبالاضافة الى قضية دارفور والانتخابات، مطالباً السلطات اجراء تحقيق عادل في القضية وتقديم الجناة للقانون وعدم التستر عليهم، مشيرا الى ضرورة التصدي لايقاف ظاهرة العنف في الجامعات «التي ستلقي بظلالها على الساحة السياسية وتسبب خسارة كبيرة للشعب السوداني».

وكان الحزبان قد شكلا لجنة مشتركة بينهما بعد اول اجتماع عقده الرئيس السوداني عمر البشير، وزعيم الحزب الشيوعي محمد ابراهيم نقد، الشهر الماضي اتفقا على استمرار الحوار بينهما حول التحول الديمقراطي وقضية دارفور والانتخابات العامة التي ستجرى في العام المقبل.

وفي ذات السياق قالت سكرتارية الجبهة الديمقراطية (التنظيم الطلابي للشيوعيين) على لسان مروان مصطفى ان الطالب معتصم حامد كان مستهدفا من قبل طلاب منسوبي المؤتمر الوطني، داعياً الاجهزة المعنية باجراء تحقيق عادل وتسليم الجناة باسرع فرصة، رافضا الافصاح عن اسماء الطلاب الذين ارتكبوا الجريمة. وقتل الطالب معتصم ابو العاص (هندسة قسم حاسوب) بعد تعرضه للطعن بسكين اتهم فيه طلاب المؤتمر الوطني الحاكم في مركز كلية التربية بجامعة الجزيرة (وسط السودان) أول من امس، واصيب ما لا يقل عن عشرة آخرين ينتمون الى تنظيم الجبهة الديمقراطية. وتسلمت اسرة الطالب القتيل جثمانه ونقل الى الأبيض بغرب السودان مسقط رأسه.