وزير خارجية الكويت يزور طهران لبحث الجرف القاري وتشجيع الاستثمار بين البلدين

نائب السفير الإيراني لـ «الشرق الأوسط»: اللجان الفنية لم تجتمع في موعدها المقرر والجرف القاري لن يحسم اليوم

TT

يزور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي، الشيخ الدكتور محمد الصباح، اليوم العاصمة الإيرانية طهران للمشاركة في الاجتماع الأول للجنة الكويتية ـ الإيرانية المشتركة.

وستبحث اللجنة ملفات عالقة بين البلدين على رأسها ترسيم الجرف القاري الواقع في المنطقة الحدودية البحرية بين البلدين، إلى جانب توقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي وتشجيع الاستثمار المشترك من قبل البلدين، وبحث مشروع قديم لنقل المياه والغاز من إيران إلى الكويت.

ورغم تأكيدات الجانب الكويتي أن ملفي الجرف القاري ونقل المياه والغاز سيكونان على جدول أعمال المباحثات، إلا أن نائب رئيس البعثة الإيرانية في الكويت، محمد منيري، استبعد التوصل إلى أي اتفاق بهذا الشأن بين الطرفين، كون الموضوعات بحاجة إلى مزيد من البحث، وتعتريها مسائل وتفاصيل فنية تعمل فرق من الجانبين على بحثها.

وأكد منيري في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» أن اللجنة المشتركة التي ستعقد برئاسة وزيري خارجية البلدين اليوم في طهران «ستوقع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي وتشجيع الاستثمار المشترك من قبل البلدين، كما ستبحث مشروع نقل المياه والغاز من إيران إلى الكويت، إلا أنه من المستبعد التوقيع على اتفاقية نهائية للمشروع في هذا الاجتماع، نظرا لوجود مسائل فنية عالقة لم تحسم بعد».

وبين أنه خلافا لما أُعلن في الكويت، فإن «الاجتماع لن يحسم ملف الجرف القاري، بل سيطرح بشكل هامشي، نظرا لأن الخبراء القانونيين والفنيين المعنيين بحل الملف لم يجتمعوا في الموعد الذي كان مقررا لهم قبل مدة».

واستبعد منيري وجود علاقة بين زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش للكويت يوم الجمعة الماضي وزيارة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي لطهران اليوم، لأن «موعد انعقاد اللجنة المشتركة الكويتية ـ الإيرانية حدد قبل أن يفكر بوش في زيارة الكويت والمنطقة» على حد وصفه.

وحول وجود احتمال لنقل الشيخ محمد الصباح رسالة إلى طهران، قال نائب رئيس البعثة الإيرانية في الكويت إن «هناك محادثات مباشرة بين أميركا وإيران تتعلق بالأوضاع العراقية، ولا أعلم عن نقل الكويت رسالة لطهران من واشنطن».

ورأى منيري في رده على سؤال حول رؤيته لزيارة الرئيس بوش لدول الخليج العربية ضمن جولته في المنطقة «أنها جاءت بعد التقارب الذي حدث بين الدول العربية الخليجية وإيران، نظرا للقلق الأميركي من أن تلبي هذه الدول اثني عشر مقترحا طرحها الرئيس الإيراني على قادة دول مجلس التعاون في قمة الدوحة، وضمن إطار السياسة الخارجية الأميركية التي تقول للبلدان العربية إن الكيان الصهيوني ليس خطرا على هذه الدول، إنما الخطر من إيران حسب قول بوش».

وأضاف منيري «لهذا قام بوش بزيارة المنطقة لإزالة هذا التقارب أو إيجاد عوائق أمامه، وفي مقابل ذلك شاهدنا نداءات وأصواتا من داخل بلدان المنطقة على الصعيدين الرسمي والشعبي، تشير إلى وجود علاقات استراتيجية مع أميركا وكذلك علاقات طبيعية مع الجارة الكبيرة إيران، لأننا نعيش في منطقة واحدة وتوجد فيها قواسم مشتركة لا توجد مع الآخرين».

وحول التهديدات الأميركية ضد إيران التي تضمنها خطاب بوش في دولة الإمارات العربية المتحدة، قال نائب رئيس البعثة الإيرانية في الكويت أن «إيران لا تخاف من مثل هذه الهجمات الكلامية لبوش، ولهذا بثت قنوات تلفزيونية أكثر من مرة هذا الخطاب ومنها شبكة برس الناطقة باللغة الإنجليزية».

واعتبر منيري أن سبب التصعيد الأميركي في هذا الوقت، قاصدا حادثة مضيق هرمز «راجع لأن الأميركيين ضخموا هذا الأمر في وسائل الإعلام، تزامنا مع زيارة بوش إلى المنطقة، وما حدث هو أن إيران طبقت الأنظمة الدولية للتعرف على أي عائمة في مضيق هرمز وهذا ليس بجديد، حتى أن السفن الأميركية تعطي المواصفات الكاملة لها عندما يطلب منها ذلك، كما أن «البنتاغون» تراجع عن روايته الأولى والفيلم المزيف الذي بثه، بعد أقل من أربع وعشرين ساعة من بث إيران الفيلم الوثائقي لهذا الحادث».