الإسرائيليون والفلسطينيون يتفقون على مفاوضات «على نار هادئة» حول التسوية الدائمة

أكدوا أنها لن تكون سرية ولن تتم أمام عدسات الإعلام.. وأولمرت يعتبر 2007 الأهدأ بعد زوال العمليات التفجيرية

TT

اتفق رئيسا الوفدين المفاوضين، أحمد قريع (أبو العلاء)، عن السلطة الفلسطينية، وتسيبي لفني، عن الحكومة الإسرائيلية، أمس، على مواصلة المفاوضات بينهما حول القضايا الجوهرية في الصراع (القدس واللاجئين والحدود والأمن والمياه)، على نار هادئة وبعيدا عن أعين الصحافة والاعلام.

وقالت لفني (وزيرة الخارجية الاسرائيلي)، في ختام لقائها مع أبو العلاء (رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق)، في القدس ظهر أمس، ان تجربة الماضي دلت على ان المحادثات التي تتم أمام عدسات الكاميرات تتسبب في اتخاذ مواقف متطرفة لدى الطرفين والى تشويه حقيقة ما يقال في غرف التفاوض والى رفع سقف التوقعات، وبالتالي رفع منسوب خيبة الأمل، وتؤدي الى انفجار جديد للعنف. وسئلت إن كان الهدف من ذلك هو اجراء مفاوضات سرية، فأجابت: «كلا. سوف تجري المفاوضات من الآن فصاعدا بشكل مكثف وبوتائر عالية ولكن من دون وسائل اعلام ترافق كل لقاء ومن دون بيانات صحافية ومقابلات. نحن نريد أن نعمل. وأنتم تحكمون على النتائج». وكان لقاء أمس قد بحث في القضايا الجوهرية للصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني، وفق الإرشادات التي وجهها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ورئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، في الأسبوع الماضي عشية وصول الرئيس الأميركي، جورج بوش، الى المنطقة. وحسب هذه التوجيهات فإن الطرفين سيسعيان الى التوصل الى اتفاق على مبادئ التسوية الدائمة للصراع، وفقا لمبدأ «دولتين للشعبين»، حتى نهاية السنة. وتحدث أولمرت عن هذه المفاوضات، الليلة قبل الماضية، خلال لقاء مع قادة حزبه «كديما»، فقال ان الاسرائيليين والفلسطينيين يفتتحون حاليا عهدا جديدا في تاريخهما، نحو التوصل الى اتفاق مبادئ للسلام الدائم، مسلحين بالقناعة بأن الغالبية الساحقة من الشعبين تريد السلام ومسلحين بدعم رئيس أميركي صديق حميم لاسرائيل. وقال ان هذه المفاوضات مفترض ان تنتهي خلال السنة، ولكن هذا لا يعني ان هذا الموعد نهائي وقاطع، فقد تتعرقل المفاوضات.

وهنا رد على أولئك الذي يهددون بتفكيك الحكومة على خلفية الدخول في مفاوضات جدية حول القضايا الجوهرية، بالقول انه «لا يوجد أي سبب حقيقي يجعل أحدا ينسحب من الحكومة. فنحن ما زلنا في بداية المفاوضات ولا يوجد شيء على الأرض، ولن يكون أي شيء على الأرض قبل أن يتم تنفيذ المرحلة الأولى من «خريطة الطريق»، القاضية بانجاز فلسطيني ملموس لمكافحة الارهاب».

واعتبر أولمرت سنة 2007 «واحدة من أفضل السنوات التي تعيشها اسرائيل من الناحية الأمنية. فقد انقرضت بشكل شبه نهائي العمليات التفجيرية داخل اسرائيل وانخفض الى الحد الأدنى عدد القتلى الإسرائيليين وقتل مئات الإرهابيين الفلسطينيين. وتوقف اطلاق الصواريخ من طرف حزب الله في لبنان». وتطرق الى الوضع في قطاع غزة، فقال: ينسى البعض لدينا ان الصواريخ كانت تطلق على البلدات الاسرائيلية طول الوقت في السنوات الماضية. ونحن نذكرهم بأن الجيش الاسرائيلي يعمل بوتائر غير مسبوقة لمكافحة هذه الصواريخ ومطلقيها.

ورفض أولمرت المطلب الذي يطرحه اليمين الاسرائيلي للقيام بعملية اجتياح واسعة الى قطاع غزة. وقال صراحة إنه يعارض في مثل هذه العملية في الوقت الحاضر. وقال: لا تستهينوا بما يقوم به الجيش حاليا، ولا نحتاج في الوقت الحاضر الى ما هو أكثر من ذلك. فعلينا عندما نقرر حجم ومدى عملياتنا أن نحسب جيدا كل شيء، بما في ذلك الثمن. فليس علينا ان نغامر أو أن ندفع ثمنا غير محسوب.

من جهة ثانية، أدلى الرئيس الاسرائيلي، شيمعون بيريس، أمس، بتصريحات حول المسار السياسي قال فيها ان أولمرت وعباس يريدان التوصل الى اتفاق سلام يضع حدا لمعاناة الشعبين وينقلهما الى عصر جديد. لكن الصراعات السياسية الاسرائيلية الداخلية تشد بالمسار الى الوراء. وقال: «الفرق بين المفاوضات على صفقة اقتصادية والمفاوضات على صفقة سياسية، هو انه في الاقتصادية يتفاوض كل فريق مع الفريق الآخر. أما في الصفقة السياسية فإن كل طرف يتفاوض مع فريقه». وكشف بيريس ان الرئيس الأميركي، جورج بوش، قال لمضيفيه الإسرائيليين ما يلي: «قولوا لي ما الذي تريدونه وأنا مستعد لعمله. لكن اعلموا انه لا يوجد معكم كل الوقت بلا حدود. تتفاوضون نعم، ولكن ليس لمجرد الكلام. يجب أن تتحركوا على الأرض. يجب أن تنجزوا شيئا».