باكستان : اشتباكات بين قوات الأمن ومتشددين تودي بحياة 30 شخصـا

كبير المراقبين الأوروبيين ينتقد استغلال الأحزاب الباكستانية مقتل بوتو

جندي باكستاني يحرس إحدى المناطق المزدحمة في مدينة بيشاور الحدودية أمس (أ.ب)
TT

قال ضابط بالجيش الباكستاني إن قوات الامن الباكستانية قتلت 23 متشددا قبليا وفقدت هي سبعة من رجالها في قتال اندلع بعد أن نصب قبليون كمينا لقافلة قوات أمنية في شمال غربي باكستان. وقال سكان في منطقة مهمند القبلية الواقعة على الحدود مع أفغانستان ان الجيش فتح نيران المدفعية والطائرات الهليكوبتر بعد الهجوم الذي تعرضت له القافلة الامنية في وقت مبكر من صباح امس. وقال الضابط الذي طلب عدم نشر اسمه: «اندلع القتال الساعة السابعة والنصف عندما هاجم متشددون قافلة أمنية». وكانت القافلة متوجهة صوب بلدة رئيسية في منطقة مهمند عندما تعرضت لإطلاق نيران. ولم ترد من قبل سوى القليل من التقارير عن الاشتباكات في مهمند إلا أن أعمال العنف التي يقوم بها متشددون امتدت في شمال غربي باكستان منذ منتصف عام 2007 بعد أن اقتحمت قوات خاصة المسجد الاحمر في إسلام أباد لقمع حركة تسير على نهج طالبان ظهرت في العاصمة. ومنطقة مهمند متاخمة لباجور وهي منطقة قبلية أخرى تعرف بأنها معقل لدعم الجماعات الموالية لتنظيم «القاعدة». وفي إقليم وزيرستان الجنوبية أحد أكثر المناطق اضطرابا على الحدود قرر اجتماع مجلس قبيلة وزير امس تجميع قوة من 600 من رجال القبائل اليوم لقتال المتشددين الاجانب وأي من يأويهم. وقال أحد شيوخ القبيلة لرويترز في وانا ـ البلدة الرئيسية في وزيرستان الجنوبية «سنحدد مهلة تستمر ثلاثة أيام لأي من يوفر المأوى للاجانب للتوقف عن ذلك، وإلا سنتخذ إجراءات ضدهم». وقتل رجال قبائل أربعة متشددين من الاوزبك في وزيرستان الجنوبية خلال مطلع الاسبوع. وباكستان لديها نحو مئة ألف جندي في المناطق القبلية يحاولون القضاء على عدد من أمراء الحرب لطالبان المحلية والجماعات المتشددة، وبعضها يحاول إعطاء الدعم لـ«القاعدة» والمقاتلين الاجانب الاخرين. ويلقى باللوم على مقاتلي تنظيم «القاعدة» وطالبان في إصدار أوامر بتنفيذ العديد من التفجيرات الانتحارية في مختلف أنحاء باكستان في العام الماضي في محاولة لزعزعة استقرار الدولة المسلحة نوويا التي تستعد لانتخابات برلمانية حاسمة في 18 فبراير (شباط) المقبل.

وفي هامبورغ (ألمانيا) أعرب رئيس بعثة مراقبة الانتخابات التابعة للاتحاد الأوروبي عن قلقه من استغلال مقتل زعيمة المعارضة بي نظير بوتو وذلك قبل شهر من موعد الانتخابات المزمعة في باكستان. وقال الدبلوماسي الألماني ميشائيل جالر أمس في تصريحات لإذاعة «دويتش لاند راديو كولتور» إن جميع الأحزاب في باكستان تحاول استغلال مقتل بوتو لصالح حملاتها الانتخابية. وأضاف النائب في البرلمان الأوروبي أن مسألة إحصاء الأصوات في الدوائر الانتخابية من شأنها إضفاء الشفافية على سير العملية الانتخابية وقال: «لا يوجد كومبيوتر مركزي يمكنه تغيير النتائج في العاصمة كما شاهدنا في كينيا، على سيبل المثال».