الهاشمي يدعو إلى «خارطة طريق».. ويعلن: جبهة التوافق جاهزة للعودة إلى الحكومة

طالباني يستميل الفضيلة إلى تحالف الأكراد والحزب الإسلامي

عبد العزيز الحكيم وطارق الهاشمي في مؤتمر صحافي مشترك بعد لقائهما في بغداد امس («الشرق الأوسط»)
TT

شهد العراق أمس جملة من اللقاءات السياسية رفيعة المستوى بين القادة العراقيين ترمي الى حلحلة العملية السياسية. وفيما لمح طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي، عقب لقائه بعبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، لاحتمال عودة قريبة لجبهة التوافق الى الانضمام الى الحكومة، أعرب الرئيس العراقي جلال طالباني عن رغبة التحالف الكردستاني في إقامة تحالف مع حزب الفضيلة مشابه للذي عقده مع الحزب الاسلامي. وقال الهاشمي في مؤتمر صحافي مع الحكيم في بغداد، ان الاجتماع بحث «في كيفية دفع العملية السياسية الى الامام... وتحقيق دفع جديد في العملية السياسية وفي هذا الركود الذي لم يسبق له مثيل منذ سقوط النظام».

وجاء اعلان الهاشمي بعد يوم واحد فقط من تشكيل تحالف عربي من قوى شيعية وسنية في البرلمان لدعم الحكومة ردا على مذكرة التفاهم التي وقعها الحزب الاسلامي العراقي مؤخرا مع الحزبين الكرديين الرئيسين في البلاد.

وتحدث الزعيمان عن احتمال قرب اجراء تغيير للعملية السياسية في البلاد، مؤكدين على ان التغيير «سيكون افضل في حالة اجرائه من داخل العملية السياسية وليس من خارجها». وقال الحكيم «سيشهد العراقيون هذا التقدم خلال الايام والأسابيع القليلة القادمة». ووصف الهاشمي عملية التغيير الداخلي هذه بأنها «رؤية صائبة» وقال ان جبهة التوافق «جاهزة لاحتلال مقاعدها في الحكومة».

وكانت جبهة التوافق العراقية قد سحبت وزراءها الخمسة اضافة الى منصب نائب رئيس الوزراء من الحكومة في بداية شهر اغسطس (آب) بعد وصول خلافاتها مع الحكومة الى طريق مسدود وعدم استجابة الحكومة لعدد من المطالب كانت الجبهة قد تقدمت بها في وقت سابق تدعو في مجملها الى اعطاء الجبهة دورا اكبر في العملية السياسية وإطلاق سراح السجناء. وأدى انسحاب التوافق من الحكومة اضافة الى انسحاب لاحق للكتلة الصدرية والقائمة العراقية الى تعطيل دور الحكومة وتحجيم تأثير دورها على مجمل العملية السياسية.

وكشف الهاشمي النقاب عن انه ينتظر ردا من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حول ما أنجزته الحكومة من المطالب (التي) تقدمت بها «جبهة التوافق». واضاف «نحن في حقيقة الامر مرنون في هذا الجانب.. ونعتقد ان مصلحة العراق تقتضي ليس فقط عودة جبهة التوافق لكن كل الكتل السياسية التي تركت مقاعدها في الحكومة». ومضى يقول «لكن لنبدأ بداية حسنة تستند الى اتفاقات وعلى خارطة طريق ملزمة بتوقيتات محددة.. اذا مشينا في هذا الاتجاه انا اعتقد سيكون هناك خير كثير في اطار العملية السياسية».

وشهدت الساحة السياسية في اليومين الماضيين تحركات مكثفة لكتل سياسية تهدف الى انشاء تكتلات جديدة قد تؤدي في حالة نجاحها الى تغيير في المشهد العراقي.

وقال الهاشمي «الجميع يتمتع بهامش من الحرية للالتقاء مع من يشاءون والاتفاق مع من يشاءون. بنهاية المطاف من يحكم على هذه التوجهات هو الشعب العراقي والعملية السياسية». ووصف الهاشمي هذه التحركات بأنها تعبر عن رغبة جميع الاطراف «في الخروج من حالة الركود من خلال تفاهمات جديدة على المسائل التي لايزال السياسيون والكتل السياسية منقسمين عليها حتى هذه اللحظة». من جهته، أعرب طالباني عن رغبة التحالف الكردستاني في إقامة ذات العلاقة التي تربطه بالحزب الإسلامي مع حزب الفضيلة. وأكد طالباني خلال استقباله عضوي مجلس النواب العراقي عن حزب الفضيلة حسن الشمري وكريم اليعقوبي، على ضرورة وجود حزب الفضيلة ضمن حكومة الوحدة الوطنية المنشودة.

وجرى خلال اللقاء استعراض الاتفاق الثلاثي بين التحالف الكردستاني والحزب الإسلامي العراقي. وأشاد النائبان بهذا الاتفاق، فيما اكد العضوان استعداد حزب الفضيلة للإسهام في العمل المشترك.

الى ذلك، قال المالكي، في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس العراقي ونائبيه طارق الهاشمي وعادل عبد المهدي، إن «اجتماع اليوم (أمس) تناول مسائل أساسية وجوهرية وجرى الاتفاق على أن نباشر العمل من خلال آليات تم الاتفاق عليها وآفاق واضحة لعملية تحقيق الاندماج وإنجاز عملية شراكة قوية في صناعة الموقف والقرار ثم ممارسة عملية التنفيذ».

وأعرب المالكي عن تفاؤله بالنتائج التي خرج بها الاجتماع، وقال «أنا متفائل من هذا الاجتماع جداً، حيث أكدنا أننا ننطلق من شعور مشترك بالمصلحة الوطنية وضرورة أن تكون هناك ثقة متبادلة». من جهته، قال طالباني في المؤتمر الصحافي المشترك «جرت مناقشة مسائل مهمة سنعلنها في وقتها، وكما تفضل دولة رئيس الوزراء، اننا كنا متفقين على جميعها»، ولم يعلن طالباني المسائل التي تم بحثها. وحول عودة الوزراء المنسحبين من الحكومة قال طالباني: «لقد تم الاتفاق على بحث هذا الموضوع في لجنة خاصة». وأكد أن الاجتماع كان ناجحا، موضحا أن عدم الاستمرار بعقد مثل هذه الاجتماعات خلال الفترة الماضية كان بسبب مرض رئيس الوزراء وسفره وسفر نائبه عادل عبد المهدي إلى الخارج، مضيفا: «لقد تقرر الآن معاودة الاجتماعات بصورة دورية».