محادثات كرافورد بين الملك عبد الله والرئيس بوش كانت دائما لها ما بعدها

TT

التقي الملك عبد الله بن عبد العزيز الرئيس الاميركي جورج بوش مرتين خلال زيارتين قام بهما وهو ولي عهد آنذاك الى الولايات المتحدة. وفي المرتين جرى اللقاء في مزرعة بوش في كرافورد قرب هيوستن (تكساس)؛ وهي الولاية التي يتحدر منها الرئيس الاميركي وكان حاكماً لها قبل ان يصبح رئيساً للولايات المتحدة. ولعل من مفارقات اللقاءين انهما كانا في الشهر نفسه، أي ابريل (نيسان)، حيث جرى الاول عام 2002 وكان الثاني عام 2005. خلال اللقاء الاول جرى لقاء مطول استغرق خمس ساعات وكان من المقرر ان يستغرق ثلاث ساعات. وكان ذلك اللقاء اول لقاء بعد هجمات سبتمبر (ايلول)، حيث كانت تداعيات تلك الهجمات حاضرة في اللقاء، وتم خلاله التفاهم على ضرورة تجاوز تداعيات تلك الاحداث، وما تركته من انعكاسات سلبية على علاقات البلدين. كما جرت خلال ذلك اللقاء محاولة تقريب المواقف بين البلدين حول صراع الشرق الأوسط وغيره من القضايا. حيث نسب الى مسؤولين اميركيين قولهم يومئذٍ «تحدث الجانبان بصراحة وتناولا الخلاف بين وجهتي النظر الأميركية والسعودية حول عدد من القضايا على رأسها قضية الشرق الاوسط».

وكان الملك عبد الله قد طرح قبل تلك الزيارة في مارس (آذار) في قمة بيروت مبادرة سلام مع إسرائيل حظيت بقبول جميع قادة العرب. وطرحت تلك المبادرة سلاما شاملا مقابل انسحاب اسرائيل من الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967. وكانت تلك المبادرة من أهم النقاط التي بحثت بين الجانبين.

يشار الى انه شارك في تلك المحادثات وزير الخارجية الامير سعود الفيصل وسفير السعودية في واشنطن وقتها الامير بندر بن سلطان. ومن الجانب الأميركي نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الخارجية آنذاك كولين باول وكوندوليزا رايس التي كانت مستشارة الرئيس بوش للأمن القومي. جرى اللقاء الثاني بين الملك عبد الله والرئيس بوش في ابريل (نيسان) عام 2005 وفي المكان نفسه، أي مزرعة بوش في كرافورد ودام اللقاء ست ساعات تخللته وجبة طعام. وخلال ذلك اللقاء بحثت اربعة موضوعات كان على رأسها موضوع العراق بعد الغزو، والقضية الفلسطينية والوضع اللبناني والنفط. وأوضح البيت الابيض وقتها ان الملك عبد الله وبوش بحثا ايضاً «الجهود التي يبذلها بوش للدفع بالاصلاحات الديمقراطية في الشرق الاوسط». وأفاد مسؤولون أميركيون بأن بوش والملك عبد الله سيبحثان أيضا موضوع الارهاب خلال محادثاتهما، في حين تبذل الرياض جهودا كبيرة في مكافحة المتطرفين الذين يشتبه في ارتباطهم بتنظيم القاعدة. والموضوع الثاني الحساس والمطروح حالياً هو ارتفاع اسعار النفط في الولايات المتحدة والذي يعتبر بعض الخبراء انه يلعب دوراً في تدني شعبية بوش.

وتزامنت تلك الزيارة مع ارتفاع اسعار المحروقات في محطات الوقود الاميركية، وقال وقتها الرئيس بوش ان ليس لديه «عصا سحرية» لخفض اسعار الوقود في المحطات، لكنه اشار بوضوح الى انه يراهن على السعودية مساعدة الولايات المتحدة، وذلك بأن تنتج النفط بأقصى قدراتها، وهو وعد قطعه الملك عبد الله، والتزم به.