البيئة والثقافة تسرقان بوش من السياسة في يومه الثاني في أبوظبي

مصادر: الرئيس وعد بدعم الشركات الأميركية لمبادرة (مصدر)

TT

يوم طويل قضاه الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش أمس، نصفه في الإمارات ونصفه الآخر في السعودية، فمنذ الصباح الباكر بدأت جولة الرئيس بوش في العاصمة ابوظبي قبل أن ينتقل منها بالطائرة إلى دبي، ويقضي جولة ظاهرها سياحي، وباطنها إطلاع الولايات المتحدة، عبر رئيسها على القاعدة الاقتصادية المتنوعة التي تملكها الإمارة.

وبدا أن بوش علق فقرات السياسة والاقتصاد من برنامجه في الامارات في زيارته بيومها الثاني، فأختار البيئة والثقافة كفقرات أساسية ووحيدة في برنامجه المزدحم أساسا.

ولم يختر رئيس أكبر دولة في العالم أن يشغل برنامجه بعيدا عن السياسة، إلا بعد أن تأكد من أنه سيطلع على تجربتين فريدتين على المستوى العالمي تقيمهما العاصمة الإماراتية، سواء في المجال البيئي أو في المجال الثقافي.

ففي أبوظبي ومنذ ساعة مبكرة، كان بوش حاضرا للاطلاع على خطط أبوظبي البيئية ومبادراتها في هذا الشأن، حيث أطلع على أول مدينة بيئية بالكامل في العالم، وهي المبادرة التي أطلقتها حكومة أبوظبي وأطلقت عليها اسم (مصدر)، باستثمارات بلغت مليارات الدولارات في مجال الطاقة المتجددة والبديلة والتنمية المستدامة والتعليم والتصنيع وإدارة الكربون.

وأكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الرئيس الاميركي وعد بدعم توجه أبوظبي ومبادرتها (مصدر)، عبر حث الشركات الأميركية لدعم هذه المدينة البيئية، وقالت المصادر إن الرئيس بوش أهتم كثيرا بالمدينة البيئية والمشاريع التي تقام فيها، وأنه أكد تعاون الشركات الاميركية الكبرى للوصول بهذه المدينة البيئية إلى الأهداف التي أنشئت من أجلها.

وخلال جولته في المعرض الذي أقيم خصيصا في فندق قصر الإمارات، مقر سكن الرئيس الاميركي، تزامنا مع زيارته، رافق الرئيس بوش الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولي عهد أبوظبي.

وأشاد بوش باستخدام دولة الامارات لثرواتها بالطريقة الصحيحة، معربا عن أمله في توسيع الشعب الأميركي معرفته بدولة الامارات. وقال بوش إن زيارته للدولة منحته فرصة للتعرف على واقع الإمارات عن قرب، كما أشاد بالتطور والتقدم الذي شاهده في مختلف المجالات خاصة المجال التعليمي والبيئي. وأبدى إعجابه بتوجه إمارة أبوظبي نحو الطاقة المتجددة، معتبرا أن مبادرة مصدر عمل ضخم وكبير «ويعد فرصة مثالية لتعزيز علاقات الشراكة والتعاون في مجالات الطاقة الجديدة وتبادل الخبرات والمعلومات». وأكد بوش أن إمارة أبوظبي وبفضل هذا التوجه والدعم الحكومي الكبير لمثل هذه المبادرة «ستكون لاعبا رئيسيا ومهما في قطاع الطاقة الجديدة وأن مدينة مصدر التي يجرى العمل على إنشائها حاليا وستدار بالكامل بالطاقة الجديدة، «تعد شيئا فريدا ومميزا في منطقة الشرق الأوسط».

وقدم الدكتور سلطان أحمد الجابر الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل، شرحا موجزا للرئيس بوش تضمن أبرز ملامح مبادرة مصدر والتي ترتكز على إنشاء معهد مصدر لطاقة المستقبل وشبكة مصدر ومدينة مصدر العالمية للطاقة الجديدة والتوجه المستقبلي لامارة أبوظبي في هذا القطاع الحيوي، رغم أنها من أهم منتجى النفط وتمتلك إحتياطيات ضخمة.