رئيس «صحوة الأنبار» يحذر من انسحاب أميركي مبكر

البوريشة: السنة يريدون تقاسم السلطات مع الشيعة من خلال صناديق الاقتراع

TT

الرمادي ـ أ.ف.ب: حذر رئيس مجلس «صحوة الانبار» من ان انسحابا مبكرا للقوات الاميركية من البلاد قد يؤدي الى عودة العنف الطائفي ويسفر عن نتائج «كارثية» على العراق.

واكد احمد بزيع افتيخان البوريشة الذي تمكن رجاله بالتعاون مع العشائر الاخرى من طرد تنظيم القاعدة من الانبار (غرب)، أن الانسحاب الاميركي المبكر من البلاد قد يؤدي الى خسارة كل المكاسب التي تحققت خصوصا في المجال الامني خلال الفترة الماضية.

وكان الرئيس الاميركي جورج بوش قد أكد الاتجاه الى خفض عديد القوات الاميركية في العراق من 160 ألف عسكري الى 130 ألفا بحلول يوليو (تموز) المقبل، كما سبق ان وعد، مشيرا الى ان مستويات العنف في هذا البلد قد انخفضت بشكل ملحوظ.

وقال البوريشة، زعيم عشيرة الريشاوي احد افخاذ قبيلة الدليم الكبيرة «في الوقت الحاضر، اي انسحاب سريع للقوات الاميركية قد يؤدي الى نتائج كارثية في البلد، لأن الجيش العراقي غير قادر على تسلم المسؤولية الامنية». واضاف «اي انسحاب لا بد ان يحدث فقط عندما يكون الجيش العراقي قادرا بنسبة 100 في المائة على حماية اراضيه، فالحكومة لا يمكنها ان تعمل في الوقت الحاضر من دون مساعدة القوات الاميركية».

وتسلم الشيخ احمد زعامة مجلس الصحوة في سبتمبر (ايلول) الماضي اثر مقتل شقيقه الشيخ عبد الستار اول من اقام مجلس صحوة في العراق في سبتمبر(أيلول) عام 2006. وكان لمجلس صحوة الانبار الفضل الاكبر في انخفاض العنف في المحافظة وخصوصا في الرمادي كبرى مدنها، حيث يقاتل ابناء العشائر جنبا الى جنب مع القوات الاميركية ضد تنظيم القاعدة. وبحسب الاحصائيات الاميركية، فان الهجمات في الانبار انخفضت بمعدل 90 في المائة خلال العام الماضي.

وبأسى بالغ يتحدث الشيخ احمد خلال اللقاء في منزله عن شقيقه عبد الستار الذي قضى بانفجار قنبلة على بعد امتار من المكان الذي يستقبل فيه ضيوفه حاليا. ويقول «اتذكر ان شقيقي كان جريئا في وقت لم يجرؤ فيه احد على الكلام؛ فقد جاهر بالقول ان عناصر القاعدة مجرمون (...) قبل ذلك لم يكن احد يجرؤ على الحديث عن مثل هذه الاشياء حتى داخل الغرف المغلقة». وأضاف «لقد انشأ الصحوة وظهر في شاشات التلفزيون امام الكل معلنا الحرب ضد القاعدة (...) لقد قتل المجرمين في القاعدة ووحد شيوخ العشائر ضدها».

وأعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن اغتيال الشيخ عبد الستار في سبتمبر الماضي بعد اسبوع على لقائه الرئيس بوش خلال زيارته الانبار، وفي الذكرى الاولى لتأسيس مجلس الصحوة، الذراع العسكرية لـ«مجلس انقاذ الانبار». وحظي الشيخ عبد الستار باحترام كبير من قبل العشائر والجيش الاميركي على حد سواء، لأنه تمكن من القضاء على القاعدة. ووصف قائد قوات التحالف الجنرال ديفيد بترايوس مقتله بـ«الخسارة الأليمة». لكن شقيقه الشيخ احمد اكد ان الصحوة باتت اقوى اليوم مما كانت عليه سابقا. وقال في هذا الصدد ان «امكانيات القاعدة في الانبار اليوم تتلخص في القيام بعمليات انتحارية ربما، لا أكثر، لم تعد لديهم امكانية اقامة شبكة قوية كما في السابق». وأضاف ان «المحافظة كانت معقلا للارهاب والمجرمين، لكن تعاوننا مع قوات التحالف والقوات العراقية تمكن من تغيير ذلك». وتابع «عاد الطلاب الى الجامعات والمدارس مثل السابق، واليوم نبحث عن شركات من كل أرجاء العالم للبدء بمشاريع في المحافظة».

وأكد البوريشة ان «السنة يريدون تقاسم السلطات مع الشيعة»، لكنه استدرك موضحا «نريد ذلك من خلال صناديق الاقتراع، وليس من خلال الحرب». وأضاف «حتى الآن ستشارك الصحوة في انتخابات مجلس المحافظة وكذلك في الانتخابات العامة (...) يجب علينا حماية ما حققناه».