بارزاني: أطراف عراقية تريد تكرار الأنفال .. والإسراع بإعدام صدام كان للتعتيم على ملفات الجريمة

تشييع رفات أكثر من 350 ضحية عثر عليها في مقبرة جماعية في منطقة تابعة للموصل

مراسم تشييع رفات ضحايا الأنفال في أربيل أمس (تصوير: جمال بنجويني)
TT

شيعت مدينة اربيل باقليم كردستان العراق صباح أمس رفاة اكثر من 350 من ضحايا حملات الانفال التي نفذتها قوات النظام السابق على سبع مراحل بحق القرويين الأكراد عامي 87 ـ 1988 والتي اسفرت عن مقتل اكثر من 182 الف مواطن كردي حسب الاحصاءات الرسمية فضلا عن تدمير 4500 قرية وقصبة في الاقليم.

وقد جرى تشييع رفاة الضحايا التي تم العثور عليها في مقبرة جماعية بمنطقة «الحضر» الصحراوية التابعة لمحافظة الموصل في مراسم رسمية حضرها رئيس الاقليم مسعود بارزاني وممثلون عن الحكومة والبرلمان العراقي وعدد من سفراء الدول العربية والاجنبية المعتمدين لدى العراق. واكد بارزاني في كلمة القاها اثناء مراسم التشييع «ان هناك اطرافا وقوى عربية في العراق لم يسمها بالاسم ما برحت مستعدة لتكرار تنفيذ حملات الانفال والابادة الجماعية ضد الكرد لو سنحت لها الفرصة المناسبة وكأنها لا تكتفي بما عاناه وتكبده الشعب الكردي من مظالم ومآس لكن نواياها السوداء تلك ستبقى اضغاث احلام لأن اي جهة او طرف لن يستطيع تكرار تلك الجرائم بحق شعبنا ثانية سيما ان مرتكبي تلك الحملات الظالمة قد نالوا قصاصهم العادل».

واضاف بارزاني «اعتقد بان الاسراع في اعدام صدام حسين كانت الغاية منه التعتيم على ملفات الجرائم التي اقترفت بحق الأكراد وفي مقدمتها ملف استخدام الاسلحة الكيماوية». وتابع «الكرد يحترمون فقط الاخوة العرب الذين يناهضون حملات الانفال وابادة الشعب الكردي وان القوى الكردية تسعى الى تعزيز روابط الاخوة مع العرب السنة والشيعة في العراق». واضاف «اننا مقتنعون بالحقوق التي اقرها الدستور العراقي لشعبنا ولكننا لن نسمح مطلقا لأي جهة بالتلاعب في بنود ومواد الدستور بناء على مصالها الخاصة». من جانبها قالت جنار سعد وزيرة شؤون الشهداء وضحايا الانفال ان 23 ضحية فقط من اصل 354 رفاة تم التعرف على هوياتهم، فيما ما زالت بقية الضحايا مجهولي الهوية ولم يتم التعرف على ذويهم او جنسهم الا بفحص الحمض النووي. واضافت الوزيرة في تصريح خاص لـ«الشرق الاوسط» ان الغاية الاساسية من تنظيم هذه المراسم المهيبة «هي تشييع رفاة الضحايا على نحو لائق وتذكير العالم بما لحق بالشعب الكردي من كوارث وويلات وما ارتكب بحقه من فظائع». وتابعت ان رفاة الضحايا سيعاد دفنها في مقبرة جماعية خاصة ببلدة دوكان التابعة لمحافظة السليمانية على اعتبار ان اكثرية الضحايا الذين تم التعرف على هوياتهم هم من سكان تلك البلدة وضواحيها والذين طالب ذووهم بدفنهم في مسقط رأسهم. وحول ما اذا كانت وزارتها ستصرف تعويضات لسر الضحايا قالت جنار سعد «ان وزارتنا مهمتها خدمة اسر الشهداء والضحايا في اطار مهامها وامكاناتها وصلاحياتها اما صرف التعويضات لتلك الاسر المفجوعة فهو من واجب الحكومة العراقية بموجب قرار المحكمة العليا التي حاكمت المتهمين بارتكاب جرائم الانفال على اعتبار انها اقترفت في عهد الحكومة العراقية السابقة، وان حكومة اقليم كردستان تمثل جانب الضحايا وتطالب بالتعويضات من الطرف الآخر».