تحذير فلسطيني من تصفية قضية اللاجئين عبر تهجيرهم من جديد

بعد أن أبدت كندا استعدادها للعب دور بإعادة توطين بعضهم على أراضيها

TT

حذر سياسي فلسطيني بارز من خطورة إبداء كند استعدادها، لإعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين في أراضيها ضمن مخطط لتصفية القضية الساخنة. وقال جميل المجدلاوي رئيس لجنة اللاجئين في المجلس التشريعي وعضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» ان التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الكندي مكسيم برنيار اول من امس خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت والتي ابدى فيها استعداد بلاده المساعدة في حل قضية اللاجئين تمثل إحدى الآليات لتصفية القضية الفلسطينية. وشدد المجدلاوي على أن الحل الوحيد الذي يقبل به الشعب الفلسطيني لحل هذه المشكلة يتمثل في عودتهم الى الأراضي التي شردوا منها وتعويضهم.

واعتبر أن تصريحات برنيار تمثل تجاوبا مع مطالبة إسرائيل للعالم بالإعتراف بها كدولة يهودية، على اعتبار أن مثل هذا الإعتراف يعني موافقة العالم على اسدال الستار على أي امكانية لعودة اللاجئين الى الأراضي التي شردوا منها، وفي نفس الوقت يسمح لإسرائيل بطرد فلسطينيي 48 الذين يعيشون حالياً داخل إسرائيل، في مسعى لضمان أغلبية ديموغرافية يهودية.

وكانت صحيفة «هارتس» الإسرائيلية في عددها الصادر امس قد نقلت على لسان برنيار قوله لأولمرت «يجب ان يكون لكندا دور في إيجاد حل لمشكلة اللاجئين وهي معنية بالمساعدة في ذلك». واضافت الصحيفة أن اولمرت رحب بالإقتراح الكندي منوهاًَ الى أنه اكد اكثر من مرة على وجوب «تخليص اللاجئين الفلسطينيين من معاناتهم من العيش في مخيمات اللاجئين». من ناحيته عزا المجدلاوي «جرأة الكنديين» على تقديم مثل هذه العروض الى بعض المواقف «التي عبرت عنها بعض الأوساط الفلسطينية، سيما وثيقة جنيف التي توصلت اليها شخصيات فلسطينية وإسرائيل، كان على رأسها كل من ياسر عبد ربه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ويوسي بيلين الوزير الإسرائيلي السابق. ونوه الى أن وثيقة جنيف اقترحت عددا من آليات حل مشكلة اللاجئين من بينها تهجيرهم الى دول اخرى، مثل كندا.

واكد المجدلاوي ان عدداً من الدول اقترحت أن يتم تهجير اعداد من اللاجئين اليها. وشدد المجدلاوي على أن كل الصيغ التي تتحدث عن تهجير اللاجئين الفلسطينيين من مواطن وجودهم الحالي في الدول العربية، وابعادهم عن فلسطين يهدف بشكل أساسي الى «القضاء على كيانية الشعب الفلسطيني». وشدد على أن ما جاء على لسان برنيار يتوافق مع التصريحات «الخطيرة» التي وردت على لسان الرئيس الأميركي جورج بوش والتي اكد فيها عدم صلاحية قرارات مجلس الامن والامم المتحدة لتكون مرجعية لحل الصراع مع اسرائيل.