إسرائيل تغتال 3 مقاومين بالقرب من منزل هنية

جمعية حقوق إنسان إسرائيلية: المخابرات تهدر دماء الأطفال الفلسطينيين

طفل فلسطيني يبكي خلال تشييع جنازة والده ماهر المبحوح، الذي قتل في غارة اسرائيلية، بمخيم جباليا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

هل هذا يمثل مصادفة أم أنه كان أمراً مخططاً، أن يقوم الجيش الاسرائيلي الليلة قبل الماضية باغتيال ثلاثة من عناصر المقاومة الفلسطينية ويجرح عددا آخر تحديداً بالقرب من منزل رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية؟ وذكر شهود عيان أن ثلاثة من عناصر مجموعة «جيش الإسلام» قد قتلوا وجرح عدد من زملائهم عندما قامت طائرة استطلاع عسكرية إسرائيلية بدون طيار بإطلاق صاروخين على سيارة الجيب التي كانوا يستقلونها بالقرب من منزل هنية الكائن في الطرف الجنوبي من مخيم «الشاطئ» للاجئين.

وذكر شهود عيان أن عناصر الأمن الذين كانوا بالقرب من منزل هنية كانوا أول من وصل لإسعاف الجرحى وإجلاء القتلى. وقال الدكتور معاوية حسنين، مدير عام الإسعاف والطوارئ في مستشفى الشفاء، إن القتلى هم: نضال العامودي، وماهر المبحوح، فيما لم يتم التأكد من هوية القتيل الثالث. وجماعة «جيش الإسلام» هي مجموعة منشقة عن «لجان المقاومة الشعبية»، وشاركت في العملية التي اسفرت عن اختطاف الجندي جلعاد شليط، لكن العلاقات بينها وبين حركة حماس توترت كثيراً بعد أن قام عناصر من المجموعة بعدد من عمليات اختطاف الأجانب في قطاع غزة، كان على رأسها اختطاف الصحافي البريطاني ألان جونستون، وهي العملية التي دفعت الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة هنية الى محاصرة معقل هذه المجموعة في حي «الصبرة» جنوب مدينة غزة، حتى قام أفرادها بالإفراج عن جونستون.

وقالت حركة حماس أمس، إن التهديدات الإسرائيلية باستهداف قادتها «تنم عن العقلية الإجرامية والإرهابية التي يفكر بها المحتل الإسرائيلي». وفي بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، قالت حماس إن الرئيس الأميركي جورج بوش منح اسرائيل الضوء الأخضر الفعلي لاستهداف قادتها، محذرة من أن استمرار السلطة الفلسطينية بالتنسيق الأمني مع الاحتلال يزيد من «نهم وشراسة المحتل في ارتكاب عمليات التطهير والقتل والإجرام التي تتصاعد يوماً بعد يوم ضد أبناء شعبنا وقياداتنا ورموزنا». وحملت حماس الإدارة الاميركية المسؤولية الكاملة عن الجرائم التي ترتكبها اسرائيل واستهدافها لقادة حركات المقاومة، مؤكدة أنها ترى في السلطة الفلسطينية مسؤولة بشكل مباشر في الحصار والتجويع والاغتيالات التي تنفذها اسرائيل. من ناحيتها هاجمت جمعية حقوق الإنسان الاسرائيلية «بتسيلم»، المهتمة بقضايا حقوق الإنسان الفلسطيني، رئيس جهاز المخابرات العامة في اسرائيل، يوفال ديسكين، على تصريحاته بخصوص عدد القتلى الفلسطينيين بالسلاح الاسرائيلي. وقالت ان ديسكين يهدر عمليا دماء الأطفال الفلسطينيين. وكان دسكين قدم تقريرا الى الحكومة الاسرائيلية، في جلستها في الأول من أمس، تباهى فيه بأن قواته قتلت خلال سنة 2007 حوالي 1000 فلسطيني بينهم 810 إرهابيين. وقد ردت منظمة «بتسيلم» ببيان حاد، أمس، قالت فيه «ان رئيس المخابرات يخدع الحكومة ويشوه المعلومات. وان الحقيقة ان قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت في قطاع غزة في السنة الماضية 816 فلسطينيا، أغلبيتهم من المدنيين، وبينهم 152 طفلا على الأقل. ومن بين هؤلاء الأطفال يوجد 48 شخصا تقل أعمارهم عن 14 عاما».

وتساءلت «بتسيلم» في بيانها: «هل هؤلاء الأطفال ارهابيون في نظر ديسكين؟ هل ماريا عوكل البالغة من العمر 5 سنوات، وآية السطل البالغة من العمر 8 سنوات، ويحيى أبو سلمية البالغ من العمر 9 سنوات، وشقيقه نصر الله البالغ خمس سنوات، ومحمود سارة أبو غزال البالغ عمره 8 سنوات، وأفراد العائلات التي مسحت بشكل شبه كامل،وهي عائلة غالية في مخيم جبالية للاجئين، وعائلة العثامنة من بيت حانون، التي فقدت أطفالها ميساء ومرام وسعد ومحمود المتراوحة أعمارهم ما بين 10 أشهر و10 سنين، وجميعهم قتلوا بأسلحة الاحتلال الاسرائيلي، هل هم إرهابيون؟ أولا يعني ذلك أن رئيس المخابرات الاسرائيلية يعتبر الأطفال إرهابيين ويجيز قتلهم وهدر دمائهم؟».